"بين القصرين"، و"زقاق المدق"، و"قصر الشوق"، و"السكرية"، و"الخطايا"، و"اليتيمتين"، هذه الأعمال السينمائية تعد من أروع ما قدمه المخرج حسن الإمام الذي تحل اليوم ذكرى وفاته. عُرف حسن الإمام بمخرج الروائع، حيث تعامل مع العديد من الأعمال والمؤلفات لكبار الكتاب والأدباء، ولعل من أبرزهم نجيب محفوظ، كما ناقشت أفلامه مآسي حياتية متنوعة في مجتمعنا، وقدم ألوانًا أخرى من الأفلام التي غلب عليها الطابع الغنائي والاستعراضي مثل: "خلي بالك من زوزو"، و"حكايتي مع الزمان"، و"أميرة حبي أنا". ولد حسن الإمام في السادس من مارس عام 1919 في مدينة المنصورة، وتلقى تعليمه في مدرسة "الفرير" بالقاهرة، وبعد وفاة والده عقب تعرضه لخسائر مادية في تجارته، اضطر "الإمام" للعمل، ولأنه كان يجيد الإنجليزية والفرنسية؛ استطاع أن يعمل مترجمًا للنصوص والمونولوجات المسرحية، وانتقل بعد ذلك للعمل كمساعد مخرج للفنان يوسف وهبي. وبدأ "الإمام" مسيرته في مجال الإخراج عام 1947، من خلال فيلم "ملائكة جهنم"، ثم قدم العديد من الأفلام السينمائية الناجحة من أشهرها: البوسطجي، ظلموني الناس، ساعة لقلبك، حكم القوي، أنا بنت ناس، بائعة الخبز، التلميذة، الخرساء، الملاك الظالم، الجسد، مال ونساء. وفي عام 1962؛ انتقل حسن الإمام إلى مرحلة مختلفة في حياته الفنية، إذ حل بديلاً للمخرج صلاح أبوسيف في إخراج الفيلم الشهير "زقاق المدق" عن رواية الأديب الكبير نجيب محفوظ، وذلك بسبب انشغال "أبوسيف" بإدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما. وكان فيلم "زقاق المدق"؛ بداية تعامله مع أعمال نجيب محفوظ، ثم توالت أفلامه من روائع عملاق الأدب، وقام بإخراج "بين القصرين" عام 1964، و"السكرية" عام 1972، وفي منتصف حقبة السبعينيات من القرن الماضي؛ تخلى حسن الإمام قليلاً عن قصص المآسى وقدم ألوانًا أخرى، ليغلب على أفلامه في تلك الفترة الطابع الغنائي والاستعراضي، وذلك بعد النجاح المدوي لفيلمه "خلى بالك من زوزو"، واستمراره في دور العرض لما يقرب من عام، ما دعا الإمام لتقديم تجارب مشابهة في أفلام أخرى مثل: "حكايتى مع الزمان"، و"أميرة حبي أنا"، وكان أعماله السينمائية هو فيلم "بكره أحلى من النهاردة" عام 1986، بطولة أحمد مظهر، ولبلبة، وعبد المنعم مدبولي، وصفية العمري، وحاتم ذو الفقار، وسيناريو وحوار بهجت قمر.