التقى مساء أمس الأول عدد من مستشارى الرئيس محمد مرسى بالقصر الرئاسى وفداً من أهالى محافظة مطروح ؛ لمناقشة عدد من القضايا بالمحافظة على رأسها أزمة تخصيص أرض الضبعة للمشروع النووى. قال العمدة، مهنا الهيش، عمدة أهالى الضبعة، إن اللقاء الذى استغرق أكثر من 3 ساعات تضمن العديد من القضايا كمشكلة الألغام وشركة المياه بمحافظة مطروح، إلا أن موقع الضبعة كان أكثر الموضوعات المستهلكة لوقت اللقاء، وأكد ممثلو أهالى الضبعة رفض إقامة المشروع فى هذه المنطقة. «ما عندناش مانع، ياخدوا الأرض بس مش عشان المشروع النووى»، أثارت هذه الكلمات اندهاش مستشارى الرئيس، بحسب العمدة مهنا، موضحاً أن أحد مستشارى الرئيس وهو الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، مستشار الشئون السياسية، أكد أن الأقاويل التى تتردد عن أهل الضبعة تؤكد تمسكهم بالأرض وعدم التنازل عنها سواء للمشروع النووى أو غيره، وبمجرد طرح الأهالى خلال اللقاء إمكانية التنازل عن الأرض لمشروعات أخرى بخلاف المشروع النووى، فند هذه المزاعم عن أهالى الضبعة. أضاف مهنا أن وفد أهالى الضبعة أعلن أمام مستشارى الرئيس رفض المشروع النووى أو حتى النقاش فيه، والتنازل عن الأرض لصالح أى مشروع قومى آخر كإنشاء ميناء أو جامعات، ولن يقبل الأهالى إقامة أى مشاريع سياحية بالمنطقة، التى وصفها بالكتل الخرسانية التى تعمل خلال أشهر الصيف فقط ولا يستفيد بها شباب الضبعة. أشار مهنا إلى أن أهالى الضبعة يحملون الكراهية لمسئولى المشروع النووى بعد التصريحات التى شوهت صورة الأهالى بوصفهم بلطجية ومجموعة جبناء لم يستطيعوا الاعتراض على المشروع قبل الثورة، موضحاً أن قدوم هؤلاء إلى موقع الضبعة سيؤدى لاحتكاك شديد مع الأهالى. وقدم وفد أهالى الضبعة خلال اللقاء مع مستشارى الرئيس ملفاً كاملاً عن بداية زحف المشروع النووى على موقع الضبعة والعديد من المخالفات الإدارية لمسئولى المشروع ؛ بينها استغلال بيوت الأهالى المطرودين من الموقع كمصيف للعاملين بوزارة الكهرباء، وإنفاق الملايين على مكافآت لأبناء العاملين. ووعد مستشارو الرئيس وفد أهالى الضبعة بنقل آرائهم للرئيس مرسى وبحث الاقتراحات والحلول المختلفة، التى ستستغرق وقتاً لمناقشتها واتخاذ قرار نهائى بشأن موقع الضبعة، مؤكدين أن المشروع النووى لن يقام على أرض الضبعة دون موافقة الأهالى. شمل الفريق الرئاسى المشارك فى لقاء أهالى مطروح الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد الرئيس للحوار المجتمعى، والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، مستشار الرئيس للشئون السياسية، والدكتورة باكينام الشرقاوى، مساعد الرئيس للشئون السياسية. فى الوقت الذى أكد فيه الدكتور إبراهيم العسيرى، خبير الشئون النووية، أن اختيار مكان بديل لموقع الضبعة بمثابة قتل للمشروع النووى، ولن تقبل باقى المحافظات نقل المشروع إليها تحت أى مبرر ولسان حالهم طالما المحطات آمنة، فلماذا تنقل؟ وقال العسيرى ل«الوطن»: «إحنا عندنا دم ومش هنطلب من الوكالة الدولية دعم تانى لموقع بديل للضبعه»، موضحاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعمت موقع الضبعة بأجهزة تقدر بملايين الدولارات، إلا أن هجوم يناير الماضى أدى لتدمير هذه الأجهزة، ولن تقدم وزارة الكهرباء على طلب أجهزة أخرى من الوكالة لموقع بديل للضبعة. أشار العسيرى إلى أن خبراء عالميين أثبتوا على مدار ثلاثين عاماً صلاحية موقع الضبعة لإنشاء أكثر من ثلاث محطات نووية، والبحث عن موقع بديل إهدار للمال العام ومضيعة للوقت خسائرها تتعدى ال10 مليارات جنيه. يذكر أن هذا اللقاء جاء قبل طرح وزارة الكهرباء لتقرير تفصيلى عن المشروع النووى للجنة الأمن القومى بمجلس الشورى صباح اليوم.