لعل النقد عمل يستطيعه كل الناس ويتقنه كثير منهم، ولو أنهم في محل من نقدوه لفعلوا أثقل أو أضل مما فعل.
هناك قوم سريعو النقد أو يمكن أن تسميهم عشاق النقد، لا لأنهم ينتقدون غيرهم ليل نهار وإنما لأنهم يسرعون في تخطئة الغير دون افتراض لاحتمال آخر يمكن أن (...)
احذر فهديتك تمثل شخصك إن كان معك في هذه الأيام شيئ تهديه..
نعم فالهدية تحل محل صاحبها.. والاعتزاز بها وإكرامها لا يعني الاعجاب بها كما يعني في المقام الأول تقدير صاحبها والاعتزاز به..
أذكر أنه في بعض المظاهرات التي كانت تحدث أيام حكم مبارك كان (...)
ما يمنع أن تجالس من هو على غير ملتك وعلى خلاف دينك؟
ومن قال بأن المسلم منعزل أو أنه مأمور أن يتعامل على أنه جنس آخر غير جنس البشر؟
إن الإسلام ورسوله جاءا رحمة للعالمين، وإذا لم يكن هناك اختلاط بالناس، كيف إذن تكون هذه الرحمة؟ وكيف يراها أو يشعر بها (...)
أوضاع البشر في كثير من الأمم لا تحتمل أن يعبث المرء بإنسانيتهم، وأعظم العبث بها حينما يكون الشعب كادحا متعبا منهكا مهترئا، والأمة مقهورة من الجوع والمرض والفقر، يصرعها الشقاء وتؤرقها التعاسة، ثم نرى الحاكمين مثلا ينفقون أموالها في غير مصالح الشعب (...)
هناك عالم مجهول لا ندري عنه شيئا، ولا ندري كيف ينظر لنا وإلينا ويعتقد فينا نحن الشعوب المسلمة.
هل تتخيل أن الغرب قد نسج حول الإسلام كثيرا من الخرافات الكاذبة، حتى يظهر لمن يعيشون فيه أنه دين هراء، وأن المصدقين به قوم بُله لا عقول لهم.. يفعلون ذلك (...)
هل تتخيل أخي وهل تتخيلين أختي أن الحجاب هو فطرة البشر، وأن التبرج والسفور من مستحدثات ما يسمى بالمدنية والتقدم والحضارة الحديثة؟!
ومن رأى صور الأوروبيات قديما في الأبيض والأسود، ولباسهن أيام الحرب العالمية الأولى والثانية، يجد الحجاب ورداء الرأس (...)
بعض الرجال لا يتصورن أن تكون المرأة عبقرية، أو يصدر منها نبوغ يبهر الدنيا، ويظنون أن كلمة الابداع والنبوغ مقرونة بالذكورة وحدها، وأن المرأة مهما علا عقلها، فإنها لا تبلغ الرجل أو تقارن به في فن من الفنون.
وهذه العقول القاصرة الضعيفة لا ترى موقع (...)
لا شك ان للمرأة سحرها الأخاذ الذي يجبر المرء أن يتخلى عن كثير مما يريد ويرغب فيه ويعزم عليه، وبعض الرجال يظهر جبارا عنيدا لا يقوى عليه أحد، ولا يرده حاجز أو مانع، فلا يجد خصومهُ غير المرأة لتحوطه بسحرها فتهد إرادته وتذيب عزمه.!
وكثير من أولى العزم (...)
يقولون: إن وراء كل عظيم امرأة ..قد يكون هذا صحيحا وواقعا.. ولكن التاريخ في كثير من حالاته، يؤكد أن بلوغ العظمة لا يكمن إلا في التخلي عن النساء، خاصة في أولئك الذين يكافحون ليكونوا أبطالا ومصلحين وقادة وصناع مجد ودولة وصولجان.
ما زلت أتذكر مقولة (...)
الحق أنني واحد من الذين لا يملكون سرعة البديهة في الرد، فتلك السجية موهبة لها أفذاذها البارعون فيها، الذين يملكون عقولا مدهشة في التقاط الرد السريع والمناسب على كل شبهة أو تهمة تلقى عليهم أو تعريض ينالهم، في وقته بلا تأخر أو تفكير أو تأجيل.!
وكم (...)
تعد الدولة العثمانية كأي دولة لها سلبيات وإيجابيات، لكن البعض يقرر أن سلبياتها أكثر، ومنهم من يقول: لم يكن لها إلا إنجازات عسكرية فقط.
وإني لأتعجب كثيرا من هذا القول وأتساءل!!
هل هذا ذنبهم أم ذنب الأمم المعادية التي كانت تتحرش بدول الإسلام ليل (...)
كان (محمود طاهر حقي) عم الأديب الشهير (يحيى حقي) صديقا شخصيا لأمير الشعراء أحمد شوقي، وهي الصداقة التي أتاحت ليحيى حقي أن يرى شوقي عن قرب ويجالسه عدة مرات، ويوما ما أعطاه احمد شوقي فصته (أميرة الاندلس) ليبدي فيها رأيه، وكان يحيى في هذا الوقت ابن (...)
المرأة التي يتجاهلها زوجها تحتقره حتى ولو كانت تحبه.. نعم لا تتعجب فمنا من يستطيع أن يحب ويكره في وقت واحد لشخص واحد، معادلة كيميائية غريبة لكنها موجودة.!! هل تعرف لماذا تمردت الأميرة ديانا على زوجها الأمير تشارلز وحياة الملك والقصور؟!! لأن الزوج (...)
إلى عهد محمد علي وقبل مجيئه كان الأزهر هو القوة الشعبية الضاربة والمؤثرة في الشارع المصري، وكان للعلماء مكانتهم وسلطانهم الذي يخشاه السلاطين والأمراء ويحسبون له ألف حساب.. وإذا أردت أن تعرف معنى هذا الكلام فما عليك إلا أن تراجع صفحات من كفاح الأزهر (...)
من المألوف والمعروف عناية المستشرقين والغربيين وولعهم بتراثنا وكتبنا وأسفار علمائنا وعطاء حضارتنا، لقد بذلوا الغالي والنفيس في تحصيل الكثير من هذا التراث، وصاروا وحدهم من يملكونه، وأخذوا في ترجمة الكثير منه، وتعريفنا نحن المسلمين به، وكانت لهم في (...)
ليس معنى أنك عدوي أن أتنكر لك ولا أقبل وجودك ولا أطيق رؤيتك، أو ذكر اسمك، هناك قوم متوغلون عميقون في خصومتهم، أو إن شئت فقل: فاجرون في عدائهم، فلو مررت أنت وحييت عدوي أو ابتسمت في وجهه، فأنت أيضا عدوي ولا يمكن قبول هذه الابتسامة، إلا أن تكون تأشيرة (...)
سبحان الله مغير الأحوال ومبدل المآل.. هل تتخيل أن يكون الأزهر الشريف، هذا الصرح العلمي العظيم، الذي يعد أكبر حدث في تاريخ الإسلام، وأعظم معاهد الهداية على مر الزمان، أن يكون الذي وجهه هذه الوجهة، وصنع منه هذه المكانة، رجل كان في أصله يهودي على غير (...)
تمر علينا المصائب والأزمات، ونظن ظن الجاهلين أنها النهاية والتعاسة والضيق واليأس والحزن والهم، وما هي إلا تستر بغطاء كثيف كثيرا من تباشير الفرج والانعام والمنحة والغبطة التي تُسر بها أيامنا كثيرا، وتشملنا فيها سعادة كبيرة.
نعم إنه الخلط الشهير بين (...)
هل تتخيل أن الشهرة ترتبط بالأخلاق والضمير والقيم وسجايا المجتمعات وطبائع الشعوب؟
نعم.. فإذا كانت عقول الناس محترمة واعية مهذبة قيمة، لا يشتهر فيها وبينها إلا كل قيم محترم رسالي، وإذا كانت عقول الناس هشة تافهة خابية، فإنها لا يشتهر بينها إلا كل ساذج (...)
مازلت أتذكر بقوة ودقة، حينما كنت أجتمع وإخوتي الكبار على طعام الافطار، وما أن ننتهي من قرطاس الطمعية، حتى يبادر أحدهم بفرد هذا القرطاس، وقراءة ما فيه على مسامعنا حتى تعلمت من إخوتي هذا الفعل، وكنت أقلدهم في هذا فأقرأ أوراق القراطيس كلما اشتريت (...)
مع الأيام ومواصلة البحث والنظر والقراءة العميقة، لا تزداد علما ومعرفة فقط! وإنما تتكشف لك كثيرًا من الأمور التي كنت تفهمها فهما مغلوطا، وتستقيم لك كثير من المفاهيم التي كنت تظنها على غير حقيقتها.
ولعل هذا النتاج الأخير، من أجل ثمرات القراءة (...)
لا شك أنني أعتبر ما يحدث اليوم وما يصيب كثير من فتياننا وفتياتنا، من قبيل (العار الثقافي) الذي لا يغتفر، والذي يجب أن نستفيق منه، ونعي خطورته.
بل أكاد أعده من باب الغزو الفكري، الذي يريد أن يصرفنا عن تراثنا وفكرنا الذي أضاء مجاهل الظلام في جنبات (...)
من الخطأ الكبير والظلم البين، أن يظن صاحب الموهبة أن قيمته في المنصب وأن رفعته في الجاه والسلطان، لأنه بهذا يجهل قدر موهبته التي أعلى بكثير من كل العروش والمناصب وما أروع ما قال فولتير : (لا يضرني أن ليس على رأسي تاج مادام في يدي قلم).
كذلك من الخطأ (...)
ما زال الغرب يذكر رحيل الأديب الفرنسي جون موليير عام 1673م، حين كان على المسرح يؤدي آخر أعماله، وأمام الجميع سقط بعد نوبة سعال دموية عنيفة، وتوفي بعدها بقليل، وفي عام 1817م توفي ممثل مسرحي بريطاني أمام الناس وهو يؤدي مسرحية «مأساة جين شور»، وآخر سطر (...)
دائما هكذا نجد أصحاب الفكر والثقافة ومحبي الكتب والاطلاع.. ربما يتهمهم الناس بالجنون وفساد الحال وغرابة الطباع، لأنهم لا يدركون شيئا عن معنى متعتهم التي يهيمون فيها.
وحق للناس أن يتعجبوا من حالهم حينما يرونهم يعزفون عن متع الحياة من الرحلات والفسحات (...)