حين تتلاقح العقول, فتنجب علماً وأدباً, أفكار تثري المرء, فيحمل على عاتقه معاني جليلة, ترى العالم من زوياه المتعددة, فتتكون صورة صحيحة عن ذلك العالم, الذي نعيش فيه, وندور في فلكه. يوم من كل أسبوع يلتقي الأستاذ مع الصحفي مع رفقة وأخرين.
فيدور الحديث (...)
كل إنسان يبحث بداخله عن المعنى الشريف، ينقب في روحه, يريد أن يظهر أفضل ما لديه، ما فيه من معاني إنسانية،يحب الكرم والشجاعة والخير والصبر والجمال والرحمة يريد أن تبدو عليه هذه الصفات بقوة،تتمثل فيه، يلبسها رداء ليبدو في أحسن هيئة، ولكن الكثير يحاول (...)
إن الألم وصورة الدم، أصبحت طقس يومي نراه، ما نفعل هو التضامن، بكل قوة مع ما يحدث، إن ما تفعله إسرائيل شيء يتعدى الحدود، وأن النية كانت مبيته لأعمال مشينة، قد لا تنتهي، ما بين أيام وليالي في أحوال كثيرة، نتباطىء لنتخذ القرار الحاسم، في الوقت المناسب، (...)
كلاهما يلعب على أوتار القلوب، ونغم الكلمات، كلاهما شاعر وعازف، الشاعر يعشق الموسيقى، والملحن يعشق الكلمات، تخرج الموسيقى من رحم الشعر، ويخرج الشعر من رحم الموسيقى، كلاهما ابن الأخر، وقرينة وتوءمه، أصولهما واحدة في عالم النفس والمشاعر، كلاهما يخترق (...)
كان يبحث عن الحب، لكنه لم يجده، تاه في طرقات المدينة الواسعة، داسته الأقدام، لم تشعر بها إلا بعد أن أصبح جثة هامدة، رفعوه من على الأرض، ثم كفنوه، وحملوه فوق خشبة الموت، وحفروا له قبرا، وضعوه في حفرة عميقة، وألقوا عليه التراب، قرأوا الفاتحة، وانصرفوا (...)
تجسيد لذلك الحب، واللا حب، أو المعرفة الحقيقية للقلب، إنه يتقلب في الحب، كما يتقلب في الكراهية، في القرب والبعد، حين يميل القلب, فيظن صاحبه أنه غير قادر على الحياة, إذا ما فارق من يحب, فإذا به بعد فراق وعذاب يموت كل شيء، ولا يبقى إلا الدهشة والتعجب، (...)
نريد أن يكون هناك وعي بقيمة الحياة، بما يدور حولنا من أمور، في المجالات المختلفة، لا بد أن يكون وعيا غير ناقص أو وعي موجهة ساذج، لا يعدو أن يكون كلمات سطحية، وهل يكون ذلك وعيا إذا ما خلا من عمق الفكرة والتأثير، نريد أن يكون هناك الوعي بإدراك (...)
إنه ينقل لنا صورة صادقة, عن العمل, يبين لنا ما فيه من قصور, وما فيه من نقاط ضعف وقوة, بدون النقد لا ثمرة مهمة لعمل, ولا خطوة نحو الأمام, إن الإشارات النقدية, هي التي تبعث روح العمل, فتكون قراءته مفيدة, تضيف للإنسان, أو أنها تنتزع منه, وله نتائج (...)
إنها الساعات الطويلة الممتدة، تأخذ بخناق المرء، تجذبه من عنقه، تسحبه نحو هاوية سحيقة، تقذفه بها فيموت في بطيء شديد، يظل يموت في أيام وسنوات، إنها سنوات من العذاب المتصل، إنه الشعور الحاضر بالكرب، يتخلل كل جزء فينا، لا حركة، إلا وفيها من المط (...)
أرفع ما يتميز به المجتمع المتحضر, هي الحرية, الحرية في أن يقول ويعبر كما يشاء, دون خوف أو تهديد لحياته, ولكن إلى أي مدى تكون الحرية, هي الحل الأمثل للإنسان؟ وما هو حال الحرية في مجتمع أكثره أمي؟ وكثير ممن يملكون الشهادات, هم أيضا, أميون في أمور غير (...)
كثيرا ما يخدع الإنسان نفسه هروبا من تأنيب الضمير، أو لعمل لا شك فيه أنه معيب، ولكنه ضعفه أمام نفسه وأهوائه، يجعل ذهنه يتفتق بمبررات، لينال ما يريد ويحصل عليه، فيُلقي اللوم مثلاً على الأخرين، في سلوكه الغير متزن، حتى يفعله ولو أن الناس تفعل لما فعل (...)
عندما زارتني في المساء, كنت على أهبة الاستعداد، كان الجو رطبا، والمسمات تتقلص وترتخي، بين تقلبات الجو، ارتفعت الحرارة قليلا، ورعشة لامست قلبي قبل جلدي، كان الخمول وكسرا في عضلاتي، بدأ سعال بسيط، وصدر ينهج بين الحين والآخر، سيلان من الأنف، شيء يغزو (...)
إن الرعاية تحتاج إلى تلك القوة، التي تمهد لها الطريق نحو الأفضل، لا القوة التي تُبطش، ولا هم لها سوى السيطرة، وفرض الرأي، فالقوة هنا، غيرها هناك، ومن يحمل هذه، غير الذي يحمل تلك، فليس بقوة تلك التي تهدم النفوس، وتبني للطغيان عرشاً، ولكن القوة هي (...)
ها أنت ذا أمامي، بلحمك وشحمك، هيكل لا أرى منك، سوى طيف، طيف عابر صريع، كأن الموت يسكنك، يبدو على ملامحك، يطل من عينيك البنيتين، أراه واضحا مجسدا، في عظامك المنهكة.. تعبت من الحياة، من الناس، من الأشياء، من نفسي، لم يعد هناك أي منفذ، أو عزاء لشيء، (...)
إن السدود المنيعة، أمام العقل، والتي تقف حجر عثرة، في طريق تحرره، فتمنعه من أن يجول ويصول، وينطلق من عقاله، بسبب عقائد بعض الناس الباطلة، التي لا تنفع، بل تضر، ولكنها عاشت معهم، وكبرت في خلاياهم، وأمتزجت بنفوسهم، وعاشوا لها وبها، دون أن يحاولوا، أن (...)
لو كان للموت قلباً؛ لأدركَ ما هو موت البنينَ!
ولو كان للموتِ عقلاً؛ سألناه كيف يفسر لنا موت البلابل والياسمينَ؟
إن صدى الموت، يختلف في نفوس الناس، يموت إنسان واحد، فيموت بموته مئات بل ألوف، بل يموت العالم بأكمله، بل تموت الحياة كلها في عين من (...)
إن لم يكن ما تفعله إسرائيل في غزة إرهاباً، فما الإرهاب إذا؟ دولة ليست بدولة تغتصب أرضاً، وتسوق أهلها عنوة بقوة السلاح، كما تساق الخراف إلى المذابح، ومن ورآئها عصابة الأمم المتحدة الأمركية، بكل ما تملك من جبروت وطغيان وسطوة، ومن لم تخضعه بقوة المال، (...)
لايزال العالم يشقى بهؤلاء, الذين يريدون للأرض أن تتلون بلون الدم, ويحيا على سفك الدماء, ويكون ذلك عقيدة ودين, يعلنون له الولاء.
إنهم يقتلون بإسمه, ويعلقون على رقبته, كل مآسي الإنسانية, الخراب والدمار, والنزوح والتهجير, والتشرد والتيه. ما أشنع (...)
هل تحتاج التربية إلى القسوة؟ حتى تخرج لنا جيلا على قدر من الخلق القويم؟ حين تشتد عصا الأب أو المعلم على الصغار، ترهب وتقيمهم على الطريق الصحيح، فلا تترك أثرا في النفس؟ وما هي نوعية تلك القسوة، التي نحتاج إليها، إن دراسة أفعال ومراحل نمو الأطفال، (...)
إنه الشك المضني, يشق النفس بسكينه الحاد, يقطعه على مهل وببطيء, وماذا تفعل؟ أي جواب, وأي إرادة تستطيع أن تقف في وجهه, أو توقف نزيفه, إنه يستنزف الجسد عضوا عضوا, قطعة قطعة, ذلك البئر الذي لا قرار له, ولا نهاية لأعماقه.
إنك تلقي بحجر ضخم, على أن تسمع (...)
تُملي علينا الذاكرة، من فيضها ما تُملي، ولكن هل للذاكرة قوانين تسير عليها؟ وتقتدي بها، إنها تطاردك بأشياء من التفاهة، ما تتعجب من تذكرها، وتنسيك الأحداث الجسام، التي قد تكون عوامل انقلاب في حياتك، تخونك في أشياء تريدها، وتحاول جاهدا أن تتذكرها، (...)
كثيرا ما تصاب النفس بالعطب، وتكثر فيها الأمراض، التي تتمكن منها، ويستفحل أمرها لقلة المبالاة، في شفائها، فإن الإهمال يجعل منها أمراض خبيثة، حين تتمكن من النفس، فتعمل على هلاكها، وتكون سبب ضياعها، وأمراض النفس كثيرة، وأسبابها منتشرة في بيئاتنا، حيث (...)
إن العلم بالشيء، غير الوقوع فيه ومجابهته، فالقراءة تساعد الإنسان على مواجهة الحياة، ولكنها لا تغني عن التجارب، التي تترك أثراً عظيماً، في نفس الإنسان، فلا يزال الإنسان يحتاط ويحلل، ويدعي الفهم والإدراك لواقع الناس، فإذا نزل إلى حلبة الحياة، كأن لم (...)
إنها ترحل من كل شيء، إلا الذاكرة التى تحملها معك فى كل مكان، أرانى يئست وعاد طيفها يؤلمنى، أبعد كل هذه السنوات؟ تدور الأرض دورتها، وتعدو الأيام وتقف هناك، إنها أشياء لا تُنسى، تبقى محفورة فى القلب، وتظل تُطل برأسها من حين لآخر، تُطل لتطمئن على أنها (...)
إن مواجهة العيوب شيء صحي، حتى تصحح مسارها على بينة منها، فرعاية النفس وتربيتها، تحتاج إلى تطبيب النفس وعلاجها، بعد معرفة ذاتها، فالحقيقة الظاهرة، والعيوب المكشوفة للعيان، وغير المكشوفة، تحتاج إلى علاج، بعد التوصيف الصحيح، أما المجاهرة ثم الوقوف بها، (...)