قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن إعلان الدكتور محمد الجوادى تشكيل حكومة منفى، هو تطور خطير جداً لا يدرك الداعون له طبيعة أبعاده، مشيرا إلى أنهم يسيرون وفق خطة ممنهجة، فإذا لم تنجح وسيلة انتقلوا إلى الأخرى. وأضاف أن حكومات المنفى لم تتشكل تاريخياً إلا خلال الحروب الكبيرة مثلما حدث فى أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد التحرر ودحر الاحتلال النازى تسلمت هذه الحكومات مقاليد الأمور، وكذلك ما حدث أثناء الاحتلال الفرنسى للجزائر عندما تشكلت حكومة منفى فى القاهرة عام 58، وهذا يعنى أن الجوادى والإخوان يعتبرون مصر حالياً فى حالة حرب واحتلال وهذا أمر كارثى. وأوضح أنهم يقلدون ما حدث فى سوريا وفاتهم أن الوضع فى مصر مختلف تماماً، ففى سوريا تشكلت حكومة المنفى فى المراحل المتأخرة بعد حالة الاحتراب الأهلى ووقوع مناطق واسعة فى نفوذ قوى المعارضة المسلحة، بهدف إدارة هذه المناطق وتزويدها بما تحتاجه من وسائل إعاشة وإغاثة. وتابع الباحث الإسلامى قائلاً: "الجوادى ورفاقه يعيشون فى وهم كمحاولة يائسة خبيثة لإنقاذ أنفسهم وقيادات الإخوان، ويقيسون على ما لا ينبغى القياس عليه، فمصر لا تعيش حالة حرب ولا احتلال ولا غزو ولا وصلت لمرحلة الاحتراب الأهلى ولا سيطر مسلحون على مناطق واسعة من البلاد لا قدر الله". واستطرد: "الواقع فى مصر لا يعدو كونه أزمة سياسية ستجد طريقها للحل قريباً دون تدخلات خارجية أو استقواء بالغرب، ودون تقسيم الوطن لمناطق تابعة لتلك الحكومة، وتلك تابعة لحكومة منشقة، ودون استنزاف للمؤسسات والجيش كما خطط ويتمنى الأعداء".