كشف المسح الأثري الشامل الذي قامت به منطقة آثار نويبع بجنوب سيناء عن آثار الانسان الأول بسيناء منذ ما قبل التاريخ وعبر العصور المختلفة. جاء ذلك في اطار حملات التنقيب عن الآثار المصرية كما كشفت عمليات المسح عن نقوش أثرية لحضارات وديانات تعاقبت علي أرض سيناء بالاضافة الي أشجار نادرة وعيون مياه طبيعية وثروات تعدينية ورغم ذلك مازالت غير مستغلة ولم توضع علي الخريطة السياحية لرحلات السفاري. صرح بذلك الأثري عبد الرحيم ريحان- مدير منطقة آثار نويبع مشيرا الي هذه الوديان.. كانت طرقا للتجارة وأخري طرق مطرفا تعانقت فيها الأديان عبر الحضارات المختلفة. وأوضح أن آثار الانسان الأول بسيناء انتشرت في مناطق عديدة منها منطقة وادي حجاج وتقع علي بعد60 كيلو مترا من سانت كاترين في اتجاه نويبع فهو الوادي الذي كان يمر من خلاله الحجاج المسيحيين القادمين من القدس للحج الي دير سانت كاترين عن طريق ميناء العقبة الأردني, كما أكد ريحان ان منطقة وادي سدر من الوديان المهمة التي تصب في خليج السويس ونشأ من جبال التيه بوسط سيناء ويخترق سهل الراحة. ويضم ثلاث عيون منها عين سدر وعليها بعض أشجار النخيل والتين وفيها نبات النال الذي يصنع منه الحصير وعين أبي رجوم وعين أبي جراد وهما من الوديان المهمة كان يمر من خلالهما الحجاج المسلمون في درب الحاج المصري القديم عبر سيناء الي العقبة ومنها الي أراضي الحجاز اما وادي وتير فيصب في خليج العقبة. اما وادي طوبية فيبعد4 كيلو مترات عن طابا وهو حلقة الوصل بين طابا والنقب عبر مختلف العصور واستخدمه الأنباط لنقل تجارتهم عبر سيناء وسمي بذلك الاسم لأنه كان منفذا للحجاج المصريين الي العقبة... أما وادي الشجيراء عند الكيلو25 طريق نويبع المؤدي الي سانت كاترين وهي عبارة عن مبان أقيمت بشكل دائري ويبلغ قطر الدائرة الواحدة ما بين متر الي ثلاثة أمتار وطريقة بنائها كانت من خلال رص الأحجار بطريقة بدائية دون استخدام مونة وتتكون من مجموعة كبيرة من الأحجار الزلطية وتأخذ الدوائر شكل التجمعات الفردية. وفي منطقة المرحا طريق نويبع المؤدي الي سانت كاترين توجد مبان متطورة حيث كشفت أعمال المسح الأثري وجود مجموعة من المباني بينها مساحة متسعة وهي أكثر ارتفاعا واتساعا من تلك الموجودة بوادي الشجيراء ويطلق عليها النواميس وتمت اقامتها بشكل بسيط لاتسع إلا لشخص واحد حيث أن مدخلها ضيق وارتفاعه يصل الي50 سم ويعلوها عتب مما يؤكد أن الأفراد كانوا يدخلونها زحفا, كما ان الحوائط مبنية بانحراف للداخل ومسقوفة بقبة ضحلة( غير عميقة) وتعد النواميس مرحلة بداية تكوين القبيلة حيث كانوا يعيشون في مجموعات علي هيئة دوائر ووسطهم أماكن اقامة الحيوانات وأعيد استخدام هذه النواميس خلال العرب الأنباط لاكتشاف العديد منها علي الطريق التجاري للأنباط بسيناء ثم استخدمت خلال الفترة المسيحية كقلايات للمتوحدين الأوائل بسيناء. وأعلن عن قيام مجموعة من علماء الآثار بدراسات علمية علي بعض النواميس هذا فضلا عن أعمال الحفر غير العلمي الذي قام به جنود الاحتلال الاسرائيلي بسيناء بالتعاون مع معهد الآثار بالجامعة العبرية وقال لقد تأرجحت الدراسات في تحديد وظيفة النواميس بين وصفها مباني سكنية او مقابر كما أكدت الدراسات أنها مساكن لقوم يعتمدون علي الرعي والزراعة.