أقام المجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان "تأثير الأدب الروسي على الأدب المصري والعكس"، وقد جاءت هذه الأمسية ضمن إطار الفعاليات الثقافية التي تنظمها قطاعات وزارة الثقافة احتفالًا بتخصيص عام 2021 – 2020 كعامًا للتبادل الإنساني المصري الروسي، وقد شهدت الفاعلية مواصلة المجلس الأعلى للثقافة تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بهدف الوقاية من فيروس كورونا. وذلك بمشاركة نخبة من النقاد والأدباء والمترجمين من مصر وروسيا، وهم: د. مكارم الغمري، أستاذة الأدب الروسي المقارن، والروائي يوسف القعيد، ود. أنور إبراهيم، أستاذ الأدب الروسي، ورئيس سلسلة آفاق عالمية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. كما عرضت عدة مداخلات مسجلة بواسطة تقنية الفيديو لكل من: المستعرب الروسي د. ديمتري فالنتينوفيتش ميكولسكي، الأستاذ بأكاديمية العلوم الاجتماعية، والمستشرقة د. سارالي جينزبورج، الباحثة في جامعة نافار معهد الثقافة والمجتمع الروسي، د. أندري بولونسكي، المؤرخ والشاعر والقاص الروسي، ود. إيفور سيد، الكاتب والمترجم والعالم في الأنثروبولوجيا ومنسق البرامج الدولية بمعهد الترجمة بموسكو، ود. أوليف ميترو فاتوفيتش؛ المستشرق والمترجم رئيس اللجنة الخارجية لاتحاد كتاب روسيا. قالت د. مكارم الغمري: العلاقة بين الثقافتين الروسية والعربية علاقة حوارية، وقد استندت هذه العلاقة بشكل كبير على عمليات الأخذ والعطاء المثمرة، فإذا كان هناك تأثير واضح من الأدب العربي على الروسي، خاصة خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد امتد هذا التأثير خلال الفترة السوفيتية وإن كان بدرجة اقل، فهناك أيضا تأثير مهم للأدب الروسي على العربي بشكل عام، وفي مصر بشكل خاص، ولم يقع هذا التأثير على الأدب العربي فحسب، بل انه امتد إلى فنون مثل البالية والموسيقى، علاوة على الرواية والقصة والمسرح والسينما، فلدينا أفلام سينمائية مأخوذة عن روايات معروفة من الأدب الروسي مثل فيلم "سونيا والمجنون" المأخوذ عن رواية "الجريمة والعقاب"، وأيضا فيلم "الأخوة الأعداء" المأخوذ عن رواية دوستوفيسكي الشهيرة "الأخوة كارامازوف"، وفيلم "نهر الحب" المأخوذ عن رواية تولستوي الشهيرة "أنّا كارنينا"، وكذلك فيلم ،الشياطين" المأخوذ عن رواية دوستوفيسكي التي تحمل الاسم نفسه". ومن جانبه أضاف الروائي يوسف القعيد: حينما نتأمل ما يترجم وما لا يترجم إلى العربية، نجد أننا أمام حالة من الهوس الحقيقي لدى المترجمين نحو ما ينشر في الغرب، تنعكس على ما ينشر من ترجمات في مصر، فيقرأ القارئ النص ولا يكتشف سر عبقريته، والسبب في ذلك يرجع إلى قدرة الغرب على صناعة نجومهم وتصديرها لنا وتهيئتنا لتصديقهم. ووصف د. أنور إبراهيم القيمة المتميزة للأدب الروسي على الصعيد العالمي، واصفًا إياه بالكنز الذي مازلنا لا نعرف عنه سوى القليل، واستطرد قائلًا: حينما اعتنقت روسيا الديانة المسيحية في القرن العاشر ميلاديا، لم تكن هناك ثمة علاقات روسية عربية تذكر، إلى أن تم ترجمة الكتاب المقدس للغة الروسية، فتوالت رحلات الحج إلى فلسطين، ونشأت العلاقات بين الجانبين الروسي والعربي في القرن الثامن عشر، وحينها أسست روسيا الكنيسة الروسية الأرثوذكسية في فلسطين، وتحديدًا بالقدس، التي أخذت على عاتقها تعليم اللغة الروسية للفلسطينيين، مما ساهم في خروج أول ترجمات عربية عن اللغة الروسية، مع ذلك حدث التأثير المتبادل. وتابع، منذ عصر بوشكين وحتى الأيام الأخيرة من حياة تشيخوف مضى قرنًا يتسم بالانسجام الواضح بالمقارنة مع المائة عام المنقضية، التي بدأت بمجموعة الكتاب والفنانين الموهوبين الذين لقبوا الثقافة والأدب الروسيين باسم: "العصر الفضي". ماري جرجس شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)