تواصل القاطرات والحفارات، لليوم الثالث، محاولاتها لإزاحة سفينة الحاويات "إيفرجيفن"، الجانحة في قناة السويس، بينما يتوقع خبراء أنه إذا ظلت القناة مغلقة لما بين ثلاثة وخمسة أيام أخرى، فسيبدأ ظهور تداعيات عالمية. وقد لا يتم تحرير السفينة حتى الأحد أو الاثنين، عندما يصل المد إلى ذروته، حيث سيضيف المد الربيعي يومي الأحد والاثنين 46 سنتيمترا في العمق، مما يتيح مزيدًا من المناورة لتعويم السفينة، وفقًا لنيك سلون قائد عملية الإنقاذ والمسؤول عن إعادة تعويم كوستا كونكورديا، السفينة السياحية التي انقلبت على ساحل إيطاليا في عام 2012. وذكرت مصادر محلية أن الجهود قد تتجه للحفر لإخراج السفينة إذا فشلت محاولات التعويم، فيما قال مدير السفينة إن الجرافات ما زالت تحاول فكها قبل أي محاولة لسحبها، كما أكدت الشركة اليابانية المالكة للسفينة الجانحة في قناة السويس بأنها "تبحث عن حل". وكُلفت شركة "سميت سالفيدج" التابعة لشركة "بوسكاليس" الهولندية لخدمات الملاحة بالمساعدة في العملية وأرسلت 10 أشخاص إلى مصر، وأوضح متحدث باسم الشركة أنه لا بد أن يتم حساب مدى انغماسها في التربة وقدر القوة التي تحتاجها لتعويمها دون إلحاق ضرر بالسفينة، بحسب وكالة أنباء رويترز. وقالت شركة (بي.إس.إم)، والتي تتعامل مع المسائل التي تخص طاقم السفينة والجوانب الفنية، أن جميع أفراد الطاقم بخير ولم ترد تقارير عن إصابات أو تلوث. ونظرًا لأن قناة السويس يمر عبرها نحو 12٪ من التجارة العالمية، تُقدَّر تكلفة انسداد القناة بحوالي 400 مليون دولار في الساعة، بناءً على حسابات من Lloyd's List التي تشير إلى أن حركة المرور المتجهة غربًا تبلغ قيمتها حوالي 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً تبلغ 4.5 مليار دولار تقريبًا، بحسب"بلومبرغ". وأفادت مصادر محلية بأن 30 سفينة على الأقل كانت متوقفة إلى الشمال من "إيفر جيفن"، فيما توقفت ثلاث سفن إلى الجنوب، كما شوهدت عشرات السفن متجمعة عند المدخلين الشمالي والجنوبي للقناة. وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر بقطاع التأمين، أن مالك السفينة وشركات التأمين قد يواجهون مطالبات، من هيئة قناة السويس ومن السفن الأخرى التي تعطلت حركتها، بدفع تعويضات بملايين الدولارات، حتى إذا أُعيد تعويم السفينة سريعًا، في حين لم تعلق شركة "شوي كيسان كيه.كيه" مالكة السفينة اليابانية على الموضوع حتى الآن. وبدأ الحادث عندما علقت سفينة الشحن التايوانية العملاقة "إم في إيفر جيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وتصل حمولتها إلى 224 ألف طن، والمتجهة إلى روتردام من الصين، يوم الثلاثاء، في قناة السويس، ممأ أدى إلى توقف حركة العبور بالكامل، ومنذ ذلك الوقت تحاول القاطرات تعويمها. وتعتقد الجهة المالكة للسفينة أن ما حدث كان نتيجة "رياح قوية مفاجئة تسببت في انحراف جسم السفينة عن المجرى المائي والارتطام بالقاع والجنوح". فيما أرجعت هيئة قناة السويس جنوح السفينة إلى "انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية… مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها". وقررت هيئة قناة السويس إثر جنوح السفينة تعديل نظام عبور السفن، أمس الأربعاء، ليصبح في الاتجاهين في القناة القديمة.