ن يأكل لحوما واكلات ثقيلة ويلحقها بفنجان قهوة او بقطعة حلوى، اي ما لذ وطاب، قد يندم على ذلك في الليل كونه يسبب في أغلب الأحيان حرقة في المعدة. فالآلام التي تحدث والشعور بالثقل في المعدة يكون سببهما الاصابة بارتداد الطعام. فبعد وجبة دسمة متأخرة جدا يتوجه المرء الى السرير عادة، ولأن الأكل يكون ثقيلا ولم يهضم بعد فان المعدة تدفعه باتجاه الفم، ويحدث ذلك عادة بعد ساعاتين او ثلاثة من تناول الوجبة الدسمة. وحيال هذه الحالة تنصح خبيرة التغذية الالمانية فرانكا مانغوميلي من مدينة غيسين عدم النوم على الظهر او بشكل مسطح عند الدخول الى السرير، بل رفع الراس بالاستعانة بوسادة إضافية لأن ذلك يمكن ان يعيق العصارات الهضمية في الصعود الى الفم. لكن اذا ما حدثت الحموضة في المعدة فان ما يساعد على التخلص منها هو تناول حبة من اللوز او قطعة خبز أبيض أو لبن من دون سكر. إلا ان الخبيرة تقول ان الأفضل من كل ذلك هو التغلب على مسببات الحموضة وعسر الهضم،وتكون عادة مختلفة من شخص الى آخر. اذ يجب تحديد أي نوع من المأكولات تتفاعل بشكل سلبي مع المعدة وتسبب الحموضة. فهناك بعض الأنواع تكون انعكاساتها حادة وسيئة جدا لذا يجب تفادي، خاصة في الوجبات المتأخرة منها، اللحوم المدهنة والبقوليات مثل الحمص والفاصوليا والحبوب والشوكولاته والنبيذ الأحمر والقهوة والمرطبات الغازية والمشاوي التي تحتوي على الفلفل الحر الحاد والمأكولات كثيرة التوابل خاصة النقانق والبطاطا المقليلة (بوم فريت) والحلوى المحتوية على الكريما مثل الكاتو والحلويات العربية لما تحتويه على السمن. ويصاحب الاصابة بالحرقة الشعور بالثقل في المعدة، لذا فان الاكل بشكل حكيم يساعد على عدم الاصابة بالحالتين، يضاف الى ذلك المضغ الجيد. وهنا تقول خبيرة التغذية مانغوميلي ان المضغ الجيد هو نصف الهضم. لكن الوسيلة المثالية هي تناول آخر وجبة قبل موعد النوم بثلاث ساعات على الأقل، فهذا يعني ان عملية الهضم او الجزء الاهم فيها قد تم. وعند تلقي دعوة لتناول الطعام في ساعة متأخرة في المطعم، فيجب هنا التركيز على الاكلات الخفيفة مثل السمك بالخضار او لحم الدجاج ويفضل صدر الدجاج لانه خالي من الدهون وتنصح بالتنازل عن المواد المحتوية على السكر والكربوهيدرات بل الاكل الخفيف مع الخبز الطازج. وبرأي الخبيرة ان الجانب الايجابي من ذلك ايضا الحفاظ على الوزن في نفس الوقت حماية المعدة من الحموضة، ولقد أظهر بحث لمعهد البحوث الغذائية في هايدلبرغ أجري على عشرة آلاف إمرأة ان زيادة الوزن تساهم في حدوث ارتداد الأكل، والامتناع عن الأكل ليلا يفقد بعض الوزن ويدخل الفرحة في قلب من يريد تخفيف وزنه.