وذكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحملة الإسرائيلية في غزة "ليس بعيدا" لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال للصحافيين خلال زيارته لقوة حفظ السلام الفرنسية في جنوب لبنان "أنا مقتنع بأن هناك حلولا. نحن غير بعيدين عن ذلك. وما يلزم هو مجرد أن يبدأ أحد الاطراف كي تتحرك الأمور في الاتجاه الصحيح". وقال مصدر ديبلوماسي في القاهرة ان الرئيسين ساركوزي وحسني مبارك، اللذين التقيا مجددا في شرم الشيخ مساء الثلاثاء، يستعدان "لاصدار نداء مشترك من اجل وقف اطلاق النار في غزة". واوضح المصدر ان "فرنسا ومصر، اللتين تترأسان الاتحاد اليورو-متوسطي، وكذلك الاتحاد الاوروبي، تتقاسم الافكار نفسها بشان هذه الازمة" وتؤيد وقف العملية العسكرية الاسرائيلية ووقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية". واكد التلفزيون المصري الرسمي مساء الثلاثاء ان مبارك وساركوزي يستعدان لاعلان بيان مشترك يعرضان فيه مشروعا لوقف اطلاق النار فورا. وذكر توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط أن القوى العظمى اتفقت على الحاجة لاتخاذ إجراءات أمنية على الحدود بين غزة ومصر التي تطلق عليها إسرائيل اسم معبر فيلادلفي من أجل وقف تدفق الأسلحة. وقال بلير لمجموعة صغيرة من الصحافيين في القدس "ما يجري الحديث عنه هو خطة ذات مصداقية لوقف التهريب". وتعد الخطة المقترحة محاولة لتوفير فرص لخنق حركة حماس وتجريدها من السلاح من خلال قوة دولية توفر ضمانات بهذا المعنى.. واستبعدت إسرائيل وقف حملتها المستمرة منذ 11 يوما على حماس إذا لم تحصل على ضمانات دولية بالعثور على أنفاق التهريب وتدميرها ومنع إعادة حفرها.. وتطالب حماس بإنهاء حصار اقتصادي خانق لقطاع غزة تفرضه إسرائيل بمساعدة فعلية من مصر.. ويرجح أن يتزايد الضغط الدولي على ما يبدو لوقف إطلاق النار بعد أن قال مسعفون فلسطينيون إن قذائف دبابة إسرائيلية قتلت 40 شخصا في مدرسة تابعة للأمم المتحدة.. وهذه هي أكثر الضربات الإسرائيلية دموية منذ بدأ القتال ومن أكثر الأعمال الإسرائيلية دموية في المناطق الفلسطينية خلال عقود. وقتل في الإجمالي ما لا يقل عن 629 فلسطينيا وأصيب أكثر من 2700 بجروح منذ أطلقت إسرائيل هجومها يوم 27 ديسمبر/كانون الأول بهدف معلن هو وقف الصواريخ التي تطلقها حماس على مدنها الجنوبية. وقتل تسعة إسرائيليين في الصراع.. وتجاهلت إسرائيل حتى الآن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار بسبب المساندة الدبلوماسية التي حصلت عليها من الولاياتالمتحدة أوثق حلفائها. وذكر شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الأميركية مجددا أن شرط وقف إطلاق النار على الفور هو أن يكون "طويل الامد وممكن الاستمرار وليس مؤقتا بمدة محدودة". وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مجددا شروط بلاده خلال زيارة لبلدة سديروت التي كثيرا ما تسقط فيها صواريخ حماس. وقال أولمرت للإذاعة الإسرائيلية "نتيجة هذه العملية يجب أن تكون أولا وقبل أي شيء وقف تهريب الذخيرة إلى غزة من خلال معبر فيلادلفي من أجل منع منظمات قاتلة من إطلاقها". وذكر مارك ريجيف المتحدث باسم أولمرت أن رئيس الوزراء وجه رسالة مماثلة خلال المحادثات مع ساركوزي أمس الاثنين. وقال ريجيف "منع حماس من تكوين مخزون من السلاح هو الأساس اللازم لأي اتفاق جديد للتهدئة" مضيفا أن حماس انتهزت فرصة التهدئة السابقة التي استمرت ستة أشهر والتي توسطت فيها مصر لزيادة مدى صواريخها من 20 كيلومترا إلى 40 كيلومترا. وتابع ريجيف قائلا "في هذه الظروف.. هل سنوافق على تهدئة جديدة تسمح لهم (حماس) بزيادة مداهم إلى 60 كيلومترا حتى تسقط صواريخ على مشارف تل أبيب". وقال دبلوماسيون أوروبيون إنهم يناقشون إرسال قوة خاصة تضم مهندسين عسكريين إلى الحدود بصحبة معدات للتعاون مع مصر في محاربة الأنفاق. وقال دبلوماسي كبير أن مناقشات تجري أيضا لإرسال قوة بحرية. ولما سئل بلير عما إذا كان يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بدون التزام دولي بوقف التهريب أجاب قائلا "أعتقد أن هذا صعب جدا ما لم يحدث تقدم ملموس للإسرائيليين بخصوص الأمن يسمح بتقدم ملموس نحو فتح غزة على العالم الخارجي". وتستخدم الأنفاق أيضا في تجارة المواد الغذائية وسلع أخرى من أجل تخفيف الحصار الاقتصادي الإسرائيلي المشدد لقطاع غزة الذي أدى إلى ظروف معيشية بائسة لسكانه البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة. وذكر مسؤولون إسرائيليون أن خطى محادثات وقف إطلاق النار تتسارع. وقال مسؤول كبير إن ساركوزي عرض على إسرائيل "مبادرة جادة" لوقف إطلاق النار بمشاركة مصر وإن المناقشات ركزت على حجم وتجهيزات "تواجد دولي" على الحدود بين مصر وغزة. وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن مصر والسلطة الفلسطينية يمكن أن تطلبا مساعدة دولية وإن القوات يمكن أن تنشر على جانبي الحدود. ويمكن أن يتحدث المصريون مع حماس للحصول على موافقتها على نشر القوات على جانب غزة من الحدود. وفي مجلس الأمن لم يكن قد تم التداول صباح الثلاثاء باي نص في الاممالمتحدة ما يعني انه من المستبعد تبني اي قرار في هذا اليوم بالذات. واستمرت الولاياتالمتحدة في ارسال اشارات سلبية حيال وقف سريع لاطلاق النار حتى لدوافع انسانية. ويتوقع ان يعقد المجلس الذي تترأسه فرنسا هذا الشهر جلسة علنية برئاسة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير تحضرها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وعدة وزراء خارجية عرب والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وتسعى فرنسا مع دول اخرى اعضاء في المجلس والدول العربية الى صياغة مشروع قرار سيتمحور بحسب دبلوماسيين حول خمس افكار هي وقف فوري لاطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الانسانية وحماية المدنيين واستئناف عملية السلام وتطبيق آلية متابعة للتهدئة ووقف اطلاق النار. وبحسب دبلوماسي غربي فان العناصر التي سترد في القرار الجديد مرهونة بنتائج الجولة الدبلوماسية الحالية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الشرق الاوسط. ورأى رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ان هناك "كوة ضيقة نحو وقف لاطلاق النار" في غزة.