أنا يا أمي ما شهدتُ الواقعة..
لكن البيضاء التي كانت تأتيني بأنبائهم
و غصن زيتون
وحروف عشق
وخبر يقين
ضلّتْ طريقها ...
جاءتني أخرى..
محروقٌ لونُها
تدمي قلوب الناظرين..
ولأني خُلِقتُ
من ماءٍ
وحرفٍ
وطين
متُّ..
سكنَ اللسان ..
شُل..
والقلب غريق..
دمعُ (...)
هي ....
الشموسُ
في آخرِ اللّيل
وحينَ تهدأُ العيون
تبزغُ من جديد
كنتُ هناك
أتفحّصُ وسادتَك
وبقايا من شعراتٍ بلَونِ الشمس
ورائحةِ الزُّهور
أبياتٌ من قصيدةِ الدّهر
انتسَتْ خلفَ زجاجِ الرّحيل
قطراتٌ من سلسبيل
بردٌ يتأرجحُ فوقَ رموشِ المستحيل
يا أيّها (...)
كيف يمكن للتيه إلا أن يكون هكذا؟ سراديب ضيقة حالكة الظلّام، نلهث فيها باحثين عن شق دقيق، تنزلق عبره شعرة شيب تسقط من جديلة الشمس، أو شال القمر؟
إن كان التيه هكذا، فهناك أمل يختبئ وراء كل درب مسدود، متوارياً يضحك من تخبطنا، يتلذّذ بمرآنا نرتطم بجدران (...)