قبل ساعات من بدء الجولة الثالثة للانتخابات لا زال الخوف من حالة الانفلات الأمني التي تشهدها شبه جزيرة سيناء منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير هو الحادث الأبرز الذي يسيطر على المشهد الانتخابي بسيناء. السلطات المصرية دفعت بالآلاف من جنود وقوات الجيش الثاني الميداني وقوات الشرطة المدعمة بالعربات المدرعة لتأمين العملية الانتخابية سواء في شمال سيناء أو جنوبها . هناك مخاوف لدى أجهزة الأمن من حدوث أعمال عنف خاصة في لجان القطاع الأوسط من سيناء التي أعلنت من قبل أنها ستقاطع الانتخابات ، ونظمت عدة مظاهرات احتجاجية وقطعت الطريق أكثر من مرة احتجاجا على عدم استجابة السلطات المصرية لمطلبهم بعمل دائرة ثانية لمناطق الوسط الأكثر فقرا داخل سيناء. ويرى البعض انه حتى في حالة عدم مشاركة قبائل الوسط في الانتخابات فأن ذلك لن يكون له تأثير كبير لان الكتلة التصويتية لمراكز ومدن الوسط ضعيفة فيصل عدد من لهم حق الانتخاب بنخل 2600 ناخب وفي الحسنة 5062 ناخب و القسيمة 4865 ناخب من اجمالي الكتلة التصويتية بشمال سيناء والتي تبلغ 203 ألف و 363 ناخب.
وتزداد المخاوف من وجود أعمال عنف في الانتخابات بشمال سيناء التي شهدت خلال الفترة الماضية 10 تفجيرات لخط الغاز الطبيعي نفذها من تصفهم السلطات الأمنية بالجهاديين والإسلاميين المتشددين ، أيضا تشهد الحواجز الأمنية هناك هجمات مستمرة من جانب المجهولين الذين يأتون داخل شاحنات صغيرة بدون لوحات معدنية ويطلقون الرصاص على أفراد الأمن سواء كانوا من قوات الجيش أو الشرطة ، وسط تأكيدات ظهرت في عدة بيانات القوا بها في الشوارع تؤكد أن أهم مطالبهم رحيل قوات الشرطة والجيش عن سيناء وإعلانها إمارة إسلامية. وتزداد المخاوف في الشمال أيضا مع انتشار الأسلحة بكميات كبيرة مع معظم العائلات والقبائل داخل سيناء والتي يخوض عدد كبير من أبنائها الانتخابات سواء على رأس القوائم التي يبلغ عددها 13 قائمة حزبية أو على المقعدين الفردين اللذين يتنافس عليهما نحو 57 مرشحا. ويعزز هذه المخاوف الأمنية أيضا وجود خلافات بين أبناء القبائل التي تتنافس في الانتخابات والتي ربما يحاول البعض استغلالها خلال فترة الانتخابات لتصفية الآخرين. وتجرى الانتخابات البرلمانية بشمال سيناء وسط انقسامات في الكتل التصويتية بين كبار القبائل بالمحافظة بسبب وجود أكثر من مرشح من قبيلة واحدة على رأس القوائم الحزبية. وعادة ما كانت تقدم كل قبيلة في الانتخابات السابقة مرشح واحد فقط عنها تسانده وتقف وراءه. ويتوقع أن تحصد الأحزاب الإسلامية خاصة النور والحرية والعدالة أغلبية المقاعد الستة ، نظرا لقوتها داخل سيناء. وتعتبر قبيلة الفواخرية التي تتمركز الكتلة التصويتية لها داخل مدينة العريش ، وقبيلة البياضية التي تتمركز في منطقة بئر العبد والفواخرية بالعريش من أهم القبائل التي تشهد انقسام في الكتلة التصويتية بسبب وجود أكثر من مرشح لها على رأس قوائم حزبية هامة مثل الحرية والعدالة والوسط والوفد والعدل والمساواة والإصلاح والتنمية. بئر العبد ورمانة من أهم مدن شمال سيناء ويصل عدد من لهم حق الانتخاب بهما الى نحو 43 الف ناخب تقريبا بينهم 21890 ببئر العبد و 21129 برمانة يتوقع ان تكون المنافسة فيها ساخنة وشديدة لأنها تعتبر منطقة تمركز قبيلة البياضية التي يخوض عدد من أبناءها الانتخابات على رأس قوائم حزبية هامة ، فحزب الحرية والعدالة دفع بالدكتور سليمان صالح الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة على رأس قائمته وهو ينتمي الى قبيلة البياضية ، أما حزب الوسط فقط دفع أيضا بأحد أبناء البياضية على رأس القائمة وهو المرشح عبدالله سالم ، على المقعد الفردي فئات تخوض أيضا سلوى الهرش المحامية وهي احد قيادات الوطني المنحل وابنة البياضية المعركة الانتخابية معتمدة على أصوات بئر العبد ، كما دفع بجمال عمرو بأحد أبناء قبيلة الرميلات ثاني القائمة. أما مدينة العريش التي تزيد فيها أعداد الناخبين عن 62 ألف ناخب تقريبا فهناك انقسام واضح في الكتلة التصويتية لقبيلة الفواخرية أو كما يسميها كبار السن بالعريش ( بني فخر) بسبب وجود أكثر من مرشح من القبيلة ضمن القوائم الحزبية فالحرية والعدالة دفع بأبن القبيلة خالد حركة كمرشح ثان في قائمته فيما دفع الوفد باللواء شحاتة محمود السيد وهو لواء شرطة سابق واحد أبناء الفواخرية على رأس القائمة ، أيضا دفع حزب الحرية بأحمد القسيلي على رأس قائمته وهو أيضا احد أبناء الفواخرية وعبد الهادي سليمان من قبيلة الاخارسة كثاني القائمة. تتراجع بشكل ملحوظ فرص الإسلاميين في الفوز بأي من المقاعد داخل محافظة جنوبسيناء خاصة حيث أن قائمة الحرية والعدالة لا تتضمن أي مرشح ينتمي إلى قبائل البدو المنتشرة بالمحافظة في حين لم يتقدم حزب النور السلفي بقائمة حزبية ويخوض الانتخابات بمرشح واحد فقط على المقعد الفردي فئات. محافظة جنوبسيناء التي يصل عدد أصوات الناخبين فيها إلى 60 ألف ناخب يتنافس بها على ستة مقاعد أربعة للقائمة واثنين للمقعد الفردي نحو 9 قوائم حزبية بالإضافة إلى 40 مرشحا على المقعد الفردي. وتدفع قبائل القرارشة والمزينة والعليقات والجبالية والحويطات بمرشحيها خلال هذه الانتخابات التي تشهد منافسة كبيرة للمرة الأولى في تاريخها حيث أنها كانت معروفة بأنها دائرة محسومة للحزب الوطني المنحل خلال جميع الدوارات البرلمانية الماضية. يتنافس 40 مرشحا فرديا من أبناء البدو والحضر علي مقعدين فقط فيما تتنافس 9 قوائم حزبية هي الحرية والعدالة والوفد الجديد والإصلاح والتنمية والعربي للعدل والمساواة والاتحاد العربي والحرية ومصر الحديثة والوسط والمصريين الأحرار على اربعة مقاعد. حزب النور السلفي فضل خوض الانتخابات بالمحافظة بمرشح واحد فقط على المقعد الفردي فئات هو محمد فراج الذي ينتمي إلى قبيلة بني واصل المتمركزة في طور سيناء. ويعتمد النور على دعم حزب الحرية والعدالة لمرشحه في الفوز بهذا المقعد خاصة انه لا ينافس على المقعد الفردي.