يشكو بعض الأخوة من عدم وجود علاقة صداقة قوية بينهم وبين إخوتهم الآخرين، وفي بعض الحالات قد تتجاوز الأمور هذا الحد ، لتصل الى الشجار المستمر بينهم، وربما إلى العداء.. وتجسد قصة إخوة سيدنا يوسف وقصة قابيل وهابيل مثالين على الضغينة التي تفاقمت بين الأخوة، وحدث من جرائها ما لا يحمد عقباه. ويمثل كل من الأخوان رايتس اللذين قاما باختراع الطائرة والأخوان كوينز اللذين دائما ما يقومان بالاشتراك في إخراج الأفلام واستطاعا الحصول على جائزة الأوسكار، دليلاً قويا على ما تستطيع الصداقة والتعاون بين الأخوة في الوصول إليه من نتائج مثمرة قد تفيد البشرية أو كأعمال فنية خالدة. وتعمل أساليب التربية وطبيعة شخصية كل أخ وفارق العمر وعوامل كثيرة أخرى على تشكيل طبيعة هذه العلاقة، وإذا ما أغمضنا أعيننا على طبيعة العلاقة بين الإخوة في بيوتنا باعتبارها أمراً ثانوياً وغير مؤثر على استقرار البيت، وأغفلنا ما يدور بينهم منذ الصغر من صداقة أو غيرة أو تنافس، فقد تنفجر قنبلة موقوته تهدد كيان الأسرة بأكمله. تقول فاطمة: ببساطة أنا أكره أختي الصغيرة، والسبب ماما، فعلى الرغم من أنني الأكثر تفوقا والتزاما إلا أن طلبات أختي هي المجابة دائما، ولا أعرف سببا لذلك سوى أن أختي أكثر خبثا ودهاء، وتستطيع أن تقنع أمي بأن الأبيض أسود والعكس ، وعندما أحكي لأمي عما تفعله أختي تتهمني بالغيرة منها، ولذلك لا تربطنا سوى علاقة الأخوة ولا نتحدث في أي موضوعات خاصة فكلتانا لا تأتمن الأخرى على أسرارها، وهذا ليس حالي بمفردي. وتقدم نيفين حامد، طالبة بكلية الألسن، نموذجا آخر، فهي وشقيقتها الكبرى بمثابة التوأم، وكل ما تفعله تحكيه لشقيقتها لتأخذ بنصيحتها، حتى عند شراء الملابس لا ترتاح، إلا إذا أخذتها معها، وقد ربتهما أمهما على ذلك. وتقول نيفين: إن الأيام أكدت لها أن صداقة الأخت هي الأبقى لأنها خالية من كل غرض، ولذلك تتعجب عندما ترى زميلاتها يحسدنها على علاقتها بأختها، ويروين لها تجاربهن في منازلهن، وكيف لا توجد أي صداقة بين الأشقاء ولا مجال سوى للغيرة والخلافات. ولا تنفي نجوى فريد، سكرتيرة بإحدى الشركات، وجود المنافسة بين الأشقاء داخل البيت للحصول على اهتمام ورعاية الأهل لكن الأمر لا يصل إلى الكراهية أبدا، وإذا مرض شقيقها تترك العالم لتجلس بجواره حتى يشفى، وعقب ذلك بأيام قد يدخلان فى عراك بالأيدي يحسم بحصولهما على عقاب مادي ومعنوي من الوالد ، وأحيانا تدعو على شقيقها بالموت، لكنها لا تقصد ذلك أبدا، فهي تدرك معنى الأخوة، وأنه بمرور الوقت سيكتشف كل منهما أنه لا يمكن أن يعتمد إلا على أخيه في مواجهة أزمات الحياة. ويقول هاشم: على الرغم من كثرة أصدقائي فإنني كنت سعيداً بصداقتي لأخي الأصغر، حيث كان يراني قدوته في كل شيء، وكانت الأمور بيننا تمضي على هذا النحو، قد نغضب أحيانا ونتشاجر أحيانا، لكننا نتكاتف وقت الشدة، ومستحيل أن نبوح بأسرارنا لشخص آخر في البيت، فمثلا عندما بدأ أخي يدخن لم أخبر والدي لكن أزمتنا الحقيقية بدأت عقب دخولي الجيش ومعرفتي بالمصادفة أنه يقابل الفتاة التي يعلم أنني أحبها، وعندما علمت تشاجرنا وضربنا بعضنا البعض وتدخل الأهل وانتهت المشكلة لكنني قاطعته كصديق ولا تربطني به الآن سوى أننا أخوة نعيش في بيت واحد. ويؤكد د. محمد سليم عباس، أستاذ علم الاجتماع، أن رابطة الدم أقوى الروابط الإنسانية لكنها لا تكفي بمفردها للدخول في علاقات اجتماعية وإنسانية ناجحة، وقد تكون فطرتنا الإنسانية هي أن يحب الأخوة بعضهم البعض، لكن الواقع يفاجئنا بحالات كثيرة للكراهية بين الأشقاء، وهنا علينا النظر إلى طبيعة العلاقة التي ربطت هؤلاء الأشقاء منذ طفولتهم، لأنها ستحدد لنا فيما بعد الترابط أو التباعد بينهم، وهنا الأسرة هي المسئول الأول عن تحديد أسلوب التعامل مع الأبناء والذي سيترك ظلاله على علاقتهم في المستقبل، فإذا فضل الأب الكبير على الصغير، والولد على البنت، فإن هذا سيغرس جذور الغيرة والفرقة بينهم منذ الطفولة، كذلك من الضروري ألا نعاير الطفل بأي شيء أمام أشقائه، وألا يتدخل الأهل لصالح أحد الأطراف على حساب طرف آخر بشكل غير عادل. وإذا كان من الصعب تكوين صداقات مع الأبناء لاختلاف التجارب والمراحل العمرية، فمن السهل جدا خلقها بين الأبناء بشرط أن يبذل الوالدان مجهودا لتحقيق هذا الأمر، وأن يستوعبا جيدا أن الخلافات والمشاجرات بين الأخوة أمر طبيعي وصحي، والترابط الداخلي بين أفراد العائلة هو الحماية الحقيقية للشاب من الوقوع في أي شكل من أشكال الانحراف. وفى اتجاه آخر فإن د. يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي، يرى أن الترابط الأسري وإمكانية البوح بالأسرار داخل الأسرة هو أول خط علاجي نلجأ إليه في حالة حدوث أي مشكلة نفسية ووجود هذا الترابط يحمي من الوقوع في الأزمات النفسية، لكن للأسف لا يهتم الكثير من الأسر بهذا البعد، فهم يقومون بتربية الولد بطريقة والبنت بطريقة أخرى، واختلاف الطرق يجعل من الصعب وصول الاثنين إلى نقطة اتفاق، في الوقت نفسه هناك صداقات قوية جدا بين الأشقاء في بعض العائلات لدرجة أنه أحيانا يأتيني مريض يعاني أزمة ما وأتحدث معه أشعر بأن جزءا كبيرا من علاجه مرتبط بشقيقه أو شقيقته، وأن حدوث خلاف مع هذا الشقيق كان سببا في تعرضه لأزمة نفسية. وتزداد الفجوة بين الأشقاء فى الأجيال الجديدة لأنهم لا يقضون وقتا كافيا داخل منازلهم، وقد جاءت لي سيدة فاضلة تشكو من أن أبناءها لا يتحدثون معاً أو معها، وعندما يتواجدون في البيت يجلس كل منهم يتصفح موبايله ، فنصحتها بضرورة أخذ موقف ووضع اتفاق بإغلاق الهواتف في أوقات تناول الوجبات أوقبل الدخول للنوم ليتعايش أولادها كأخوة، فالترابط بين الأخوة يحمي من الاكتئاب والتوتر والقلق ويساعد على حدوث حالة من الاطمئنان النفسي، لكن الكثيرين لا يدركون ذلك والخطأ يقع على الأسرة. خدمة (وكالة الصحافة العربية) يشكو بعض الأخوة من عدم وجود علاقة صداقة قوية بينهم وبين إخوتهم الآخرين، وفي بعض الحالات قد تتجاوز الأمور هذا الحد ، لتصل الى الشجار المستمر بينهم، وربما إلى العداء.. وتجسد قصة إخوة سيدنا يوسف وقصة قابيل وهابيل مثالين على الضغينة التي تفاقمت بين الأخوة، وحدث من جرائها ما لا يحمد عقباه. ويمثل كل من الأخوان رايتس اللذين قاما باختراع الطائرة والأخوان كوينز اللذين دائما ما يقومان بالاشتراك في إخراج الأفلام واستطاعا الحصول على جائزة الأوسكار، دليلاً قويا على ما تستطيع الصداقة والتعاون بين الأخوة في الوصول إليه من نتائج مثمرة قد تفيد البشرية أو كأعمال فنية خالدة. وتعمل أساليب التربية وطبيعة شخصية كل أخ وفارق العمر وعوامل كثيرة أخرى على تشكيل طبيعة هذه العلاقة، وإذا ما أغمضنا أعيننا على طبيعة العلاقة بين الإخوة في بيوتنا باعتبارها أمراً ثانوياً وغير مؤثر على استقرار البيت، وأغفلنا ما يدور بينهم منذ الصغر من صداقة أو غيرة أو تنافس، فقد تنفجر قنبلة موقوته تهدد كيان الأسرة بأكمله. تقول فاطمة: ببساطة أنا أكره أختي الصغيرة، والسبب ماما، فعلى الرغم من أنني الأكثر تفوقا والتزاما إلا أن طلبات أختي هي المجابة دائما، ولا أعرف سببا لذلك سوى أن أختي أكثر خبثا ودهاء، وتستطيع أن تقنع أمي بأن الأبيض أسود والعكس ، وعندما أحكي لأمي عما تفعله أختي تتهمني بالغيرة منها، ولذلك لا تربطنا سوى علاقة الأخوة ولا نتحدث في أي موضوعات خاصة فكلتانا لا تأتمن الأخرى على أسرارها، وهذا ليس حالي بمفردي. وتقدم نيفين حامد، طالبة بكلية الألسن، نموذجا آخر، فهي وشقيقتها الكبرى بمثابة التوأم، وكل ما تفعله تحكيه لشقيقتها لتأخذ بنصيحتها، حتى عند شراء الملابس لا ترتاح، إلا إذا أخذتها معها، وقد ربتهما أمهما على ذلك. وتقول نيفين: إن الأيام أكدت لها أن صداقة الأخت هي الأبقى لأنها خالية من كل غرض، ولذلك تتعجب عندما ترى زميلاتها يحسدنها على علاقتها بأختها، ويروين لها تجاربهن في منازلهن، وكيف لا توجد أي صداقة بين الأشقاء ولا مجال سوى للغيرة والخلافات. ولا تنفي نجوى فريد، سكرتيرة بإحدى الشركات، وجود المنافسة بين الأشقاء داخل البيت للحصول على اهتمام ورعاية الأهل لكن الأمر لا يصل إلى الكراهية أبدا، وإذا مرض شقيقها تترك العالم لتجلس بجواره حتى يشفى، وعقب ذلك بأيام قد يدخلان فى عراك بالأيدي يحسم بحصولهما على عقاب مادي ومعنوي من الوالد ، وأحيانا تدعو على شقيقها بالموت، لكنها لا تقصد ذلك أبدا، فهي تدرك معنى الأخوة، وأنه بمرور الوقت سيكتشف كل منهما أنه لا يمكن أن يعتمد إلا على أخيه في مواجهة أزمات الحياة. ويقول هاشم: على الرغم من كثرة أصدقائي فإنني كنت سعيداً بصداقتي لأخي الأصغر، حيث كان يراني قدوته في كل شيء، وكانت الأمور بيننا تمضي على هذا النحو، قد نغضب أحيانا ونتشاجر أحيانا، لكننا نتكاتف وقت الشدة، ومستحيل أن نبوح بأسرارنا لشخص آخر في البيت، فمثلا عندما بدأ أخي يدخن لم أخبر والدي لكن أزمتنا الحقيقية بدأت عقب دخولي الجيش ومعرفتي بالمصادفة أنه يقابل الفتاة التي يعلم أنني أحبها، وعندما علمت تشاجرنا وضربنا بعضنا البعض وتدخل الأهل وانتهت المشكلة لكنني قاطعته كصديق ولا تربطني به الآن سوى أننا أخوة نعيش في بيت واحد. ويؤكد د. محمد سليم عباس، أستاذ علم الاجتماع، أن رابطة الدم أقوى الروابط الإنسانية لكنها لا تكفي بمفردها للدخول في علاقات اجتماعية وإنسانية ناجحة، وقد تكون فطرتنا الإنسانية هي أن يحب الأخوة بعضهم البعض، لكن الواقع يفاجئنا بحالات كثيرة للكراهية بين الأشقاء، وهنا علينا النظر إلى طبيعة العلاقة التي ربطت هؤلاء الأشقاء منذ طفولتهم، لأنها ستحدد لنا فيما بعد الترابط أو التباعد بينهم، وهنا الأسرة هي المسئول الأول عن تحديد أسلوب التعامل مع الأبناء والذي سيترك ظلاله على علاقتهم في المستقبل، فإذا فضل الأب الكبير على الصغير، والولد على البنت، فإن هذا سيغرس جذور الغيرة والفرقة بينهم منذ الطفولة، كذلك من الضروري ألا نعاير الطفل بأي شيء أمام أشقائه، وألا يتدخل الأهل لصالح أحد الأطراف على حساب طرف آخر بشكل غير عادل. وإذا كان من الصعب تكوين صداقات مع الأبناء لاختلاف التجارب والمراحل العمرية، فمن السهل جدا خلقها بين الأبناء بشرط أن يبذل الوالدان مجهودا لتحقيق هذا الأمر، وأن يستوعبا جيدا أن الخلافات والمشاجرات بين الأخوة أمر طبيعي وصحي، والترابط الداخلي بين أفراد العائلة هو الحماية الحقيقية للشاب من الوقوع في أي شكل من أشكال الانحراف. وفى اتجاه آخر فإن د. يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي، يرى أن الترابط الأسري وإمكانية البوح بالأسرار داخل الأسرة هو أول خط علاجي نلجأ إليه في حالة حدوث أي مشكلة نفسية ووجود هذا الترابط يحمي من الوقوع في الأزمات النفسية، لكن للأسف لا يهتم الكثير من الأسر بهذا البعد، فهم يقومون بتربية الولد بطريقة والبنت بطريقة أخرى، واختلاف الطرق يجعل من الصعب وصول الاثنين إلى نقطة اتفاق، في الوقت نفسه هناك صداقات قوية جدا بين الأشقاء في بعض العائلات لدرجة أنه أحيانا يأتيني مريض يعاني أزمة ما وأتحدث معه أشعر بأن جزءا كبيرا من علاجه مرتبط بشقيقه أو شقيقته، وأن حدوث خلاف مع هذا الشقيق كان سببا في تعرضه لأزمة نفسية. وتزداد الفجوة بين الأشقاء فى الأجيال الجديدة لأنهم لا يقضون وقتا كافيا داخل منازلهم، وقد جاءت لي سيدة فاضلة تشكو من أن أبناءها لا يتحدثون معاً أو معها، وعندما يتواجدون في البيت يجلس كل منهم يتصفح موبايله ، فنصحتها بضرورة أخذ موقف ووضع اتفاق بإغلاق الهواتف في أوقات تناول الوجبات أوقبل الدخول للنوم ليتعايش أولادها كأخوة، فالترابط بين الأخوة يحمي من الاكتئاب والتوتر والقلق ويساعد على حدوث حالة من الاطمئنان النفسي، لكن الكثيرين لا يدركون ذلك والخطأ يقع على الأسرة. خدمة (وكالة الصحافة العربية)