هل تتخيل أخي وهل تتخيلين أختي أن الحجاب هو فطرة البشر، وأن التبرج والسفور من مستحدثات ما يسمى بالمدنية والتقدم والحضارة الحديثة؟! ومن رأى صور الأوروبيات قديما في الأبيض والأسود، ولباسهن أيام الحرب العالمية الأولى والثانية، يجد الحجاب ورداء الرأس والملابس المحتشمة، على غير التي عليها خلفهن اليوم! ولوقت قريب جدا كان الاحتشام صفة المرأة وطبيعة النساء قبل مجيء هذه الحداثة، التي اقترحت على المرأة أن تخلع حشمتها وتبدي مفاتنها، نعم منذ وقت قريب جدا وزمن غير بعيد كانت البداية لرحلة التمرد على الاحتشام، الذي ظل صفة أصيلة للمرأة في كل العقود والازمان والحضارات، مثل الحضارة الصينية والهندية والرومانية والاغريقية المصرية الفرعونية، حتى الكتب السماوية على اختلاف شرائعها تقر الحشمة وتعترف بالحجاب وبها نصوص كافية تدلل عليه. وفي صور الفراعنة التي حفروها على جدرانهم كان هناك إشارة لاحتشام المرأة وطريقة ملابسها التي تستر كثيرا من جسدها، ونندهش كثيرا من الأفلام التي تصور المرأة مع بداية الحضارة الامريكية والأوروبية، كيف صورت المرأة في تلك الفترات وكانت تغرق في ملابسها التي تستر جسدها بشكل مبالغ فيه؟ ، ولم يحدث العري ولا الدعوة إليه إلا مع بدايات القرن التاسع عشر التي بدأت المرأة فيها تتمرد على الستر والاحتشام وتألف الزينة والتبرج. قبل مائة عام رصد الرحالة الإسلامي النجيب عبد الرشيد إبراهيم حالة النساء حينما زار كوريا حيث قال: " كنت أجد في كل بيت أدخله رجلا ولا أرى امرأة فسألتهم أين نساؤكم؟! فقالوا يقمن في قسم خاص من المنزل هو قسم الحريم مثل الذي عندنا نحن المسلمين ودخول الأجانب إليه ممنوع ولا يسمحون به أبدا وباب الحريم مستقل والنساء يحتجبن، والكوريون يمنعون نساءهم من الاختلاط بالأجانب والشابات من نسائهم لا يكشفن وجوههن للرجال. ثم يقول: قليل من النساء الكوريات سافرات، وأكثرهن يضعن على رؤوسهن ساترا للرأس وهناك بعض النساء الشابات يلبسن الحجاب التام، حيث يلبسن لباسا أبيض مثل الذي تلبسه النساء في بخارى وتركستان" وذكر له رجل كوري أن الحجاب كان أمرا طبيعيا وعاما بين نساء كوريا قبل مائة عام لكنه الآن قلت نسبته" أرأيتم ما فعلت المدينة الحديثة وكيف انقلبت على الفطرة، وتمردت على عفاف المرأة؟ .... ألا إن الحجاب أصيل في حياة الإنسان وعرف الحضارات، و من يقرنه بالتخلف أو الرجعية أو أنه يحجب العقل، لا شك أنه محجوب عن الادراك والفهم السليم.