هناك عالم مجهول لا ندري عنه شيئا، ولا ندري كيف ينظر لنا وإلينا ويعتقد فينا نحن الشعوب المسلمة. هل تتخيل أن الغرب قد نسج حول الإسلام كثيرا من الخرافات الكاذبة، حتى يظهر لمن يعيشون فيه أنه دين هراء، وأن المصدقين به قوم بُله لا عقول لهم.. يفعلون ذلك ويروجون له حتى لا يرون للإسلام تميزا أمام ما تعج به أديانهم المحرفة من خرافات وقصص وادعاءات لم ينزل بها الله، أو يقرها وحيه أو يتقبلها أي عقل حر به مساحة من تأمل وتبصر.! وعلى قدر ما تقدم الغرب في العقول والاختراعات فإنه يثبت كثيرا أنه ساقط بجدارة في ساحة الأخلاق والإنسانية والتعامل مع البشر والحقائق الأخرى. لقد أرادوا أن يصيبوا الإسلام ببعض ما فيهم، ويروجون لشيء من التسفيه والسخرية حتى تنهض العقول الغربية وتتحمس لاستنقاص العقل العربي المسلم، وتنظر له نظرة ازدراء تساوي تماما نظرتنا لعباد البقر وشراب أبوالها والساجدين للأصنام. الدكتور عبد الودود شلبي وهو علم كبير ومفكر ألمعي أعده من حراس الإسلام الأقوياء في الفترة الماضية وله مصنفات شاهدة على حسن بلائه في الدفاع عن العقيدة والدين.. وله كتاب قيم لابد من قراءته وهو (أبو جهل يظهر في بلاد الغرب) كتاب ألمعي رائق الفكرة والمعلومة عميق المعنى والمغزى.. ولكنه في ذات الوقت مؤلم محزن وهو يضع أيدينا على هذه الحقيقة المرة، التي يفتريها الغرب على ديننا ويشوه بالأكاذيب نصاعته أمام الأجيال والعقول، حتى ينفض الناس عن مجرد إنصافه لا الدخول فيه. ومما جاء فيه أن مسلما مصريا سمع مدرسة أمريكية تقول لتلاميذها في أحد فصول الدراسة: إن الإسلام حرم لحم الخنزير وشرب الخمر لأن محمدا أي رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط على الأرض مرة من شدة السكر، فنطحه خنزير كان يمر مصادفة في هذا الوقت.! وبسبب هذا حرم محمد أكل لحم الخنزير وشرب الخمر.! فقال لها الشاب المصري المسلم: إن هذه القصة كذب في كذب ولا تمت للحقيقة بصلة ولا نسب.! فقالت له المدرسة: إنني آسفة أني أسمع هذا الكلام لأول مرة. فقال لها الشاب المسلم: بعد أن عرفت الحقيقة، هل تتوقفين بعد ذلك عن رواية هذه القصة؟ فقالت المدرسة: بالطبع لن أتوقف لأنني أتقاضى مرتبي وأعيش على تدريس هذه الخرافة وهذا الكذب.! وهكذا يقتاتون الإفك ويدعون الزور والخرافة على الدين الذي احترم العقل ودعا للتفكير وانتهج الحوار وتعاطى المنطق والدليل.! فما أتعس المخادعين، وما أحقر الانسان الكذوب.