الرئيس الاميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل ينتظران في شيكاغو النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية (النتائج الاولية تبدا بالظهور في الثانية فجرا بتوقيت الكويت).. بينما خصمه ميت رومني يترقب في بوسطن الوضع مع كبار مستشاريه، بعد انهاء جولاته في اوهايو وبنسلفانيا. جاء ذلك بعد يومين من تنقلات محمومة للمرشح الديموقراطي بين ولايات متأرجحة، هي أوهايو وفلوريدا وكولورادو وايوا ونيوهامبشير وويسكونسن. واختتم اوباما حملته مساء الاثنين في ايوا (وسط) بلهجة قوية، لكنه استعاد ايضا ذكريات انطلاقته من هذه الولاية عام 2008. وامام حوالى عشرين الفا تجمعوا وسط الصقيع في وسط العاصمة دي موين، تطرق اوباما الى سنتي 2007 و 2008 حين لم يكن «احد بامكانه لفظ اسمي»، مشيرا الى ان تجمعاته الانتخابية آنذاك لم تكن تجتذب سوى 20 شخصا. واضاف «من هنا انطلقت حركتنا من اجل التغيير، وهنا خلف المنصات يوجد المبنى الذي كان يضم مقر حملتنا في 2008». وفي مطلع 2008، وفي ايوا التي تنظم تقليديا اولى عمليات الاقتراع ضمن الانتخابات التمهيدية، فاز السيناتور اوباما آنذاك على المرشحين الاوفر حظا لدى الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون وجون ادواردز، مما اطلق عملية ترشيحه للرئاسة. وقال اوباما الذي بدت عليه علامات التاثر والتعب «بعد كل ما عايشناه، وبعد كل ما قاتلنا من اجله، لا يمكننا التخلي عن التغيير الآن». وختم بالقول «انا احبكم جميعا، اذهبوا للتصويت، ولنواصل المضي الى الامام»، قبل ان يتوجه الى شيكاغو في ولاية ايلينوي المجاورة، معقله، حيث ينتظر النتيجة. من جهته قام رومني بحملة انتخابية حتى اللحظة الاخيرة، مع جولات في اوهايو وبنسلفانيا، متهما الرئيس المنتهية ولايته بانه «فشل». وبعد سباق محموم دام عاما ونصف العام، انفقت خلاله مئات ملايين الدولارات التي على الدعاية الانتخابية، واجتاز خلالها المرشحان عشرات آلاف الكيلومترات في جولات، صافحا خلالها عشرات آلاف الايدي، والقيا عشرات الخطابات، تعود اليوم الكلمة الاخيرة الى صندوق الاقتراع. ورومني (65 عاما) الحاكم السابق لماساتشوستس والمليونير الذي بنى ثروة بفضل مهنته كرجل اعمال، ركز حملته على انتقاد حصيلة عهد منافسه في المجال الاقتصادي. اما اوباما (51 عاما)، فقدم نفسه مدافعا عن ابناء الطبقة الوسطى التي لاتزال تعاني تبعات الازمة المالية. وحتى اللحظة الاخيرة من السباق الرئاسي، اظهرت استطلاعات الرأي على المستوى الوطني ان كلا المرشحين متعادلان تقريبا .. لكن حظوظ اوباما بدت اعلى بشكل طفيف، خصوصا بفضل النظام الانتخابي غير المباشر، حيث تختزل عشر ولايات اساسية من اصل ولايات البلاد ال50 العملية الانتخابية برمتها، وبالتالي فان الانظار كلها تنصب عليها. والولاية الابرز التي تركزت عليها الانظار مساء امس هي اوهايو (شمال). فما من جمهوري نجح في دخول البيت الابيض من دون ان يفوز بهذه الولاية. وهي مهمة تبدو صعبة، ولكن غير مستحيلة على رومني، فجميع استطلاعات الرأي تظهر اوباما متفوقا على خصمه في هذه الولاية، وان كان تفوقه بفارق ضئيل. وتبدأ اولى النتائج بالصدور قرابة الساعة 23,00 تغ، ولكن في بلد يمتد بعرض قارة باسرها وفيه ست مناطق زمنية، من الساحل الشرقي الى هاواي، فان اسم الفائز قد يبقى مجهولا لفترة طويلة من الليل، اذا كان الفارق بين المرشحين ضيقا. في المقابل، فان الحسابات الانتخابية تظهر انه في حال فاز اوباما بكل من اوهايو وفلوريدا (جنوب شرق) وفرجينيا (شرق)، وكان فوزه بفارق واضح عن منافسه، فان العملية ستحسم لمصلحته اعتبارا من اولى ساعات المساء. وفي هذا الاطار لا يغيب عن الاذهان السيناريو الكابوسي الذي خيم على الانتخابات الرئاسية العام 2000، عندما تأخر اعلان اسم الفائز قرابة شهر كامل، بسبب طعن بعملية فرز الاصوات في فلوريدا، مما حتم اعادة جمع الاصوات. وهذا السيناريو على سيئاته لا يستبعد حصوله اي من فريقي الحملة، لا سيما وان كلا منهما جهز جيشا من الحقوقيين والمحامين والخبراء لهذه الغاية. وبعد عطلة نهاية اسبوع محمومة وعشرات التجمعات الانتخابية التي عقدها المرشحان لمنصب نائب الرئيس، واصل اوباما ورومني حملتيهما الاثنين حتى اللحظة الاخيرة، حيث تواجدا بفارق بضع ساعات في المكان نفسه قرب كولومبوس في اوهايو. لم يلحظ جدول اعمال اوباما اي خطاب علني قبل الذي هو مقرر في قصر المؤتمرات على ضفة بحيرة ميشيغن بعد اعلان النتائج.. وقد اكد فريق حملته انه يقضي الوقت حاليا بلعب كرة السلة. ولحث الناخبين على الادلاء باصواتهم مبكرا، فقد سعى اوباما إلى ان يكون قدوة في هذا المجال، اذ ادلى بصوته منذ نهاية اكتوبر في معقله السياسي. اما رومني، فقد اقترع امس في بيلمونت (ماساتشوستس) حيث يقيم، في حين سيقيم حفل اعلان النتائج في عاصمة الولاية بوسطن. لكنه واصل جولاته الانتخابية حتى اللحظة الاخيرة في كل من اوهايو وبنسلفانيا. ومنذ اسابيع حاول رومني الاستيلاء على شعار «التغيير» الذي كان اوباما رفعه شعارا له في انتخابات 2008. وقال مساء الاثنين في كولومبوس بولاية اوهايو ان «التغيير لا يقاس بالخطابات بل بالنتائج. وفي اربع سنوات وعد المرشح اوباما بان يفعل الكثير، لكنه اخفق كثيرا».