تعددت الاحداث الوطنية فى مصر و تنوعت و جاء ميدان التحرير ليشهد للجميع مشاهد رائعة - ستستمر للمدى الطويل - كمشهد حماية المسيحيين للمسلمين اثناء صلاتهم و مشهد حماية المسلمين المسيحيين اثناء صلاتهم و مشهد جمعة الوحدة الوطنية و غيرها من المشاهد التى تترك لنا بصمات واضحة للجميع..وتعد واقعة كنسية الشهيدين و التى تقع بمدينة اطفيح من ضمن الوقائع التى تشبه واقعة كنيسة القديسين بالاسكندرية و التى غرضها هز و زعزعة الروح الوطنية المشتركة بين المسلمين المسيحيين . فى جولة صحفية ارادت " صوت البلد " ان تنخرط بين حنايا مينة اطفيح و بين اثارها التى تعد كنزا من كنوز مصر و التى بها كنيسة تمثل تراث اثرى و رمزا للوحدة الوطنية بين المسلمين و الاقباط . وتعتبر مدينة اطفيح اطلق عليها العصر الفوعوني اسم " اتببتاح" و تحوراسمها في القبطية إلي باتيبيه و في العصر العربي إلي أطفيح وسميت في العصر اليوناني باسم مدينة الإلهة أفروديت " رب الجمال ". أما في العهد العثماني فصارت باسم ولاية الأطفيحية , وانضمت لمديرية الجيزة رسميا سنة 1836 و صارت أحد مراكزها شرق النيل سنة 1974. و فى أوائل القرن13 وجد باطفيح الكثير من الأقباط والأرمن وكان بها نحو عشرين كنيسة غير الأديرة وصوامع الرهبان التي كانت في الأصل معابد فرعونية وثنية تحولت إلي كنائس وأديرة قبطية وأحد هذه المعابد القديمة الباقي للآن هو " دير الرسل" الذي وصفه المقريزي (القرن15م ) بأنه دير عظيم وكان عامرا زمانه بالرهبان. و فى هذه الجولة الصحفية وصلنا لكنيسة " دير الرسل باطفيح " ذلك لانها من اقدم الكنائس المتواجدة بمدينة اطفيح علاوة على ذلك فانها هددت منذ فترة بالهدم لكن المسلمين و المسيحيين بها اتحدوا لحمايتها و فى النهاية لم يمسها سوء و اشار القس ديسقورس صادق سليمان - كاهن كنيسة دير الرسل باطفيح مطرانيه الجيزة - الى ان الكنيسة يوجد بها العديد من القطع الاثرية القديمة و خير دليل على ذلك انه فى تاريخ 25 /11/1989 تم العثور على لوحة أثرية لرمسيس الثانى و 13 تابوتا من الحجر الجيرى بها تزن اللوحة أكثر من 3 أطنان و هى من البازلت الأسود و طولها 160 سم و عرضها 60 سم مضيفا ان هذه اللوحة مازالت متواجدة بمخازن وزارة الاثار و لم يعلم احد لما يتم التحفظ عليها لهذا الوقت . ووصف القس - ديسقورس صادق - الدير قائلا انه يقع بالفعل شرق مدينة اطفيح داخل المزارع و يبعد عن الطريق الرئيسى الزراعى بحوالى نصف كيلو متر اى انه يبعد عن القاهرة بحوالى 80 كم جنوبا ، يحيط بالدير سور من الحجارة القديمة و داخل الدير توجد ساحة واسعة فى مقابله و عن يساره حديقة صغيرة العهد و عن يمينه مبنى من طابقين حديث العهد أيضا و يحوى هذا المبنى سكن الآباء الكهنة و مكان للخلوة أنشئ حديثا لقضاء فترة روحية للشباب و بعد هذا المبنى على اليمين أيضا و ( لكن للداخل ) عدة حجرات أكثر قدما من المبنى السابق تحوى فرن القربان ( بيت لحم ) و مطبخ يستخدم فى المناسبات و الأعياد و المواسم لزوار الدير ، و باقى الحجرات تستخدم الان لخدمة التربية بالكنيسة . و أمام هذه الحجرات طافوس الدير ( مدفن الآباء الكهنة ) و إلى جواره بئر ماء يغذى الدير بالماء النقى النابع من باطن الأرض . أما كنيسة الدير الأثرية - و التى يحلم جميع الكهنه بالكنيسة بترميمها منذ ان اثر عليها زلزال 1992 فقوض معظم جدرانها و احدث فيها شروخا رهيبة - فوصفها القس ديسقورس صادق كالتالى : الكنيسة مبنية على النظام البازيليكى يعلوها أحدى عشرة قبه متصلة على مثال تلاميذ السيد المسيح الأثنى عشر ( بعد تجاهل يهوذا الخائن ) أما القبة الثانية عشر فهى منفصله و تعلو مذبح الأنبا انطونيوس المنفصل تماما عن هيكل الرسولين بطرس و بولس ، و كأن هذه القبة تشير الى متياس الرسول الذى حل محل يهوذا الخائن و جاءت القبة منفصله إشارة لأن اختيار متياس الرسول جاء منفصلا عن اختيار باقى التلاميذ السابقين له . بالكنيسة ثلاثة هياكل الأوسط على اسم الرسولين بطرس و بولس و القبلى على اسم العذراء مريم و هما متصلان اما الهيكل البحرى فهو على اسم القديس الأنبا انطونيوس و هو منفصل عن الهيكل الأوسط و يفصل بينه و بين الهيكل الاوسط فقط تعلوها حجرة أخرى يصل اليها الانسان عن طريق فتحة فى السقف الحجرة السفلى و تسمى هذه الحجرة باسم الحصن أو المخبأ لانها كانت تستخدم وقت هجوم البربر او الرومان على الكنيسة وقت الصلاة ، فيهرب الكاهن الى هذه المغارة مع الشماس بالاسرار المقدسة لاتمام الصلاة و التناول كما هو الحال فى معظم الكنائس و الاديرة الاثرية كما كانت تستخدم للصلاة الانفرادية احيانا . تعتمد الكنيسة على اربعة اعمدة ضخمة فى وسط الصحن و مدخل الكنيسة الرئيسى من الجهة الغربية ، كما صنع بها بابين آخرين فى الجهتين البحرية و القبلية كما وضعت نوافذ مستطيلة عن يمين و يسار الابواب الثلاثة . و كان يوجد بالحائط الغربى من الكنيسة حجر فرعونى من عصر رمسيس الثانى وعليه نقوش للاله حتحور و ملك يتعبد أمامها يرى القس ديسقورس صادق ان ترميم الكنيسة قد ياخذ سنة اخرى معربا عن سروره لقرب الانتهاء من اعمال الترميم بها ذلك لانها فى حيز الترميم منذ اكثر من 19 عام . و يحلم القس " نسيم قزمان " بان يتم استغلال المنطقة الواسعة الموجودة بالكنيسة و ان يتم انشاء مبنى للخدمات بها يحتوى على مدرسة لتعليم الاطفال و وحدة علاجية و مطبخ و باقى الاحتياجات بها و ذلك لان ححجم الكنيسة لا يكفى اعداد المترددين عليها و خاصة يومى الجمعة و الاحد. جميل جدا الوصف اللى وصفتى الدير بيه لدرجة ان انا تخبلت انى فاعد فى الدير نفسه وانى شايفه قدام عينى ربنا يوفقك شكرا د. محمود على تعليقك و على قراءتك للموضوع