هيلاري كلينتون هددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اليوم الخميس بفرض عقوبات على أي طرف يعوق الاصلاحات التي تستهدف انهاء الصراع الدموي في الصومال والتصدي لجماعات المتشددين والقراصنة الذين يمثلون تهديدا متزايدا للامن العالمي. وطالبت كلينتون، في كلمة أمام مؤتمر يهدف الى إحياء المحاولات الدولية لإنهاء الفوضى التي تجتاح الصومال منذ 20 عاما، ببذل جهود أكبر لقطع الدعم المالي عن حركة الشباب المتشددة المرتبطة بالقاعدة التي تحارب الحكومة الانتقالية الضعيفة في الصومال. وحركة الشباب هي الاقوى بين مجموعة من الحركات المتشددة التي نشأت اثناء الصراع الدائر في الصومال على مدى 20 عاما والتي ساهمت في تخريب محاولات سابقة للتوصل الى تسوية سياسية وتسببت في اطالة أمد الحرب وعدم الاستقرار والمجاعة في البلاد. وقالت كلينتون أمام المؤتمر الذي ينعقد ليوم واحد في لندن ويضم زعماء ووزراء من نحو 40 دولة افريقية وعربية وغربية "موقف الولاياتالمتحدة واضح.. لن نتسامح مع أي محاولات لمنع التقدم والابقاء على الوضع الراهن." ومضت تقول "سنشجع المجتمع الدولي على فرض المزيد من العقوبات بما في ذلك حظر السفر وتجميد الاموال على أشخاص داخل الحكومة الانتقالية وخارجها ممن يسعون لتقويض سلام الصومال وأمنه أو تعطيل أو حتى منع الانتقال السياسي." ورفضت حركة الشباب في بيان مؤتمر لندن ووصفته بأنه جزء من "حملة صليبية منظمة ضد المسلمين في الصومال" وتعهدت بالقتال لاقامة حكم اسلامي. وقال الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد ان الصوماليين يريدون التخلص من "ذكريات الماضي المروعة" لكنهم يخشون أن يكون مؤتمر لندن مجرد مكلمة دبلوماسية أخرى. وقال "اليوم نتطلع الى الامن. نحن خائفون." وتابع "نريد أن نعرف ماذا تم بشأن القرارات وكل هذه الآمال في الماضي التي لم تر النور قط والتي لا تزال مجرد كلمات على الورق." ورحبت كلينتون ومتحدثون اخرون باتفاقية 17 فبراير بين الزعماء الصوماليين حول خطط بشأن تشكيل برلمان ومجلس تأسيسي يحلا محل الحكومة الانتقالية عندما تنتهي فترتها في أغسطس المقبل. وقالت كلينتون انه تم اضعاف حركة الشباب لكن هناك حاجة لمواصلة الضغط. ومضت تقول "ان الحركة حولت جنوب وسط الصومال على وجه خاص من وضع سيئ بالفعل الى كابوس. انها تقتاد الاباء والابناء من بيوتهم وتجبرهم على القتال في صراع دموي ميئوس منه." وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام المؤتمر ان الاخفاق في انهاء الفوضى في الصومال سيعرض الامن العالمي للخطر مشيرا الى ان مشكلات الصومال "تؤثر علينا جميعا". وأضاف "في بلد لا يوجد فيه أمل تزدهر الفوضى والعنف والارهاب. القراصنة يعطلون مسارات التجارة الحيوية ويخطفون السائحين." وأعلن كاميرون عددا من مبادرات الاغاثة والتنمية بما في ذلك اقتراح بتشكيل قوة تدخل دولية لمواجهة مسألة خطف السفن للحصول على فدية وهو الاسلوب الاساسي الذي يستخدمه القراصنة الذين يخطفون السفن وأفراد طواقمها من المحيط الهندي وخليج عدن. وقال جبريل ابراهيم عبد الله وهو ناشط مدني في مركز الابحاث والحوار بمقديشو لرويترز "توقعات الصوماليين هائلة." وأضاف "هناك العديد من الاطراف الخارجية التي تحركها أجندات مختلفة لدرجة أن اتخاذ موقف موحد سيمثل نجاحا. وقبل أي شئ نحتاج الى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.. لان الامال المحبطة لن تؤدي الا الى مزيد من التشدد والعداء."