مشهد جميل حيث يتعانق فيه خليج السويس وخليج العقبة ليرتبطا إلى الأبد في محمية " رأس محمد " أروع بقاع العالم الطبيعية والتى تبعد عن شرم الشيخ 12 كيلو متراً ، كما أنها من أجمل أماكن الغطس فى العالم فهى تقع عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة من شبة جزيرة سيناء ويحدها من الشمال سهل الساحل الجنوبى لهضبة التبه ، وتمتد حتى داخل البحر الاحمر بحوالى 10 إلى 15 كيلو متراً ، وتمثل الحافة الشرقية لها حائط صخرى مع مياة الخليج . ترجع تسمية رأس محمد بهذا الأسم إلى أنها تمثل رأس مثلث ، حيث تمثل سلاسل جبال جنوبسيناء باقى اضلاعه وهى تشبه رأس رجل له لحية ، وتبلغ مساحتها مائتى كيلو متر مربع منها 75 كم فى الجزء البرى و125 فى الجزء البحرى ، ويوجد بها قناة المانجروف التى تفصل بين جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة . المحمية تتميز بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى ، وبها الاسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض ، إلى جانب الاحياء المائية العجيبة مثل الرخويات والطحالب البحرية ، وتحتوى المحمية على عدة مناطق سياحية جميلة فهى من أهم المزارات بها ومن هذه المناطق ، منطقة شاطئية تصلح للسياحة ومنطقة المانجروف للبحوث العلمية ، ومنطقة البركة المسحورة التى تعتمد على حركة المد والجزر ومنطقة الزلازل القديمة ومناطق الحفريات وأيضا بها الشعاب المرجانية والطيور . ومن أجمل المناطق فى المحمية بحيرة المانجروف التى توجد بها أشجار المانجروف النادرة ، فهى لا توجد سوى فى أربع مناطق بالعالم من ضمنها مصر ، فهذه الاشجار تمتاز بشىء غريب جداً وهو امتصاص الملح من الماء فى الوقت الذى يظهر الملح على اوراقة الخضراء ، وهناك أيضا منطقة الزلزال التى كانت سبباً فى وجود قناة المانجروف التى تفصل بين شبة جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة ، حيث تجرى من تحتها الماء بحوالى 250 متراً وتكونت أيضاً حلقة تشبة البئر تطوف من تحتها مياة البحر الاحمر ، ومن أكثر المناطق جمالاً فى المحمية منطقة البحيرة المسحورة حيث تتدرج بها ألوان المياة فتتغير ألوان المياة سبع مرات يومياً ، وقد أطلق عليها البدو قديماً بحيرة التمنى حيث يقومون بالقاء بعض الاحجار متمنين بعض الامنيات . ومن الأسباب التى أدت إلى شهرة المحمية على المستوى العالمى تنوع الطيور مثل الصقور والنسور واللقالق وتنوع الحيوانات الثديية " ثعلب الرمل ، ثعلب الفنك ، الضبع ، الماعز الجبلى ، الغزال المصرى ، الارنب الجبلى " ، كما تتنوع بها الحيوانات البحرية مثل " الباركودا ، التونة ، القرش ، السمك الملائكى " ، هذا وتتنوع بها أيضاً الزواحف مثل الترسة البحرية والدرفيل ، فضلاً عن الشعاب المرجانية الصلبة والرخوة ، وبها أيضاً الشعاب النارية وإلى جانب كل ذلك فهى من أجمل مناطق العالم لممارسة الغطس لذا تأتى إليها السياحة من شتى بقاع الارض . وتقدم الشعاب المرجانية في محمية رأس محمد للزائر تجربة أخاذة ويمكن أن يطغي هول أعداد أنواع الحياة علي أحاسيس الزائر للمرة الأولي ، لكن الشعاب يحكمها نسق ونظام ومع المشاهدة القريبة والمتأنية يمكن حتى للمبتدئ أن يتعرف علي الروابط الأكثر وضوحاً ، ولجميع الكائنات في الشعاب المرجانية تأقلمها الخاص الذي يتعلق بسلوكها الغذائي وترعي أسماك الصبية ما يخصها من حشائش البحر وتدافع عنها بضراوة ، وتطحن أسماك الببغاء قاعدة المرجان لكي تتغذى علي الطحالب ثم تفرز سحباً من الكربونات التي لم تهضم والتي تستقر فتساعد علي تماسك الشعاب ، والأسماك المنظفة من نوع " راس لابرويدز دميريانوس " وهى كائنات رئيسية تساعد علي تنوع أسماك الشعاب المرجانية المحلية في محمية رأس محمد بمصر ، وتتمتع الأسماك المنظفة الفردية بمناطق صغيرة خاصة بها تسمي محطات التنظيف حيث تزورها أغلبية أسماك الشعاب المرجانية .