بالفيديو.. موعد نتيجة الثانوية العامة 2025 وبشرى سارة للطلاب    هل حسمت القائمة الوطنية من أجل مصر 100 مقعد بمجلس الشيوخ؟    «الأرصاد» تحذر: طقس اليوم شديد الحرارة على معظم الأنحاء    «حقوق القاهرة» تنظم دورة قانونية متخصصة حول الاستثمار العقاري    تحديث سعر الدولار اليوم بمستهل تعاملات السبت 19 يوليو 2025    أسعار الأسماك اليوم السبت 19 يوليو في سوق العبور للجملة    أسعار البيض اليوم السبت 19 يوليو 2025    رئيس هيئة البترول يتفقد منطقة أسيوط لمتابعة جاهزية المشروعات    أسعار حديد التسليح فى مستهل تعاملات اليوم السبت    "نتنياهو" و "الانتحار السياسي"    هيجسيث يؤكد تدمير المواقع النووية الثلاثة في إيران بضربات أمريكية    دخول الحزمة ال18 من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا حيز التنفيذ    مجزرة إسرائيلية جديدة.. 30 شهيدا و70 مصابا من منتظرى المساعدات برفح    بيسكوف: لا معلومات لدينا حول لقاء محتمل بين بوتين وترامب وشي جين بينج    الزمالك يوضح حقيقة انقطاع فتوح عن معسكر الفريق    غيط: الإسماعيلي مهدد بخصم 9 نقاط من رصيده ثم الهبوط.. ويحتاج ل 1.8 مليون دولار    طقس مطروح اليوم السبت.. حار رطب نهارا والحرارة 30 مئوية ورياح متقطعة    متخصصة فى الذكاء الاصطناعى.. شروط التقدم لمدرسة أبدا الوطنية للتكنولوجيا    تعرف على الحالة المرورية بالطرق السريعة بالقليوبية| اليوم    هيو جاكمان يظهر في الجزء الجديد من فيلم Deadpool    مين عملها أحسن؟ حديث طريف بين حسين فهمي وياسر جلال عن شخصية "شهريار" (فيديو)    بحضور سيدة لبنان الأولى ونجوم الفن.. حفل زفاف أسطوري لنجل إيلي صعب (فيديو)    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي الرئيس الإقليمي لشركة جانسن بمصر والأردن والسودان وليبيا وأثيوبيا    نائب وزير المالية للبوابة نيوز: دمج المراجعتين الخامسة والسادسة من البرنامج المصرى مع "النقد الدولي"غير مقلق    بعد التوقف الدولي.. حسام حسن ينتظر استئناف تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم    زينة.. عام سينمائي غير مسبوق    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 19 يوليو 2025    الكرملين : لا معلومات بشأن لقاء بين بوتين وترامب والرئيس الصيني في بكين سبتمبر المقبل    «مرض عمه يشعل معسكر الزمالك».. أحمد فتوح يظهر «متخفيًا» في حفل راغب علامة رفقة إمام عاشور (فيديو)    أول ظهور ل رزان مغربي بعد حادث سقوط السقف عليها.. ورسالة مؤثرة من مدير أعمالها    الحرف التراثية ودورها في الحفاظ على الهوية المصرية ضمن فعاليات ثقافية بسوهاج    وسام أبو علي| من هاتريك المجد إلى بوابة الخروج من الأهلي.. أبرز محطات النجم الفلسطيني    ترامب يتوقع إنهاء حرب غزة ويعلن تدمير القدرات النووية الإيرانية    عيار 21 يترقب مفاجآت.. أسعار الذهب والسبائك اليوم في الصاغة وتوقعات بارتفاعات كبيرة    رئيس حكومة لبنان: نعمل على حماية بلدنا من الانجرار لأي مغامرة جديدة    مصدر أمني يكشف حقيقة سرقة الأسوار الحديدية من أعلى «الدائري» بالجيزة    كل ما تريد معرفته عن مهرجان «كلاسيك أوبن إير» ببرلين    عميد طب جامعة أسيوط: لم نتوصل لتشخيص الحالة المرضية لوالد «أطفال دلجا»    ستوري نجوم كرة القدم.. ناصر منسي يتذكر هدفه الحاسم بالأهلي.. وظهور صفقة الزمالك الجديدة    تطورات جديدة في واقعة "بائع العسلية" بالمحلة، حجز والد الطفل لهذا السبب    مطران نقادة يلقي عظة روحية في العيد الثالث للابس الروح (فيدىو)    تحت شعار كامل العدد، التهامي وفتحي سلامة يفتتحان المهرجان الصيفي بالأوبرا (صور)    بشكل مفاجئ، الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يحذف البيان الخاص بوسام أبو علي    "صديق رونالدو".. النصر يعلن تعيين خوسيه سيميدو رئيسا تنفيذيا لشركة الكرة    مصرع طفلة غرقًا في مصرف زراعي بقرية بني صالح في الفيوم    داعية إسلامي يهاجم أحمد كريمة بسبب «الرقية الشرعية» (فيديو)    انتشال جثة شاب غرق في مياه الرياح التوفيقي بطوخ    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    «زي النهارده».. وفاة اللواء عمر سليمان 19 يوليو 2012    5 أبراج على موعد مع فرص مهنية مميزة: مجتهدون يجذبون اهتمام مدرائهم وأفكارهم غير تقليدية    تعاني من الأرق؟ هذه التمارين قد تكون مفتاح نومك الهادئ    أبرزها الزنجبيل.. 5 طرق طبيعية لعلاج الصداع النصفي    اليوم.. الاستماع لمرافعة النيابة في قضية «مجموعات العمل النوعي»    ما حكم رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة؟.. الإفتاء توضح    "القومي للمرأة" يستقبل وفدًا من اتحاد "بشبابها" التابع لوزارة الشباب والرياضة    5 طرق فعالة للتغلب على الكسل واستعادة نشاطك اليومي    عبد السند يمامة عن استشهاده بآية قرآنية: قصدت من «وفدا» الدعاء.. وهذا سبب هجوم الإخوان ضدي    هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن تتحرك لاحتضان محادثات بين مصر وإثيوبيا
نشر في صوت البلد يوم 24 - 10 - 2019

قبلت مصر دعوة وجهتها الإدارة الأميركية لعقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل وتخشى القاهرة من تأثيره على حصتها من مياه النهر.
ويأتي العرض الأميركي في ذروة توتر العلاقات المصرية الإثيوبية، على خلفية انسداد أفق التسوية بعد رفض أديس أبابا مقترحا مصريا يقضي بتنظيم ملء سد النهضة ودخول طرف رابع على خط المفاوضات الثلاثية.
وبرز في الأيام الأخيرة تحول في خطاب أديس أبابا الذي بدا ينحو باتجاه اعتماد لغة خشنة، كتلويح رئيس الوزراء آبي أحمد بأن بلاده مستعدة للحرب مع مصر، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة المياه والري الإثيوبية أن مقترح القاهرة تجاوز جميع الخطوط الحمراء.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن “القاهرة تلقت دعوة من الإدارة الأميركية، في ظل حرصها على كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة، إلى اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن، وهي الدعوة التي قبلتها مصر على الفور اتساقا مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ والثقة في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة”.
ولم يحدد البيان المصري موعد الاجتماع. كما لم يذكر ما إذا كانت إثيوبيا قبلت أم لا الدعوة الأميركية، خاصة وأنها سبق وأن شددت رفضها القاطع لدخول طرف رابع على خط الوساطة.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أمام البرلمان الإثيوبي إن “لا قوة يمكن أن توقف بناء السد”. وشدد آبي أحمد الذي تحصل قبل أيام فقط على جائزة نوبل للسلام “إذا كانت هناك حاجة إلى الحرب مع مصر بسبب سد النهضة فنحن مستعدون لحشد الملايين من الأشخاص، ولكن المفاوضات هي التي يمكن أن تحل الجمود الحالي”.
وأثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي استغراب الأوساط الشعبية والرسمية المصرية وأعربت وزارة الخارجية “عن صدمة وقلق بالغ وأسف شديد من التصريحات التي نُقلت إعلاميا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي، إذا ما صحت، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالا بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة”.
وأضافت الوزارة المصرية أنه “لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية، وهو الأمر الذي تتعجب له مصر بشدة باعتباره مخالفا لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي”.
وتابعت في بيان أن “مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد على أُطر التفاوض وفقا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف، بل دعت وحرصت دوما على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بسد النهضة بين الدول الثلاث، وذلك بكل شفافية وحسن نية على مدار سنوات طويلة”.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد الأحد أنه اتفق مع رئيس الوزراء الإثيوبي على الاجتماع في روسيا، على هامش القمة الروسية-الأفريقية التي افتتحت الأربعاء في سوتشي، للتباحث حول سد النهضة.
وقال المحلل السياسي، طارق فهمي، إن المباحثات المباشرة التي سيجريها الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي في سوتشي، هي ما سيحدد طبيعة مسارات الوساطة الأميركية والتي ستكون على مستوى وزراء الخارجية، ولكن في الوقت ذاته فإن مصر سيكون هدفها الأساسي الاستقرار على جدول أعمال محدد بتوقيتات واضحة، تحديدا بعد التصعيد الإثيوبي.
وأضاف في تصريحات أن الدولة المصرية تدرك جيدا أن مطالبها لا تتعارض مع القوانين الدولية، وبالتحديد قوانين الأنهار الدولية والمعتمدة من الأمم المتحدة، وبالتالي فإن هناك تحركات قد تكون على المستوى الدولي، بالإضافة إلى وجود أوراق أخرى لم تفصح عنها حتى الآن.
وتسعى القاهرة منذ سنوات إلى حل أزمة السد، الذي بدأت أعماله في أبريل 2011 بكلفة أربعة مليارات دولار، من خلال مباحثات مع الخرطوم وأديس أبابا، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل خزّان السد، وسط اتهامات موجهة لأديس أبابا باعتماد سياسة المماطلة إلى حين الانتهاء من أشغال السد ووضع مصر أمام الأمر الواقع.
وتقول إثيوبيا إنها تهدف من بناء سد النهضة الكبير إلى تأمين ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرمائية، ولا تهدف إلى تخزين المياه أو إلحاق ضرر بدول المصب.
ووقع قادة مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015 اتفاق مبادئ يلزمهم التوصل إلى توافق من خلال التعاون في ما يتعلق بالسد. والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الري المصرية عن الوصول إلى “طريق مسدود” إثر فشل آخر جولات المفاوضات بين الدول الثلاث في الخرطوم بسبب “تشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة الأطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم” لها.
وتصل حصة مصر من مياه نهر النيل، الأطول في العالم، إلى 55.5 مليار متر مكعب سنويا. وتعتمد مصر بنسبة تتجاوز 95 بالمئة على مياه النيل للشرب والري.
وقد يحدث التدخل الأميركي على الخط اختراقا في الأزمة لكن يبقى الأمر مرتبطا بإرادة الطرفين المعنيين وأيضا بمدى التأثير الأميركي ورغبته الحقيقية في معالجة هذا الملف.
وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، نادر نورالدين، إن الوساطة الأميركية قد تحدث خرقا في عملية المفاوضات السياسية والفنية بين مصر وإثيوبيا بعد تمسك كل طرف بموقفه رافضا كل منهما تقديم تنازلات من الممكن أن تذيب ثلوج الخلافات الحالية، لافتا إلى أن القاهرة تعول على هذا الدور في ظل حاجتها الملحة إلى معرفة مستقبل بناء السد حتى تتمكن من تحديد سياستها المائية خلال السنوات المقبلة.
وأضاف نورالدين: إثيوبيا من جانبها غير قادرة على رفض الوساطة بالنظر للنفوذ الأميركي في أفريقيا، ولا تستطيع أديس أبابا المجازفة بلا خشية من أن يؤثر ذلك على التعاون بينها والولايات المتحدة، غير أنها قد تقترح إرجاء المحادثات لكسب المزيد من الوقت.
ويربط البعض قرار واشنطن بالتحرك بخشيتها من تدخل روسي في هذه القضية، وهذا في حال تحقق سيكون مؤشرا خطيرا عن تراجع نفوذ واشنطن وأدوارها.
وأعربت موسكو، اعن استعدادها للوساطة بين أديس أبابا والقاهرة. وقال مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، للصحافيين على هامش قمة “روسيا-أفريقيا” في سوتشي، “إذا طلبوا منا، فنحن على استعداد دائما. لدينا علاقات ممتازة مع أديس أبابا والقاهرة”. وأضاف “بالطبع ناقشنا هذا الموضوع أكثر من مرة، إذا كانت وساطتنا مطلوبة فنحن دائما على استعداد”.
واعتبر نادر نورالدين أن الرعاية الأميركية للمفاوضات تضمن فاعلية الضغط على الطرفين لتقديم تنازلات، مقارنة بالتدخل الروسي، إذ أن التبادل التجاري بين موسكو وبلدان القارة الأفريقية لا يسمح لها بقدرات سياسية يمكن أن توظفها لحلحلة الموقف الحالي.
وذهب الخبير المصري في المياه، والذي شارك من قبل في اجتماعات مغلقة مع الجانب الإثيوبي والسوداني، إلى التأكيد أن المطالب المصرية تكمن في الحصول على ضمانات من الجانب الإثيوبي بعدم تأثر تدفق مياه النيل في السنوات العجاف، وأن تكون الأولوية في تلك السنوات لتدفق المياه وليس لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى تحديد نسب متساوية سنويا من المياه إلى دول المصب أثناء فترة ملء السد.
قبلت مصر دعوة وجهتها الإدارة الأميركية لعقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل وتخشى القاهرة من تأثيره على حصتها من مياه النهر.
ويأتي العرض الأميركي في ذروة توتر العلاقات المصرية الإثيوبية، على خلفية انسداد أفق التسوية بعد رفض أديس أبابا مقترحا مصريا يقضي بتنظيم ملء سد النهضة ودخول طرف رابع على خط المفاوضات الثلاثية.
وبرز في الأيام الأخيرة تحول في خطاب أديس أبابا الذي بدا ينحو باتجاه اعتماد لغة خشنة، كتلويح رئيس الوزراء آبي أحمد بأن بلاده مستعدة للحرب مع مصر، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة المياه والري الإثيوبية أن مقترح القاهرة تجاوز جميع الخطوط الحمراء.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن “القاهرة تلقت دعوة من الإدارة الأميركية، في ظل حرصها على كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة، إلى اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن، وهي الدعوة التي قبلتها مصر على الفور اتساقا مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ والثقة في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة”.
ولم يحدد البيان المصري موعد الاجتماع. كما لم يذكر ما إذا كانت إثيوبيا قبلت أم لا الدعوة الأميركية، خاصة وأنها سبق وأن شددت رفضها القاطع لدخول طرف رابع على خط الوساطة.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أمام البرلمان الإثيوبي إن “لا قوة يمكن أن توقف بناء السد”. وشدد آبي أحمد الذي تحصل قبل أيام فقط على جائزة نوبل للسلام “إذا كانت هناك حاجة إلى الحرب مع مصر بسبب سد النهضة فنحن مستعدون لحشد الملايين من الأشخاص، ولكن المفاوضات هي التي يمكن أن تحل الجمود الحالي”.
وأثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي استغراب الأوساط الشعبية والرسمية المصرية وأعربت وزارة الخارجية “عن صدمة وقلق بالغ وأسف شديد من التصريحات التي نُقلت إعلاميا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي، إذا ما صحت، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالا بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة”.
وأضافت الوزارة المصرية أنه “لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية، وهو الأمر الذي تتعجب له مصر بشدة باعتباره مخالفا لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي”.
وتابعت في بيان أن “مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد على أُطر التفاوض وفقا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف، بل دعت وحرصت دوما على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بسد النهضة بين الدول الثلاث، وذلك بكل شفافية وحسن نية على مدار سنوات طويلة”.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد الأحد أنه اتفق مع رئيس الوزراء الإثيوبي على الاجتماع في روسيا، على هامش القمة الروسية-الأفريقية التي افتتحت الأربعاء في سوتشي، للتباحث حول سد النهضة.
وقال المحلل السياسي، طارق فهمي، إن المباحثات المباشرة التي سيجريها الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي في سوتشي، هي ما سيحدد طبيعة مسارات الوساطة الأميركية والتي ستكون على مستوى وزراء الخارجية، ولكن في الوقت ذاته فإن مصر سيكون هدفها الأساسي الاستقرار على جدول أعمال محدد بتوقيتات واضحة، تحديدا بعد التصعيد الإثيوبي.
وأضاف في تصريحات أن الدولة المصرية تدرك جيدا أن مطالبها لا تتعارض مع القوانين الدولية، وبالتحديد قوانين الأنهار الدولية والمعتمدة من الأمم المتحدة، وبالتالي فإن هناك تحركات قد تكون على المستوى الدولي، بالإضافة إلى وجود أوراق أخرى لم تفصح عنها حتى الآن.
وتسعى القاهرة منذ سنوات إلى حل أزمة السد، الذي بدأت أعماله في أبريل 2011 بكلفة أربعة مليارات دولار، من خلال مباحثات مع الخرطوم وأديس أبابا، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل خزّان السد، وسط اتهامات موجهة لأديس أبابا باعتماد سياسة المماطلة إلى حين الانتهاء من أشغال السد ووضع مصر أمام الأمر الواقع.
وتقول إثيوبيا إنها تهدف من بناء سد النهضة الكبير إلى تأمين ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرمائية، ولا تهدف إلى تخزين المياه أو إلحاق ضرر بدول المصب.
ووقع قادة مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015 اتفاق مبادئ يلزمهم التوصل إلى توافق من خلال التعاون في ما يتعلق بالسد. والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الري المصرية عن الوصول إلى “طريق مسدود” إثر فشل آخر جولات المفاوضات بين الدول الثلاث في الخرطوم بسبب “تشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة الأطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم” لها.
وتصل حصة مصر من مياه نهر النيل، الأطول في العالم، إلى 55.5 مليار متر مكعب سنويا. وتعتمد مصر بنسبة تتجاوز 95 بالمئة على مياه النيل للشرب والري.
وقد يحدث التدخل الأميركي على الخط اختراقا في الأزمة لكن يبقى الأمر مرتبطا بإرادة الطرفين المعنيين وأيضا بمدى التأثير الأميركي ورغبته الحقيقية في معالجة هذا الملف.
وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، نادر نورالدين، إن الوساطة الأميركية قد تحدث خرقا في عملية المفاوضات السياسية والفنية بين مصر وإثيوبيا بعد تمسك كل طرف بموقفه رافضا كل منهما تقديم تنازلات من الممكن أن تذيب ثلوج الخلافات الحالية، لافتا إلى أن القاهرة تعول على هذا الدور في ظل حاجتها الملحة إلى معرفة مستقبل بناء السد حتى تتمكن من تحديد سياستها المائية خلال السنوات المقبلة.
وأضاف نورالدين: إثيوبيا من جانبها غير قادرة على رفض الوساطة بالنظر للنفوذ الأميركي في أفريقيا، ولا تستطيع أديس أبابا المجازفة بلا خشية من أن يؤثر ذلك على التعاون بينها والولايات المتحدة، غير أنها قد تقترح إرجاء المحادثات لكسب المزيد من الوقت.
ويربط البعض قرار واشنطن بالتحرك بخشيتها من تدخل روسي في هذه القضية، وهذا في حال تحقق سيكون مؤشرا خطيرا عن تراجع نفوذ واشنطن وأدوارها.
وأعربت موسكو، اعن استعدادها للوساطة بين أديس أبابا والقاهرة. وقال مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، للصحافيين على هامش قمة “روسيا-أفريقيا” في سوتشي، “إذا طلبوا منا، فنحن على استعداد دائما. لدينا علاقات ممتازة مع أديس أبابا والقاهرة”. وأضاف “بالطبع ناقشنا هذا الموضوع أكثر من مرة، إذا كانت وساطتنا مطلوبة فنحن دائما على استعداد”.
واعتبر نادر نورالدين أن الرعاية الأميركية للمفاوضات تضمن فاعلية الضغط على الطرفين لتقديم تنازلات، مقارنة بالتدخل الروسي، إذ أن التبادل التجاري بين موسكو وبلدان القارة الأفريقية لا يسمح لها بقدرات سياسية يمكن أن توظفها لحلحلة الموقف الحالي.
وذهب الخبير المصري في المياه، والذي شارك من قبل في اجتماعات مغلقة مع الجانب الإثيوبي والسوداني، إلى التأكيد أن المطالب المصرية تكمن في الحصول على ضمانات من الجانب الإثيوبي بعدم تأثر تدفق مياه النيل في السنوات العجاف، وأن تكون الأولوية في تلك السنوات لتدفق المياه وليس لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى تحديد نسب متساوية سنويا من المياه إلى دول المصب أثناء فترة ملء السد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.