البرلمان الليبي يكلف النائب العام بالتحقيق مع الدبيبة ومنعه من السفر    العراق يؤكد: مخرجات قمة مصر بشأن غزة تتصدر جدول قمة بغداد    ترامب يوجه انتقادات حادة لقرارات المحكمة العليا في ملف الهجرة    الوداد المغربي يستعد لمونديال الأندية بمواجهة عملاقين أوروبيين    "هزيمة الإسماعيلي وفوز تشيلسي".. نتائج مباريات أمس الجمعة    حزب الجيل: توجيهات السيسي بتطوير التعليم تُعزز من جودة حياة المواطن    سعر الخوخ والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم السبت 17 مايو 2025    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات السبت 17 مايو 2025    اجتماع لحزب الاتحاد في سوهاج استعدادا للاستحقاقات الدستورية المقبلة    «ماحدش يقرب من الأهلي».. تعليق غاضب من عمرو أديب بعد قرار التظلمات    إبداعات المنوفية| دمية.. قصة ل إبراهيم معوض    إبداعات المنوفية| بين الشك واليقين.. شعر ل وفاء جلال    إبداعات المنوفية| متاهات الخيال.. شعر ل أسامة محمد عبد الستار    الأمم المتحدة: لدينا خطة جاهزة لتوزيع المساعدات في غزة ونطالب بدخولها دون عوائق    رئيس مصلحة الضرائب: حققنا معدلات نمو غير غير مسبوقة والتضخم ليس السبب    وليد دعبس: مواجهة مودرن سبورت للإسماعيلي كانت مصيرية    ضربة لرواية ترامب، "موديز" تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة    ملاك العقارات القديمة: نطالب بحد أدنى 2000 جنيه للإيجارات بالمناطق الشعبية    غزل المحلة يطيح ب بابافاسيليو بعد ربعاية الجونة في الدوري    بسمة وهبة تتهم خالد يوسف وشاليمار شربتلي بتسجيل مكالمات دون إذن والتشهير بها وسبها    ترامب يلوّح باتفاق مع إيران ويكشف عن خطوات تجاه سوريا وبوتين    توافق كامل من الأزهر والأوقاف| وداعا ل«الفتايين».. تشريع يقنن الإفتاء الشرعي    لكزس RZ 2026| طراز جديد عالي الأداء بقوة 402 حصان    هند صبري: عمري ما اشتغلت علشان الفلوس وهذا موقفي من تقديم جزء 3 من "البحث عن علا"    ما حكم من مات غنيا ولم يؤد فريضة الحج؟.. الإفتاء توضح    مدير إدارة المستشفيات يشارك في إنقاذ مريضة خلال جولة ليلية بمستشفى قويسنا بالمنوفية    جوميز: شعرنا بأن هناك من سرق تعبنا أمام الهلال    أموريم: شيء واحد كان ينقصنا أمام تشيلسي.. وهذه خطة نهائي الدوري الأوروبي    تفاصيل جديدة في واقعة اتهام جد بهتك عرض حفيده بشبرا الخيمة    محسن الشوبكي يكتب: مصر والأردن.. تحالف استراتيجي لدعم غزة ومواجهة تداعيات حرب الإبادة    اشتعال الحرب بين نيودلهي وإسلام آباد| «حصان طروادة».. واشنطن تحرك الهند في مواجهة الصين!    محاكمة 3 متهمين في قضية جبهة النصرة الثانية| اليوم    اليوم.. «جوته» ينظم فاعليات «الموضة المستدامة» أحد مبادرات إعادة النفايات    انطلاق فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لليوم الواحد بمطروح    شديد الحرارة نهاراً وأجواء معتدلة ليلا.. حالة الطقس اليوم    نجم الزمالك السابق يفاجئ عمرو أديب بسبب قرار التظلمات والأهلي.. ما علاقة عباس العقاد؟    مصرع وإصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بمحور 26 يوليو    ضبط 25 طن دقيق ولحوم ودواجن غير مطابقة للمواصفات بالدقهلية    قرار عودة اختبار SAT في مصر يثير جدل أولياء الأمور    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 17 مايو 2025    رئيس شعبة الدواجن: نفوق 30% من الإنتاج مبالغ فيه.. والإنتاج اليومي مستقر عند 4 ملايين    رئيسا «المحطات النووية» و«آتوم ستروي إكسبورت» يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    رئيسا "المحطات النووية" و"آتوم ستروي إكسبورت" يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    السفارة الأمريكية في طرابلس تدعو إلى ضبط النفس وحماية المدنيين    كل سنة وأنت طيب يا زعيم.. 85 عاما على ميلاد عادل إمام    السفير محمد حجازى: غزة محور رئيسي بقمة بغداد ومحل تداول بين القادة والزعماء    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة بترعة الفاروقية بسوهاج    داعية يكشف عن حكم الهبة لأحد الورثة دون الآخر    اليوم| الحكم على المتهمين في واقعة الاعتداء على الطفل مؤمن    قبل الامتحانات.. 5 خطوات فعالة لتنظيم مذاكرتك والتفوق في الامتحانات: «تغلب على التوتر»    لمرضى التهاب المفاصل.. 7 أطعمة ابتعدوا عنها خلال الصيف    بالتعاون مع الأزهر والإفتاء.. الأوقاف تطلق قافلة دعوية لشمال سيناء    مشيرة خطاب: التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ضرورة ملحة    الكشف والعلاج بالمجان ل 390 حالة وندوات تثقيفية ضمن قافلة طبية ب«النعناعية»    كيف تتغلب على الموجة الحارة؟.. 4 نصائح للشعور بالانتعاش خلال الطقس شديد الحرارة    "بيطري قناة السويس" تُطلق فعاليات بيئية وعلمية ومهنية شاملة الأسبوع المقبل    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجأة.. القصة الكاملة وسر اغتيال عمر سليمان
نشر في النهار يوم 22 - 04 - 2013

المكان : الولايات المتحدة الأمريكية، الزمان: منتصف إبريل من عام 2012، الحدث: لقاء سرى بين الدكتور أيمن الظواهري، زعيم القاعدة وأحد القادة العسكريين فى الولايات المتحدة الأمريكية، انتهى اللقاء بوضع الظواهرى 13 نقطة مهمة لتكون بادرة للنقاش حولها بين الطرفين، وهى هدنة محددة بعشر سنوات قابلة للتجديد.
وطالب «الظواهري» خلال الاجتماع بأن يقوم الغرب وأمريكا ومن سيدخل معهم كطرف فى الاتفاق بالكف فورا عن التدخل فى شئون بلاد المسلمين، وسحب قواتهم منها خاصة «العراق - وأفغانستان - ودول الخليج»، ووقف أمريكا والغرب دعمها للحكام والأنظمة التى تحارب المسلمين، وتقاوم إنشاء دولة الإسلام، وتمكين الحركة الإسلامية من تطبيق المشروع الإسلامى وإقامة دولة المسلمين فى المناطق التى ظهرت فيها قوة التأييد للمشروع الإسلامى، والسماح للحركة الإسلامية بالحركة والتمثيل والتعبير عن نفسها، والوقوف فى وجه الأنظمة التى تعارض ذلك، وأن تكف أمريكا فى الحال عن التدخل لإفساد الدين الإسلامى وتعاليمه ومناهج تعليمه، ولا تتدخل فى ذلك إطلاقا من قريب أو بعيد.
وبحسب مطالب «الظواهري» فإن الطرفين مطالبان بإطلاق جميع الأسرى والسجناء والمعتقلين والرهائن، وأن أمريكا عليها وقف مطاردة وتتبع أى عناصر وإطلاق جميع المحتجزين لدى الغرب وأمريكا والحكام والأنظمة المتحالفة معها والأنظمة التى تحكم بلاد المسلمين وتضطهدهم، ووقف ما تقوم به أمريكا والغرب والأنظمة العميلة لها من حرب على الإسلام، باسم الحرب على الإرهاب، فى المقابل تقوم الحركة الإسلامية بوقف حربها ضد الغرب وأمريكا، ووقف الاعتداء على أشخاص أو ممتلكات تتبع الغرب أو أمريكا خارج الغرب أو فى بلاد المسلمين، والمحافظة على رعايا وممتلكات الغرب وأمريكا، ومن يوافق على الاتفاق داخل المناطق التى تطبق فيها الشريعة الإسلامية، بشرط أن تكون إقامتهم ووجودهم بطريقة مشروعة وصحيحة، وأن تمتنع الحركة الإسلامية عن استفزاز الغرب، والتدخل فى شئونه، على أن يقوم الغرب وأمريكا بنفس الدور فى أرضه.
مطالب «الظواهري» كانت واضحة حيث طالب بأن «تكون الحركة الإسلامية حرة فى تطبيق شرع الله فى مناطقها، وألا يتدخل الغرب فى ذلك مطلقا، ولا يحق له فرض مفهومه الغربى عن الديمقراطية التى تجعل من الشعب مصدرا للتشريع، لأنها مرفوضة فى الشرع الإسلامى، حيث إن الدين الإسلامى له نظمه وثوابته التى طبقها بنجاح لمئات السنين قبل ظهور الديمقراطية والرأسمالية الغربية، كما أن الدولة الإسلامية ستطبق نظمها فى معاملتها الخارجية والتجارية والداخلية، وستطبق نظمها فى معاملتها الخارجية والتجارية والداخلية وستقيم خلافة وتنصب خليفة للمسلمين».
وحذر «الظواهري» خلال اللقاء الدول التى لم تدخل فى حلف الغرب أو حلف الدولة الإسلامية، مؤكدًا أن التعامل معها سيكون بالطريقة التى تناسبها من صلح أو عهد أو اتفاق أو تحالف أو مقاطعة أو جهاد، مؤكدا أنه ليس للغرب التدخل فى ذلك أو مساندة تلك الدول، وبالعكس فإن للغرب مثل ذلك من معاهدة أو حرب البلاد التى ليست من بلاد المسلمين، ولم تدخل فى حلف بلاد المسلمين. ومن يرغب من الدول الدخول فى أحد طرفى العهد متحالفا مع أحد الطرفين فيمكن ذلك بعد موافقة الطرفين، كما اقترح «تشكيل لجنة للوساطة من عدد محدود من الأشخاص الذين لهم قبول من الحركات الإسلامية، لعمل اتصالات ولقاءات بجميع الحركة الإسلامية»، وتشكل مجموعة للتشاور تضم بالإضافة للجنة الوساطة عددا من الشخصيات التى لها تأثير فى الحركة الإسلامية عمومًا، مع تيسير وسائل الاتصال واللقاء وتبادل الآراء اللازمة لإتمام ذلك العمل.
تفاصيل الصفقة
الصراع بين القاعدة وحلف شمال الأطلسى (الناتو) كان هدفًا من أهداف المخطط «الذى راح ضحيته اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات الأسبق، ونائب رئيس الجمهورية السابق، حيث وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على زرع ولاية إسلامية فى سيناء، تسهل لإسرائيل التسلل لمصر بدعوى وجود القاعدة، ويكون تحقيق الخطة عبر صندوق إسرائيلى ممول من وزارة المالية الإسرائيلية بمبلغ 20 مليار دولار، بهدف إقامة دولة فلسطينية على الأراضى المصرية فى المنطقة الموازية للشريط الحدودى لغزة، عن طريق تزويج 750 ألف فلسطينى لزوجات مصريات، وشراء أراضٍ بأسمائهم فى سيناء، التى لا يمكن تملكها لغير المصريين، وبذلك تقام دولة فلسطينية، بموافقة قيادات مصرية لخلق حالة من الصراع «عربى- عربى»، وتأمين إسرائيل وإشهارها دبلوماسيًا، وإنهاء الأزمة الفلسطينية.
خلال ذلك تتم إقامة ولاية إسلامية لتنظيم «القاعدة»، عقب إعلان إقامة دولة فلسطين، بعد الاتفاق بين الأمريكان والقاعدة، الذى يقضى بأن تتوقف القاعدة عن مهاجمة الجيوش الأمريكية والناتو، لعدم إحراج الرئيس أوباما، وذلك مقابل السماح بإنشاء ولاية إسلامية فى سيناء، وتقديم تسهيلات مرورهم من الأردن وإسرائيل وغزة، شريطة عدم التعدى على الأمن الإسرائيلى، الأمر الذى يوضح أن جميع العمليات الجهادية الأخيرة، كانت موجهة ضد الجيش المصرى على الحدود، بعد الاتفاق الذى تم بين القاعدة وأمريكا بعدم التعرض لإسرائيل، التى تمول القاعدة بالسلاح الحديث عبر عناصر تابعة لسلاح المستعربين الإسرائيلي، والتى تخترق التنظيمات الجهادية باعتبارها أفرادا جهادية.
الاتفاق كان يهدف إلى استنزاف الجيش المصرى عقب تصفية جبهة حزب الله وسوريا وإيران، التى تهدد قلب إسرائيل بصواريخ إيرانية طويلة المدى، حيث اتفق الطرفان على قطع الخط على حزب الله ومنع إمداده بالأسلحة لتحقيق الأمن لإسرائيل، وبعدها استنزاف الجيش المصرى والضغط على النظام المصرى الإسلامى لإجباره على الاقتراض من دول الخليج، والبنوك الدولية بتسهيلات أمريكية، حتى تتم السيطرة فتقوم إسرائيل باحتلال كامل لسيناء حتى قناة السويس.
اغتيال عمر سليمان
عمر سليمان، رجل المخابرات الأول الذى وصفته المخابرات الأمريكية بأنه الأكثر «دهاء» بين رجال المخابرات العربية والعالمية، رجل قليل الكلام، هادئ الطباع، لكنه كان يمثل الصندوق الأسود الذى يحوى أسرار الجماعات الإسلامية والعلاقات المصرية الإسرائيلية.
قتل «الرجل» الذى لم يكن له أصدقاء طيلة حياته سوى ابنتيه وعمله فى ظروف غامضة، خلال عملية قتل مدبرة قتل فيها أهم أربعة رجال فى المنطقة بينهم وزير الدفاع السورى العماد داود رجحة، والعماد آصف شوكت، صهر الرئيس السورى ورئيس جهاز الأمن القومي، وبعدها بيوم واحد توفىعمر سليمان فى أحد مستشفيات كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى نفس اليوم توفى مسئول رفيع المستوى فى الموساد الإسرائيلي، فى حادثة سير فى تل أبيب، ولم يعلن الموساد عن اسم المسئول ولا طبيعة وظيفته فى الموساد، أما الحدث الأخير فكان إعفاء رئيس المخابرات السعودى الأمير مقرن بن عبدالعزيز، من منصبه وتعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيسًا جديدًا للاستخبارات.
عاد الرجل ملفوفًا بالعلم المصري، بعد أكثر من عقدين تولى خلالهما رئاسة المخابرات، وقد بعثرت ملامحه عملية اغتيال مجهولة المصدر، ويبقى السؤال حول تلك الحقيقة، التى يجيب عنها محمد زكريا أحد المقربين منه ويكشف لأول مرة الإجابة على هذا السؤال خاصة أن بوادر الأسباب الحقيقية لمقتله بدأت فى الظهور والإفصاح عن نفسها خلال نهاية العام الماضى 2012 عقب وفاته.
الظواهرى يحقق بنود الصفقة بهدنة مع أمريكا
الغريب الذى يثبت صحة اغتيال عمر سليمان، أن القيادى الجهادى محمد الظواهرى، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، طرح مبادرة عقب وفاة سليمان بأسابيع لعقد عهد أو هدنة لمدة عشر سنوات بين الحركات الإسلامية من جهة، والغرب وأمريكا من جهة أخرى لمدة عشر سنوات، وأكد أن الغرب وأمريكا لا يمكن أن يتوقعا من أين ستأتى الضربة القادمة أو من أى مجموعة، ولا يمكن لمجموعة معينة فرض سيطرتها لمنع ذلك أو التحكم فيه، مشيرا إلى أنه من الوارد فشل عشرات أو مئات أو آلاف المحاولات، لكن يمكن أن تنجح واحدة فى تدمير حضارة الغرب، ولفت القيادى الجهادى إلى أن استهداف أمريكا أو الغرب لجماعة أو اتجاه أو فكر أو جنسية معينة وضرب أو تصفية حركة أو فصيل لا يعنى انتهاء الأمر بل زيادة تأججه، مؤكدا أن السخط على أمريكا واستهدافها دون غيرها من بلاد الغرب يرجع إلى تعديها وحلفائها على العالم الإسلامى، ودعمها لأعداء المسلمين.
وطالب محمد الظواهرى حينها أمريكا والغرب بالكف عن التدخل فى بلاد المسلمين، وسحب قواتهم منها، فضلا عن عدم التدخل لإفساد الدين الإسلامى وتعاليمه، وتحرير جميع الأسرى والسجناء لدى الطرفين وإلغاء مطاردة وتتبع أى عنصر من الحركة الإسلامية، ووقف أمريكا والغرب حربها على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب.
وهدد «الظواهري» أمريكا قائلا: «هناك دول فى العالم أشد بعدا وتناقضا مع المسلمين، من الغرب مثل الملحدين أو عبدة الأصنام، ولكن عدوان الغرب وأمريكا على المسلمين يجعلها تأتى فى المرتبة المتقدمة فى الحرب والعداء للمسلمين»، كما تحدث الظواهرى عن ضمان حقيقى للسيطرة على ذلك الصراع بين الطرفين ويكون عهدًا ملزمًا لجميع الحركات الإسلامية، ويؤكد أن «الضمان الوحيد للسيطرة على ذلك هو أن تدخل الحركة الإسلامية فى ميثاق وتعطى عهدا ويحقق لها ما تريده».
نقل الكثافة لليبيا والسودان
محمد فريد زكريا، أحد الأصدقاء المقربين من عمر سليمان، يروى ذكرياته مع اللواء عمر سليمان، الذى كان يعتقد أنه «لا بقاء لمصر بدون التوسع فى الجنوب والشرق، وضم ليبيا والسودان لمصر» من خلال نقل الزيادة السكانية إلى تلك المناطق، مضيفًا إن علاقته ب«سليمان» انقطعت عام 2007، بعد علم صفوت الشريف بلقائه، ومعارضته لتلك المقابلات بعدما اعتقد استغلالها لمعارضة الحكومة فى مجلس الشورى.
«زكريا» أكد أنه تفاجأ فى مايو2012 بمكالمة من اللواء عمر سليمان، دعاه خلالها لمقابلته بمستشفى وادى النيل، وطالبه بعدم إبلاغ الأمر لأحد وعدم دخول المستشفى إلا مع دليل يرسله هو من باب جانبى فى الدور الثانى، مضيفًا: «عندما دخلت سويت كبير، بعد أن أغلق الدليل الباب، وجدتسليمان فى حالة مزرية جدا حيث فقد 15 كيلو من وزنه، ومجهدا جدا وقال لى نصا معلش انا وقتى ضيق لأنهم بيراقبونى، وذكر لى أنه تعرض لأشعة خطيرة جدا منعته من كتابة مذكراته، وهى تشبه الأشعة الذى تعرض لها ياسر عرفات (البولينيوم المشع) التى تسبب نقص البروتينات فى الجسم ولا أحد يستطيع علاجه، وأنه من المحتمل أن يسافر لألمانيا، وأنه تعرض لذلك المخطط بعد أن كشف خطة أمريكا والقاعدة».
صديق «سليمان» قال: «لم يتجاوز الأمر ساعات بعد خروجى من المستشفى حتى حدثنى سليمان، وأكد أنه استعان بزعيم عربى ليسهل له السفر لأمريكا بعد فشل الخبراء الألمان في تشخيص مرضه، إلا أن الزعيم علم بحقيقة تدخل المخابرات الأمريكية فى قتله، ووصلت المعلومات لباحث أمريكى تربطه علاقات وطيدة برجال جهاز سى آى إيه الأمريكية، وأن الحديث عن الصندوق الأسود وراء مقتله، لم يكن يقصد به رجال التيارات الجهادية والإخوانية، وإنما تفاصيل خطة أمريكية، وضعت تسهل لإسرائيل مهمة الاستيلاء على سيناء بمساعدة تنظيم القاعدة، ونشر تنظيمات جهادية بها».
حديث عمر سليمان عن كشف تفاصيل تلك الصفقة كان السبب وراء حدوث أزمة داخل المخابرات الأمريكية، حيث أرسل ال«سى آى إيه» عددا من عناصره للسفارة الأمريكية بالقاهرة بعد علم السفيرة «آن باترسون» بالمعلومات التى وصل إليها «سليمان»، ما جعلهم يتربصون له عقب صلاة الجمعة، وأطلقوا عليه أشعة خطيرة جدا تعمل على تحلل البروتينات، وعند دخوله المستشفى تم أخذ 16 عينة طبية مختلفة من جسده منها مسحة حيوية من الرئة والطحال والكبد والأمعاء مع عينتين للدم بالإضافة إلى عينة متكررة من البول والبراز وخصلة من شعر الرأس ومسحة بيولوجية من الجلد أخذت مع عينة من المريء والبلعوم وعينة مركزة من النخاع الشوكى والدم عقب وفاته مباشرة، وكان المفروض حفظ كل العينات مع تقارير وصف الحالة الطبية والأشعة، وتفاصيل رسم القلب والمخ، وهى العينات التى أخذت من الجنرال قبيل وفاته وبعدها بشكل مباشر، والتى يفرض القانون الفيدرالى حفظها فى ثلاجات مخصصة لذلك الأمر لمدة لا تقل عن 10 أعوام كاملة فيما يعرف ب«الأرشيف الحيوي» تحت حراسة مشددة، غير أن تلك العينات اختفت، فيما نفت السفارة المصرية بأمريكا علمها بسفر سليمان.
هدنة تغيير المسار
بالتواصل مع الشيخ محمد الظواهري، بعد فترة من إعلانه للهدنة، للتعرف على مصيرها، حيث أكد أنه «لم يترك المبادرة، ولكنه فى انتظار إعلان الطرف الآخر (أمريكا) قبولها، لبدء تطبيقها وتطبيق البنود الأساسية بها»، مؤكدًا أن الجماعات الإسلامية ستوافق عليها، لأنها تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، خاصة أنه تم تحديد مدة العشر سنوات التى تضمنتها المبادرة، باعتبارها شرطا فى «الشريعة الإسلامية».
وأضاف أن نجاح المبادرة يعتمد فى البداية على الموافقة عليها، من الطرف الآخر وهو أمريكا ودول الغرب فقط، نافيًا وجود صلة لإسرائيل بالمعاهدة، «التى نرفض أن تكون طرفًا فيها».
وكشف عن قبول الرئيس الأمريكى السابق «جيمى كارتر» للمعاهدة، موضحًا أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى لا دخل له بالمبادرة، لأنه لا يوجد أى اتصال معه، وأن المبادرة تشمل كل الجماعات والتيارات الإسلامية المتفرعة بالدول العربية كالأردن والعراق والسعودية وقطر وغيرها من الدول.
الحقيقة المرة
من جانبه قال الفريق حسام خير الله، وكيل جهاز المخابرات السابق، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، إن وفاة عدد من رؤساء مخابرات الدول العربية القريبة من مصر، لا يستبعد أن يكون وراءه عمليات مدبرة لتحقيق هدف ما، ولكن التخطيط للتخلص واغتيال رؤساء المخابرات ليس بالشيء الجديد، باعتبارهم المتصدين لكل ثغرة تدخل بلادهم.
واستبعد «خير الله» مقتل رئيس المخابرات السورى فى عملية اغتيال قائلا: «قتل فى ظروف حرب بين السوريين وبعضهم وله ظروف خاصة»، مضيفا إن اللواء سليمان كان «كتومًا جدًّا، ويحوى داخله صندوقًا لم يفتحه أحد من قبل، ومن الجائز أن تكون المخابرات المصرية الآن لديها كل تلك المعلومات، وأن البحث والتجميع لما يحدث سيعطى صورة متكاملة، ولكنه يستبعد دخول النائب العام السابق فى تلك الدائرة».
إقالة النائب العام
كشفت المعلومات عليها عن تفاصيل الأجندة الأمريكية، الذى كشفها سليمانعن طريق علاقاته القوية مع قادة أجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية، فهو مخطط «إعادة ترتيب الشرق الأوسط»، وهذا السبب الحقيقى وراء بقاء اللواء حسين كمال مدير مكتب عمر سليمان، فى الحكومة داخل قصر الرئاسة.
وقال مصدر مطلع إن «المعلومات التى توصل إليها سليمان» كانت السبب وراء إقالة النائب العام، عندما طلب خلال التحقيقات فى واقعة مقتل سليمان ومقتل الجنود المصريين فى رفح استدعاء المشير طنطاوي، والرئيس محمد مرسى، ورئيس المخابرات العامة والحربية، وبعد دخول الجيش فى حرب مع القاعدة فى سيناء، والتى تضم جهاديين سعوديين وباكستانيين وأفغانا ويمنيين وفلسطينيين ومصريين، وعندما أرسل إخطارًا لمثول مرسى ورئيس المخابرات العامة، واجه حربًا من جميع الجهات خاصة من جماعة الإخوان التى لا تريد إحراجها مع أمريكا.
وأكد المصدر أن «سليمان كان يعتقد أن الإخوان المسلمين هم المدخل الوحيد لأمريكا فى مصر، لأن لهم نقاط ضعف كبيرة، وهي المسيحيون والمجتمع المدنى كحقوق الإنسان، وعندما انتهت التحقيقات فى البلاغات، وحاول عبد المجيد محمود الوصول للقيادات التى أخفقت فى التصدى لحادث رفح تمت إقالته من منصبه».
القاعدة فى مدينة نصر
الأمر الذى يؤكد هذا هو التحذير الذى شنته صحيفة «دى فيلت» الألمانية واسعة الانتشار، من سعى «تنظيم القاعدة لتحويل مصر إلى إمارة إسلامية، وقاعدة جديدة ينقل ميليشياته إليها، وذلك من خلال علاقته القوية مع الجماعات الجهادية الموجودة بالداخل، وأن مصر تأتى على قمة أولويات القاعدة الآن بعد سوريا، لتحويلهما إلى قواعد لنقل الجهاديين إليهما، وهو ما دعا زعيم القاعدة المصرى الأصل الدكتور أيمن الظواهري، للاتصال ببعض الشخصيات الموالية للقاعدة داخل مصر، وهما على الأرجح جمال الكاشف والشيخ عادل شحاتة، لترتيب نقل التنظيم إليها، وضرب الجيش المصرى لتسهيل عملية إسقاط النظام، وأن العديد من الخلايا التابعة للقاعدة عادت لمصر بعد سنوات من القتال فى باكستان وأفغانستان، الذى بدأ حلف الناتو والجيش الأمريكى فى الانسحاب منه تدريجيا، بعد الاتصال بأعضاء التنظيمات الجهادية التى أفرج عنها الرئيس مرسى من السجن مؤخرا، من أجل تكوين جبهة قوية لتنفيذ المخطط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.