تبدأ كوت ديفوار مشوارها نحو لقب النسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بمواجهة السودان الأحد في مالابو في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية، فيما تلتقي أنجولا مع بوركينا فاسو في موقعة ساخنة ضمن المجموعة ذاتها. وتمني كوت ديفوار النفس بالظفر باللقب القاري الثاني في تاريخها والأول منذ عام 1992 عندما ظفرت بالكأس الغالية بتغلبها على غانا في المباراة النهائية بعد ركلات ترجيح ماراتونية في السنغال، كما أن الجيل الذهبي للألفية الجديدة لم ينجح في فك العقدة التي لازمته في النهائيات القارية في النسخ الثلاث الأخيرة حيث خسر المباراة النهائية عام 2006 أمام مصر المضيفة بركلات الترجيح، وخرج من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر بالذات 1-4 قبل أن يحل رابعاً بخسارته أمام البلد المضيف، ومن الدور ربع النهائي في النسخة الأخيرة في انغولا بسقوطه أمام الجزائر 2-3 بعد التمديد (الوقت الأصلي 2-2). وأكد نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وأفضل لاعب في القارة السمراء العام الماضي يحيى توريه أن منتخب بلاده سينجح هذه المرة في إحراز اللقب. وقال توريه الذي تفوق على الغاني اندري ايو مهاجم مرسيليا الفرنسي والمالي سيدو كيتا لاعب وسط برشلونة الإسباني في الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أفريقيا: "إنها المرة الثالثة التي يقول فيها الناس بأننا مرشحون لإحراز اللقب وبالتالي فأنا أعتقد بأن عام 2012 سيكون عام كوت ديفوار". وتعقد كوت ديفوار الآمال على تحقيق العلامة الكاملة في البطولة على غرار ما فعلته في التصفيات عندما ضربت بقوة وكسبت نقاط كل المباريات. وأوضح دروجبا الذي كان الوجه المشرق لساحل العاج في العقد الأخير أن "الفوز باللقب لن يكون أمراً سهلاً"، مضيفا "أعتقد بأن كأس أمم أفريقيا 2012 ستكون صعبة جدا -- وعلى الارجح أصعب من النسخ الأخيرة-- على الرغم من غياب الخماسي العريق". ويصب التاريخ في صالح كوت ديفوار التي تغلبت على السودان 5 مرات بينها 1-صفر في الدور الأول لنسخة عام 1970 التي توج بها المنتخب العربي باللقب على أرضه، مقابل تعادل واحد وخسارة واحدة. ويسعى السودان أيضا إلى تلميع صورته بعد مشاركتها المخيبة في نسخة 2008 حين ودع من الدور الأول بتلقيها 3 هزائم. تحسن أداء السودان كثيراً في الأعوام الأخيرة من خلال تألق لاعبي قطبيها المريخ والهلال، بيد أن مدربها محمد عبدالله "مازدا" قال: "ما زلنا بعيدين عن ثقافة اللعب مع المنتخبات الكبيرة وهمنا التواجد في النهائيات الأفريقية 5 مرات أخرى حتى نستطيع مواكبة هذه المنتخبات". ويعول السودان على تشكيلته المدججة بنجوم القطبين المريخ (10) والهلال (9)، إلى جانب لاعب واحد من كل من اندية اتحاد مدني والموردة والنور والنيل الحصاحيصا. كما تلتقي أنجولا مضيفة النسخة الأخيرة عام 2010 مع بوركينا فاسو في مباراة متكافئة ضمن المجموعة الثانية، ويرصد فيها كل منهما النقاط الثلاث لقطع شوط كبير على أمل مرافقة كوت ديفوار إلى الدور ربع النهائي. وتسعى أنجولا في مشاركتها السادسة إلى استعادة بريقها الذي خولها حجز بطاقتها إلى مونديال 2006 للمرة الأولى في تاريخها وبلوغ الدور ربع النهائي في النسختين الأخيرتين للكأس القارية. أما بوركينا فاسو فتعول في مشاركتها الثامنة على كتيبتها المحترفة في فرنسا من أجل تكرار على الأقل انجاز عام 1998 على أرضها عندما بلغت الدور نصف النهائي بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه قبل أن تنهي مشاركتها في المركز الرابع. ووصف مدرب بوركينا فاسو البرتغالي باولو دوارتي مباراة فريقه أمام أنجولا ب"الحاسمة"، وقال "وقعنا في مجموعة صعبة مع كوت ديفوار وأنجولا"، مضيفا "بإمكاننا القول إنّ الكوت ديفوار ستحجز البطاقة الأولى وبالتالي فإن مباراتنا ضد أنجولا حاسمة لتحديد صاحب البطاقة الثانية. والمنتخب الذي سيفوز في المباراة الأولى سيضمن بنسبة 80 بالمئة مرافقة ساحل العاج".