الثورة والفوضى حدثان متقاربان من حيث أن كليهما يهدمان النظام القائم، لكنهما متباعدان في الوقت عينه إلى درجة التناقض الكلي، وكون أحدهما قد يصير عدواً شرساً ضد الآخر، إذ أن الفوضى التي تهدم النظام القائم لا تملك في طبيعتها مشروع نظام آخر بديل. لذلك (...)
طبيعة الاستبداد أنه قائم أصلاً على إنكار الآخر، ليس مستعداً للاعتراف بالشعب، بالمجتمع، بالفرد، إلا من خلال انمحاء أي وجود مستقل لهذه الكيانات خارجاً عن إرادته. يريد الاستبداد أن يرى في الآخر مرآةً لذاته، بدون ذاته. لا وجه للناس، لا صوت لهم، لا حركة (...)