بعد يوم حافل من حالة الغضب التى شهدها ميدان التحرير اليوم، الجمعة بدأ عدد كبير من المتظاهرين المشاركين فى فعاليات "جمعة الغضب الثانية" فى الانصراف تدريجيًا من ميدان التحرير، قبيل موعد غروب الشمس، فيما لم تعلن جهة محددة استمرار اعتصامها أو المبيت فى الميدان وكسر حالة حظر التجوال، بعد أن شهد الميدان صراع المنصات حيث وزع المتظاهرون في ميدان التحرير بين خمس منصات، فيما جالت مجموعات منهم أرجاء الميدان حاملة أعلامًا ضخمة ولافتات تحدد مطالبهم، رافضين ترديد أية شعارات تسيئ للقوات المسلحة ولدور الجيش العظيم فى مساندة الثورة. وكانت أكثر المنصات جذباً للجمهور الغاضب منصة المخرج خالد يوسف القريبة من مسجد عمر مكرم هي الأكثر، حيث اعتلى هذه المنصة صارخًا "الإخوان فين.. التحرير أهوه"، في إشارة إلى الحشود التي ملأت الميدان وقدر عددها بمئات الآلاف رغم مقاطعة جماعة الإخوان المسلمين للمظاهرة.. وسرعان ما تحولت كلمة خالد يوسف إلى شعار ردده المتظاهرون في أرجاء الميدان. وحدد يوسف 3 مطالب أساسية وعاجلة من المجلس العسكري، أولها تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين وذيول النظام السابق، وثانيها عودة الأمن والأمان للشارع المصري، مستنكرا عجز الجيش والشرطة في القبض على قرابة 300 ألف بلطجي يرهبون 85 مليون مواطن. أما المطلب الثالث، فيتمثل - وفقا ليوسف- فى رفض الشعب المصري بأكمله محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، مستنكرا قيام قوات من الجيش بالقبض على نشطاء أمس أثناء قيامهم بتعليق ملصقات في الشارع، فيما يتركون البلطجية يستبيحون حرمة الطريق. من جانبها، اكتفت الفنانة تيسير فهمي بالهتاف ضد من دعا لإلغاء المليونية اليوم قائلة "خوفونا بس إحنا ما بنخافش"، وردد المتظاهرون في الميدان كلماتها وخصوصا شعار : "دستور- حرية- دولة مدنية". وحاول المستشار أشرف البارودي توجيه إساءات للجيش، إلا أن المتظاهرين أمام المنصة هتفوا جميعا:" الجيش والشعب إيد واحدة"، وسرعان ما تحولت الكلمة إلى هتاف عام في الميدان. وأضطر البارودي إلى قطع كلمته بعد أن رفض المتظاهرون استمراره على المنصة. أما المستشار زكريا عبد العزيز، فأكد أن آلة الإعلام تحاول منذ 3 أيام تخويفنا من البلطجية، وتعهد أمام الحاضرين بالتصدي للبلطجية. واستكمل حديثه قائلا: "ثورتكم مباركة ومستمرة ..واطالب بتفرغ القضاة لقضايا قتل المتظاهرين". وختم بقوله إنه لن يكون هناك استقرار في البلد إلا بأمرين:أولهما، التصدي للانفلات الأمني ومواجهة الفوضى، والثاني: العمل لزيادة عجلة الانتاج، قائلا: "لازم نشتغل عشان مصر تأخد مكانها". وفى سياق الاحداث، أكد الاتحاد المستقل لشباب الثورة أن ميدان التحرير كان يصيح اليوم بأعلى صوته "الشعب يحمي ثورته "، "لن نتراجع لن نستسلم"، حيث شهد الميدان توافد الالاف المصريين فى يوم تاريخي جاء ثمرة لجهود الاتحادات والحركات الشبابية الشعبية ومخزيا للأحزاب الكرتونية، ولجماعة الإخوان التي ظنت أن غيابها سيأثر على "جمعة الغضب "وأن الشعب سيغيب عن الدفاع عن مطالبه وأهداف ثورته البيضاء خاصة في ظل هجوم بعض وسائل الإعلام على هذه الجمعة، وتسميتها بجمعة الانقلاب والتخريب وغيره محاولين بث رسائل هدامة كي تفشل جمعة الغضب 27 مايو. هذا وقد طاف أعضاء الاتحاد ميدان التحرير مرددين "إعلان دستوري باطل""يامشير يامشير مش حاسين بالتغير علشان كده في التحرير"يامشير يامشير خد أوامرك من التحرير" منضما لهم كثير من المواطنين المتواجدين بالميدان وحمل الاتحاد عددا كبيرا من اللافتات مكتوب عليها"لا للوقيعة بين الشعب والجيش" الشرطة مابتنزلش هي مش في خدمة الشعب ولا إيه" الشعب يريد دستور جديد"وشارك الاتحاد في اللجان الشعبية لتأمين المتحف المصرى وجامعة الدول العربية وعمل لجان تفتيش على مداخل ومخارج الميدان . وقالت شيماء سمير أبوعميرة المنسق العام للاتحاد المستقل لشباب الثورة...أن يوم ثورة الغضب الثانية 27 مايو يعد نجاحا مبهرا لثورة 25 يناير فقد أثبتت اليوم الحركات السياسية الشعبية والتي تشكلت بعد 25 يناير أنها قادرة على مخاطبة وحشد الشعب المصري الذي استجاب لدعوتها للنزول اليوم. وأضافت أبوعميرة أن هذا اليوم يؤكد لنا بشكل واضح أن المصريين أصبح لديهم إيمان عميق بأن التحرك الجماعي والإصرار والضغط هم أهم الأدوات الثورية التي نمتلكها لتحقيق أهدافنا واستكمال مطالب ثورة 25 يناير'وأن الشعب قد هزم حاجز الخوف والتردد للأبد ولن يتوانى ولن يقبل بأن يستهان به وبمقدراته مرة أخرى, فالحرية والكرامة التي دفعنا ثمنها أرواحنا و دمائنا لا يمكن أن نضحى بها مرة أخرى معما تكبدنا أو عانينا. وأوضحت أبوعميرة أن وضع دستور جديد هو المطلب الرئيسي لثورة 27 مايو على أن يتم تشكيل لجنة تأسيسية توافقية منتخبة لوضع الدستور الجديد قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية على أن تتم انتخابات البرلمان القادمة وفقا لما يحدده الدستور الجديد مشيرة إلى أن الدستور هو شخص مصر شخص الشعب الذي كافح وضحى بأبنائه في شتى ربوع مصر و من حق الشعب ألا يختزل كفاحه من أجل الدستور في شخص رئيس جديد في حين أن الشعب المصري هو البطل الحقيقي الذي يجب أن يذكره التاريخ . وشدد الاتحاد في بيانه على علانية وسرعة محاكمة قتلة شهداء 25 يناير والاقتصاص لحقهم ومحاكمة المسئولين عن أعمال القتل وفتح السجون بداية من الرئيس السابق إلى الوزراء المتورطين وعلى رأسهم حبيب العادلي إلى القناصة وأمناء الشرطة الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين وذلك بمحاكمات علنية. كما طالب الاتحاد باسترجاع ثروات مصر المنهوبة ومصادرتها سواء داخل البلاد أو خارجها وطالب الاتحاد بعدم نشر الشائعات عن العفو عن الرئيس السابق أو أي من أسرته كيلا تثير البلبلة والفوضى بين أبناء الوطن وأكد الاتحاد أننا قمنا بالثورة لتصبح مصر دولة القانون ونحن كشعب نحتفظ ونمارس حقنا القانوني في محاسبة ومحاكمة أي رئيس سابق أو قادم يخطئ في حق مصر والرئاسة منصب وظيفي ليس تأليها وليس فوق القانون. وكان الاتحاد المستقل لشباب الثورة قد دعا عبر الفيسبوك و في أيام الجمعة الماضية إلى ثورة الغضب الثانية 27 مايو وقام بتوزيع بتشكيل فرق توعية لتعريف المواطنين بمطالب وأهداف ثورة الغضب الثانية.