أكد خبراء التشييد والبناء أن ضعف موارد وزارة الاسكان فى الفترة الحالية وإنخفاض قدرتها على تنفيذ المشروعات المنوطة بها وفى مقدمتها مشروع المليون وحدة سيدفعها الى اللجوء لعدد من الآليات والبدائل الأخرى بدلاً من الاستسلام للتوقف ، حيث يعد البناء غير التقليدى هو أحد الوسائل التى تمكن الاسكان من استكمال مراحل المشروع فى ظل ارتفاع أسعار مواد البناء وامتناع شركات المقاولات عن التنفيذ نتيجة تعرضها لمخاطر فروق الاسعار ، كما ألمحوا الى أن نجاح تجربة البناء الغير تقليدى ستدفع بإمكانية تعميم النظام فى بناء العديد من المشروعات . ومن جانبه قال المهندس ممدوح حمزة الخبير الاستشارى أن لجوء وزارة الاسكان للعمل باستخدام مواد البناء التقليدية هى إحدى الحلول التى تلجأ لها الوزارة للتغلب على أزمة ارتفاع أسعار مواد البناء والتى نتج عنها توقف العديد من المشروعات التى طرحتها الدولة بالإضافة الى مشروعات القطاع الخاص ويرجع ذلك الى ضعف القدرة المالية لشركات المقاولات فى تحمل فروق الاسعار الناتجة عن ارتفاع اسعار الخامات الاساسية للبناء وعلى رأسها الحديد والأسمنت . وأضاف أن العديد من شركات المقاولات تستطيع الحصول على دعم الدولة فيما يتعلق بالحصول على خامتى الحديد والأسمنت الا ان ارتفاع أسعارهما ساهم فى ارتفاع أسعار كافة الخامات الأخرى وفى مقدمتها الرمل والطوب والبيومتين وغيرها الأمر الذى سيدفع بالعديد الى اللجوء الى بدائل أخرى بدلاً من الاستسلام للتوقف التام عن العمل ولذلك يلجأ القطاع الخاص والحكومى الى استخدام طرق البناء غير التقليدية والتى لا تعتمد بالأساس على خامتى الحديد والأسمنت الا أنها تشترط وجود مواصفات محددة فى عملية التصميم والتنفيذ وهو ما تواجهه الجهات المنفذة للمشروعات السكنية . ولفت المهندس صلاح خطاب الخبير الاستشارى الى أن مشروع المليون وحدة هو أحد أهم وأكبر أولويات وزارة الاسكان فى الفترة الحالية والتى تحاول الوزارة الاسراع بتنفيذه نظراً لما يترتب عليه من حل للعديد من المشكلات وعلى رأسها توفير المسكن الملائم للشباب حيث يساهم المشروع فى حل أزمة الاسكان التى يعانى منها الكثير من سكان المحافظات المختلفة كما لفت الى أن لجوء الاسكان لفكرة البناء الغير تقليدى هى إحدى السيناريوهات التى تلجأ لها الدولة لإنقاذ المشروع من التوقف . ولفت الى أن البناء غير التقليدى غالباً ما يستخدمه العديد من المطورين العقاريين الذين يلجأون الى استخدام الأساليب الحديثة فى منظومة التشييد والبناء وذلك نظراً لحاجة العديد من المطورين الى إنجاز مشروعاتهم فى فترة زمنية قصيرة بالإضافة الى أنه يعد أحد الأساليب الحديثة التى تساهم فى خفض معدلات تلوث البيئة التى تنتج عن مخلفات عمليات التشييد . وأشار الى أن خفض وزارة الاسكان لعدد الوحدات المقرر بنائها بمشروع المليون وحدة وفق نظام البناء غير التقليدى من 20 ألف وحدة سكنية الى ألف وحدة سكنية فقط يشير الى رغبة الوزارة فى تقديم نموذج بناء مختلف داخل مشروع المليون وحدة ، ودراسة كافة المميزات الخاصة به وكذلك العيوب وذلك حتى يمكن تعميم التجربة فيما بعد ، حيث يتطلب العمل وفق أنظمة البناء غير التقليدية بعض الشروط فى عمليات تنفيذ المشروع وهو ما تدرسه الوزارة للوصول الى نموذج مثالى فى البناء ربما يكون نواة الانطلاق فى تنفيذ أكثر من 20 ألف وحدة وفق هذا الظام . وأكد المهندس محمد مجدى الدين رئيس شركة التعمير للتمويل العقارى على إيجابية استخدام أنطمة البناء غير التقليدية ضمن مشروع المليون وحدة وذلك نظرا لقدرتها على توفير العديد من التكاليف التى تتطلبها طرق البناء التقليدية ، مضيفاً أن إنخفاض القدرة المادية لوزارة الاسكان وضعف مواردها وذلك فى ضوء عجز الموازنة الحالى وتدهور العملية الاقتصادية بالدولة يعطى مؤشراَ حول تراجع قدرة الدولة فى تنفيذ المشروع على الرغم من ضرورة توفير ما يقرب من 500 ألف وحدة سكنية سنوياً لمواجهة أزمة الاسكان . ومن جانبه توقع نجاح تجربة البناء بالمواد الغير تقليدية والتى يمكن تعميمها داخل العديد من المشروعات المطروحة بالدولة .