رصدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم/ الخميس، ردود الأفعال على استخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن من شأنه فرض عقوبات ضد القيادة السورية التي تتعرض في الوقت الراهن لهجوم مسلح في شوارع العاصمة السورية دمشق. وأشارت الصحيفة الأمريكية في نسختها الإلكترونية، إلى أن تلك هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد قرارات مجلس الأمن التي تهدف إلى الضغط على الحكومة السورية للتخلي عن السلطة، مضيفة أن الإخفاق الأخير في انتهاج السبل الدبلوماسية يشير إلى تزايد الاحتمال بأن يتم تقرير المصير في سوريا عبر المصادمات الدامية وليس عبر المفاوضات تحت قبة الأممالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن القرار الذي تقدمت به بريطانيا، برعاية مشتركة من الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا، كان سيعطي الحكومة السورية مهلة عشرة أيام لسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المناطق الآهلة بالسكان أو أن تواجه عقوبات تستهدف صفوة النظام، ولم يبين القرار إذا ما كان التهديد بالعقوبات، سيتضمن تجميدا لأصول مالية وحظر السفر دوليا على كبار المسئولين السوريين. ونقلت الصحيفة عن مبعوث الصين الدائم لدى الأممالمتحدة "لي باودونج" قوله إن بكين استخدمت حق الفيتو لأن محتوى القرار لم يكن عادلا بالضغط على طرف واحد من طرفي النزاع، مضيفا أن القرار لو تم تمريره لأدى لزيادة الاضطرابات ، وربما انتقل إلى دول أخرى بالمنطقة، كما وصف باودونج الغرب بالقاسي والمتغطرس. ولفتت الصحيفة إلى أن فشل القرار الغربي يعني انتهاء مهمة المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سوريا مساء غد الجمعة. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سوزان رايس مبعوثة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الأممالمتحدة التي تحدثت فيها عن ضرورة وقف مهمة المراقبين، حيث قالت إن استمرار مهمة الأممالمتحدة دون ربطها بتبعات عدم التحسن على الأرض يصبح بلا معنى، مضيفة أن مجلس الأمن فشل تماما في مساعدة السوريين. واستدلت صحيفة وول ستريت جورنال على عمق الخلاف بين الغرب وروسيا بشأن سوريا بحالة الانشقاق التي يشهدها مجلس الأمن، حيث قال مسئولون روس إن رفضهم للقرار مبني على المعارضة القوية لتغيير النظام، خاصة إذا كان التغيير عبر تدخل عسكري غربي، على غرار ما حدث في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن فيتالي تشوركين، مبعوث روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة قوله "لم يكن ينبغي التصويت على مثل هذا القرار على الإطلاق، فالدول الراعية له كانت تعلم مسبقا أنه لا سبيل إلى المصادقة عليه". في المقابل.. وصفت رايس تخوف روسيا من التدخل العسكري في سوريا، بأنه تزوير وخداع، ذلك أن القرار لا يسمح بأي شكل من الأشكال بالتدخل العسكري. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مبعوث ألمانيا الدائم لدى الأممالمتحدة بيتر ويتيج والتي قال فيها: "إن القرار لم يكن يحمل في طياته حلا نهائيا للصراع الدائر ، بقدر ما كان يمثل فرصة واقعية قد تكون الأخيرة للخروج من حلقة العنف المفرغة في سوريا"، مضيفا أن التاريخ سيرينا نتائج تضييع فرصة اليوم بما سيدفعه السوريون من ثمن. كما نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن من بين الأسباب التي تحدو بروسيا لاستخدام حق النقض ضد القرارات التي تدين النظام السوري والاستمرار في انتهاج السياسة الداعمة له، تتمثل في ثلاثة أمور: أولها أن روسيا تجني ملايين الدولارات مقابل صفقات الأسلحة التي تبيعها إلى سوريا كل عام، ثانيا الحفاظ على موضع قدمها في البحر المتوسط عن طريق وجود الأسطول الروسي في ميناء طرطوس السوري على الشاطئ، وأخيرا رغبة روسيا في الحفاظ على آخر حلفائها بالشرق الأوسط.