دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى المجتمع الدولي إلى تقديم دعم حاسم بهدف تعزيز التنمية وإعادة البناء في إقليم دارفور. وقال الأمين العام في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المانحين الدولي لدارفور المنعقد في العاصمة القطرية، الدوحة، في الفترة 7 8 ابريل 2013، إن هذا المؤتمر في حد ذاته بداية فصل جديد من مسيرة دارفور، ويعطى أملا جديدا لسكان الإقليم الذين عانوا سنوات عجاف من الجوع والخوف، ونجاحه يشكل تحدياً حقيقياً لإرادة المجتمع الدولي في قدرته على تثبيت أركان السلام في دارفور. وأضاف إحسان أوغلى أن انعقاد هذا المؤتمر لا يعنى أن السلام والأمن قد استتبا تماما في كل ربوع دارفور، فمازال ينتظر الحكومة السودانية، والسلطة الإقليمية مجهود كبير من أجل بسط الأمن ومد جسور التواصل والحوار مع ما تبقى من حركات مازالت للأسف تراهن على خيار السلاح والحرب. ووجه الأمين العام النداء للحركات المسلحة التي لم توقع بعد، أن تستمع إلى صوت الحكمة والعقل بالانضمام إلى اتفاقية سلام الدوحة، بما يحقق خير أهل دارفور. وأشار الأمين العام إلى أن الطريق أصبحت سالكة لهذه الشراكة البناءة الآن، و"قد لمست في زيارتي الأخيرة إلى دارفور رغبة عارمة للسلام ونبذ الحرب، وأن أغلب السكان في القرى والبوادي والمخيمات، يتطلعون إلى سلام دائم يعم دار فور". وقال إحسان أوغلى إن منظمة التعاون الإسلامي دعمت طوال السنوات العشر الماضية كل المساعي الدولية والإقليمية من أجل السلام والأمن والاستقرار في دارفور منذ محادثات أبوجا وحتى سلام الدوحة الأخير، وعبّرت المنظمة عن ذلك بشكل قوى في زيارات وفودها المتكررة للسودان، ولقاءاتها مع كل الأطراف، كما أصدرت عدة قرارات على مستوى القمة ووزراء الخارجية لدعم سلام دارفور . وأكد الأمين العام أنه مباشرة بعد توقيع وثيقة سلام الدوحة، بادرت المنظمة لعقد أول مؤتمر للمانحين لتمويل المشروعات الإنسانية العاجلة لفائدة مجتمع دارفور، وأسفر مؤتمر القاهرة الذي نظم برعاية مصرية وتركية مشتركة عن تعهدات بلغت ثمانمائة وخمسين مليون دولار أستوفي منها حتى الآن ما نسبته ثمان وسبعين في المئة من التعهدات. وأوضح أن المنظمة تعكف حاليا على استكمال إنشاء بنك تنمية دارفور، والذي كان أحد توصيات مؤتمر المانحين في القاهرة، و"قد تمكنا، وبدعم كبير ومتواصل من دولة قطر، من إنجاز كل الترتيبات الإدارية والفنية لإنشاء البنك، ونتطلع إلى أن يتوفق اجتماع لجنة المتابعة الذى سيعقد عقب هذا المؤتمر مباشرة إلى إنهاء إجراءات افتتاح مكتب المتابعة في الخرطوم، وتحديد موعد لاجتماع المساهمين، والإعلان رسميا عن افتتاح البنك". وجدد الأمين العام الشكر لدولة قطر على تبرعها بمبلغ مائتى مليون دولار لرأسمال البنك، ودعا كل المانحين المجتمعين إلى المساهمة في رأسمال بنك تنمية دارفور، بما يجعل منه الآلية الفاعلة في قيادة مسيرة الإعمار والتنمية المادية والبشرية في كل ولايات دارفور.