كعادته يبحث في علبة رسائله الصدئة المثبتة في ردهة العمارة حيث يسكن , كمن ينتظر رسالة مهمة ... أو كأنما يوهم نفسه بذلك . عله يكسر رتابة يومه المتصدع . يدخل يمناه ويتحسس جوف الصندوق المهترئ ... فيجده فارغا ككل يوم , ويجد نفسه ملزما بالعودة إلى شقته (...)
تعالت الزغاريد والأفراح في منزلها , وتعالى معها نحيب صوته الفج الغليظ في غرفته المظلمة ... متخشب مشدوه هناك في ركن مدفون خلف الستارة يجاري الأحداث في بيت الجيران كالذاهل بعينيه الجاحظتين يحيط بهما سواد اليأس والهلاك ,ظل يتلفظ بأحرف اسمها كمن باغتته (...)