يعرّف الهياط والمهايطة بالصياح والجلبة، وهو سلوك نعاينه فى بعض الأفضية العامّة كمدرجات الملاعب الرياضية أو الأسواق العمومية وغيرها.
غير أنّ المهايطة صارت متفشية فى أماكن أخرى يُفترض أن تكون فضاءات السلطة والضبط والصرامة والالتزام بالمعايير (...)
حكومة «يوسف الشاهد» قيل فى تركيبتها الكثير فهى حكومة هجينة اجتمعت فيها كل المتناقضات: وزراء من حكومة سابقة (سحبت منها الثقة ونعتت بالفشل) يحافظون على مواقعهم لأسباب لا تخفى على أحد (قوة المال، قوة الولاء...) يضاف إلى هؤلاء وزراء من العهد القديم ممن (...)
اعتدنا أن تكون المسألة النسائية فى قلب الحدث موضوعا يفتح شهية المتنازعين ويحفزهم على عرض مواقفهم فى سياق تضيق فيه فسحة الأمل.. يتعلل بعضهم بالدفاع عن الأخلاق وحراسة القيم وحفظ الحدود بين الجنسين بينما يستميت آخرون فى سبيل تقويض الصور النمطية والنبش (...)
لم يمر تعيين رئيس الحكومة الجديد بسلام ولم يحقق الإجماع المنشود؛ إذ استمر الجدل القانونى حول مدى دستورية هذا التعيين وتباينت الآراء حول مدى قدرة «الشاهد» على قيادة البلاد فى مرحلة حرجة استشرى فيها الفساد، وهو الذى تقلد منصبًا فى حكومة سحبت منها (...)
تتعاقب الحكومات منذ اندلاع الثورة التونسية الواحدة تخلف الأخرى. فهل هى علامة صحية دالة على ترسيخ مبدأ التداول على الحكم وفسح المجال لأكثر من شخصية قيادية حتى ترسم سياسات مرحلة الانتقال الديمقراطى وما النموذج الإيطالى، فى مثل هذه الحالة، إلا دليل على (...)
جاء فى نص القانون المصادق عليه خلال هذا الأسبوع: «يعاقب بالسجن لمدة عامين وبخطية قدرها خمسة آلاف دينار مرتكب التحرش الجنسى. ويعتبر تحرشا جنسيا كل اعتداء على الغير بأفعال أو إشارات أو أقوال ذات طبيعة جنسية من شأنها أن تنال من كرامته أو تخدش حياءه (...)
لم يستأثر حدث إمضاء «وثيقة قرطاج» التى تحدد أولويات الحكومة المرتقبة باهتمام التونسيين ولم تهتم بتحليل «أبعاده ودلالاته» إلا فئة قليلة من الإعلاميين وهو أمر دال على وجود أزمة سياسية فعلية تمر بها البلاد منذ أشهر إن لم نقل أعوام. فقد فقدت الطبقة (...)
كيف تكون ردود فعل التونسيين بعد كل حدث إرهابى يتورط فيه أبناء بلدهم؟ لقد أضحت هذه الردود متوقعة ومنمطة. فما إن تنشر مختلف وسائل الإعلام التفاصيل حتى تبرز سلسلة من التحاليل والتعليقات المعبرة عن مشاعر الخجل والاستياء والسخط.. وهو أمر مفهوم باعتبار أن (...)
هيمنت حادثة مقتل الطبيب العميد «بيوض» فى تفجيرات مطار إسطنبول على وسائل الإعلام المحلية القديمة والجديدة على حد سواء، وأثارت أيضا اهتمام عدد من الإعلاميين الغربيين. ويعود سبب انكباب الإعلاميين وعموم المتابعين للحدث على تحليل هذه الحادثة إلى أنها (...)
مصطلحات كثيرة تداولها التونسيون أثناء المسار الانتقالى الذى كان من المفروض أن ينقل النظام السياسى التونسى من الاستبداد إلى الديمقراطية، منها المساءلة والشفافية والحوكمة الرشيدة والعدالة الاجتماعية وغيرها، وهى مصطلحات حلم التونسيون بأن تكون وسيلتهم (...)
منذ ظهور حزب النهضة على الساحة السياسية باعتباره فاعلا سياسيا ما انفك قياديوه يغمروننا بفائض من العبارات والمفردات التى سجلها التونسيون وتداولوها باعتبارها من الأقوال الخالدة كالإرهاب فزاعة.. وعلى مر السنوات تضخم «معجم أخطاء» قيادى النهضة وصار الناس (...)
هلَّ شهر رمضان.. وفيه عاينا نشأة ظواهر عديدة لعل أبرزها الانغماس فى ثقافة الاستهلاك حتى بلغنا حد التخمة والإدمان: أكل وشرب ما لذ وطاب ومتابعة يومية للمسلسلات والإشهار أو برامج الطبخ أو الدروس الدينية وبرامج إفتاء... ولئن عرفت عدة دول مشرقية هذه (...)
احتلت شخصية بن على الصدارة فى الإعلام الرسمى والعمومى طيلة عقود من الزمن وظل هذا «الحاكم المستبد» فى مركز اهتمامات التونسيين إما مدحا لفضائله وتمجيدا لإنجازاته أو انتقادا لسياساته وفضحا لممارساته. وما إن هرب «صانع التحول» إلى السعودية حتى رأيناه (...)
لطالما انتقد المحللون السياسيون والمعارضة والمتابعون للشأن السياسى غياب المبادرات فى المجال السياسى، وخاصة لدى من هم فى مواقع السلطة، والحال أن الشباب المبدع لا ينفك عن إدهاش العالم؛ يبتكر وينتج الأفكار ويقطع مع الاجترار والقديم والمألوف.
وسرعان ما (...)
لم يكن يخطر ببال قيادات النهضة، وهى تخطط لعقد مؤتمرها العاشر، أن تنقلب الأمور رأسا على عقب. فقد نظر المسئولون عن التنظيم إلى هذا الحدث على أساس أنه أفضل وسيلة لتحقيق الإشعاع العالمى وتقديم دروس وعبر إلى كل الأحزاب التى تروم العمل بأحدث الطرق. وفق (...)
مؤتمر حزب النهضة: أطلق عليه البعض «مؤتمر الاستعراض»، «مؤتمر الأبهة»، «مؤتمر الإبهار».. فى إشارة واضحة إلى الميزانية التى رصدها حزب النهضة لعقد مؤتمره العاشر ولا يخفى أن هذه النعوت تنمّ عن استياء فئة من التونسيين من «هدر» هذه الأموال فى سبيل «تلميع» (...)
يبادرنا سؤال لجوج ونحن نتابع خطابات السياسيين ومن دار فى فلكهم: هل يقرأون؟ هل يمارسون تجربة القراءة ووفق أية آليات؟ ثم ماذا يقرأون؟ وكيف يقرأون؟ فبالرجوع إلى أغلب ردود الفاعلين السياسيين ومن والاهم ودافع عن خيارتهم وسياساتهم نتبين أننا نفتقر إلى (...)
من محاسن الثورة التونسية أنها فتحت الباب على مصراعيه أمام المسكوت عنه واللامفكر فيه والعبثى والعجيب والغريب فتجاور ما كان يعد ضمن الثنائيات المتضادة: المقدس مع المدنس والخرافى مع العقلانى والجدى مع الهزلى...التقت الأضداد وفتح باب النقاش حول الهوية (...)
واهم من يعتقد أن تونس بحصولها على جائزة نوبل للسلام، قد عبرت شاطئ السلام إن هى إلا فترات من الإشعاع والتألق ثم سرعان ما طفت القضايا الشائكة والمعقدة على السطح. والمتابع للشأن العام يدرك أننا إزاء تأزم شامل انطلق بالمجالين السياسى والاقتصادى ليشمل (...)
تتوالى تصريحات قياديى النهضة قُريب انعقاد مؤتمر الحزب فى مختلف وسائل الإعلام، وهى تصريحات مثيرة للجدل باعتبار أنها أظهرت هذه الشخصيات فى صورة جديدة تتقاطع مع ما يحمله جزء من التونسيين من تصورات وتمثلات حول النهضاويين. وقد رأى البعض فى هذه التصريحات (...)
تتواصل الاحتجاجات فى تونس وتتواصل معها أحداث العنف والمواجهة مع الجهاز الأمنى.. هذه المرة تأزم الوضع فى جزيرة قرقنة من ولاية صفاقس (وسط البلاد) التى رفض أهلها أن يكونوا فى خانة المنسين والمهمشين.. وكلما تعقد الوضع ارتفعت حصيلة الخسائر التى تتكبدها (...)
اعتبر الخروج إلى الجنائز فى نظر أغلب فقهاء السنة، طقسا ذكوريا وواجبا يثاب على أدائه الرجال وفى المقابل عُد خروج النساء فعلا مكروها بل مرذولا، خاصة الشواب منهن. بيد أن المتأمل فى التاريخ الاجتماعى للعالم العربى، ينتبه إلى وجود حالات تؤكد خرق المعايير (...)
حين تصبح الحياة السياسية كبركة راكدة لا حياة فيها تنبعث منها الروائح الكريهة.. حين يخفت بريق العمل السياسى فلا أفكار ولا مبادرات ولا مناظرات مثرية للفكر.. حين تعمّ البذاءة والركاكة والبلادة الحوارات السياسية.. حين يصيب العقم المشهد السياسى ويتحول (...)
قلما اهتم المحللون والمراقبون والإعلاميون بالإنجازات المسجلة فى مجال الرياضة والاكتشافات العلمية وغيرها من النجاحات التى تثبت كفاءة التونسيات والتونسيين فى مجالات متعددة. ففى سياق اتسم بهيمنة السياسى على الثقافى وكثرة التحديات وما ترتب عنها من مشاعر (...)
أثار قرار وزراء الداخلية العرب المجتمعين فى تونس بتصنيف حزب الله حزبا إرهابيا استياء أغلب التونسيين الذين لم يتخلفوا عند التعبير عن مشاعر الغضب والاستهجان والإحساس بالمهانة والاستياء من موافقة الحكومة التونسية على هذا القرار «المخجل». ولم تتخلف (...)