مازالت موجة الاحتجاجات التي أطلقتها أحزاب المعارضة، نهاية العام الماضي، في مقدونية بسبب إقرار ميزانية البلاد لعام 2013، مستمرة في البلاد حتى اليوم ، دون التوصل لحل بين المعارضة والحكومة. وقامت أحزاب المعارضة والموالون لها، اليوم، بغلق الطرق والشوارع أمام حركة المرور، كما أنهما شكلوا مواكب من السيارات وجابوا شوارع العاصمة، حتى وصلوا أمام مبنى رئاسة الوزراء وأطلقوا شعارات مناهضة للحكومة في البلاد. وفي تصريحات أدلى بها "أندري بيتروف" الأمين العام لحزب اتحاد الديمقراطيين الاشتراكيين المقدوني المعارض، ذكر أنهم جابوا العاصمة سكوربية بالسيارات من أولها لأخرها، وانتهى بهم المطاف أمام مبنى رئاسة الوزراء، متقدما بالشكر للمواطنيين على الدعم الذي قدموه لهم. وأوضح "بتروف" أنهم يرغبون في إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، لافتا إلى أن الانتخابات المبكرة هى السبيل الوحيد الديمقراطي والعادل للخروج من الأزمة الراهنة التي تتعرض لها البلاد. وبيّن أن مؤسسات الدولة فقدت شرعيتها في ال24 من شهر ديسمبر الماضي، مشددا على ضرورة إعادة تشكيلها من جديد بالطرق الديمقراطية. وذكر "بيتروف" أنهم لم يشاركوا في أعمال البرلمان منذ شهر ديسمبر الماضي الذي اندلعت فيه الأحداث، وحتى الآن، مؤكدا أنه في حالة عدم إجراء انتخابات مبكرة فإن أحزاب المعارضة ستظل منقطعة عن المشاركة في أعمال البرلمان، ولن يشاركوا كذلك في الانتخابات المحلية المقبلة. ولفت القائمون على التظاهرات، أنهم مستمرون في تظاهرهم طيلة الاسبوع، حتى يستجيب المسؤولون في البلاد لمطالبهم. وكان رئيس الوزراء المقدوني، نيكولا غروفيسكي، قد عقد في ال22 من الشهر الماضي ، اجتماعا مع "برانكو جرينكوفسكي" رئيس حزب اتحاد الديمقراطيين الاشتراكيين المقدوني المعارض، وذلك للمرة الأولى عقب موجة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، وذلك من أجل إحياء عملية الحوار السياسي في البلاد، التي توقفت تماما منذ ال24 من شهر ديسمبر الماضي. لكن اللقاء باء بالفشل، وأعلن الطرفان عقب اللقاء الذي جمع بينهما ، في مؤتمر صحفي مشترك، أنهما عجزا عن التوصل إلى حل مشترك يمكن به تحريك الحوار السياسي المتعثر في الوقت الراهن. يشار أن أحزاب المعارضة المقدونية، بدأت عصيانا مدنيا، يوم 25 الشهر الماضي، وأعلنت كذلك أنها لن تشارك في أعمال البرلمان، بعد إقرار ميزانية البلاد في العام 2013، وذلك احتجاجا على الميزانية. وفي هذا السياق اجتمع المحتجون في عدد من الشوارع الرئيسية بالعاصمة "سكوبيه"، وفي غيرها من المدن الأخرى في شتى أنحاء البلاد، وقاموا بتعطيل حركة المرور. وتقول المعارضه ان الميزانيه تضع عبئا اضافيا علي ديون الدوله، واقترحت ادخال نحو الف تعديل علي مشروع الميزانيه لخفض النفقات. وافادت تقارير بان المعارضه تتهم الحكومه بالتخطيط للانفاق علي معالم للرفاهيه، وسيارات باهظه الثمن، واثاث منزلي. كما تتهم المعارضه الائتلاف الحاكم باساءه استغلال الاجراءات البرلمانيه من خلال الدفع باتجاه التصويت علي المشروع قبل النظر في التعديلات المقترحه.