يحتفي محرك البحث العالم "جوجل"، اليوم، بالطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ، أول طبيبة مسلمة في العالم العربي، وذلك من خلال وضع صورتها على أيقونته. ويتزامن هذا الاحتفاء مع ذكرى طرح البنك المركزي التونسي، ابتداءً من 27 مارس العام الماضي، عملة نقدية جديدة للتداول من فئة 10 دنانير، تحمل صورة توحيدة بن الشيخ. وُلدت توحيدة في يناير عام 1909 شمالي تونس، وحصلت على الشهادة الابتدائية ثم واصلت دراستها الثانوية في معهد "أرمان فاليار" بالعاصمة تونس ونالت البكالوريا عام 1928، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الطب سنة 1936 في فرنسا، لتكون أول تونسية وأول عربية مسلمة تحصل على الدكتوراه في الطب. وبعدها عادت إلى تونس لتشارك في معركة مكافحة الأمراض التي انتشرت حينها في وقت كانت أغلب شرائح المجتمع تعاني من الفقر تحت وطأة الاستعمار، وهناك عملت لمدة أربعة عقود طبيبة ثم مسؤولة في المستشفيات، حيث ساهمت خلال هذه الفترة في تحسين الوضع الصحي للمرأة التونسية في جميع الأوساط خاصة الفقيرة، ووضع سياسة تنظيم العائلة التونسية. وتولت بن الشيخ خلال رحلة عملها في الطب، التي استمرت 4 عقود، العديد من المناصب، منها إدارة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة والتي أنشأت بها قسمًا خاصًّا بالتنظيم العائلي، ورئيسة قسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس، ومديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي. وبجانب مسيرتها العملية، أشرفت على مجلة "ليلى" وهي أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية، وشاركت في عدد من الجمعيات، منها جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين بفرنسا، ونشطت في الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي، كما أسست جمعية الإسعاف الاجتماعي، وجمعية القماطة التونسية للعناية بالرضع من أبناء العائلات المعوزة، وساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني. احتفت تونس بأول طبيية عربية مسلمة بتقديم وثائقي بعنوان " نضال حكيمة" يتناول مسيرتها، كما أصدرت طوابع بريدية تحمل اسمها وصورتها وأسس عدد من الأطباء جمعية طبية تحمل اسمها" جمعية توحيدة بالشيخ للسند الطبي"، وتُوفيت توحيدة بن الشيخ في ديسمبر عام 2010.