لطالما شغلنى العرق الذهبى لتاريخ «الإنسان العادي»، فهو الفاعل الأصيل والمفعول به. يتوارى فى كتب التاريخ ليبرز الحكام كأبطال أو كأنذال. وفى صمت تنسحب ذاكرة الأمة إلى أفراد شاء القدر أن يتصدروا المشهد كأن البشر صانعو الحدث كتلة صماء.
فى طفولتى عشت (...)
رأيته، ودوماً كنت أراه كرجع الصدي. يمرق كشبح أزلي علي عربته الكارو بروح مقاتل انسحب من الأساطير القديمة. مجلجلاً بعريض صوت يموج في حلقات تتسع وتتصاعد بهالات من رؤي تتخايل بملامح غائمة، وتتلاشي. هائماً ومخترقاً كوناً ضاق به، كأنه يطارد شبحاً إلي (...)
في الخامسة عشرة تزوجت في السادسة عشرة أصبحت أرملة. وجه دافق للوجود يموج بتلك الغلالة السحرية لحورية مسها ندي الفجر, فراح يدعو ملائكة السماوات أن تهبط أرضا لتلمس طيف وجودها فتعرف معني الصلاة. عيون ليست تقبل أن تطبق الجفنين, وتحلم علي (...)
مرّت كنوع من صمت نهائي طازج، وكان الشارع كله مروراً. ولم يكن شهوانياً ساعتها. مر كثيرون. عجوز محدّبة مرت. استمال جزعها لجاذبية الأرض. انطوي ونسي أن يعتدل، والحدبة التي استقرّت تدعو للسماء بدت كما لو كانت رحم العجوز، وقد صعد إلي الظهر حاملاً طفلاً (...)