كشفت دراسة أعدها الدكتور خالد عبد العظيم عباس مدير المعهد القومى للنقل والخبير الدولى فى تخطيط النقل وهندسة المرور عن تفاقم المشاكل المرورية فى مدن مصر المزدحمة والتى تتضمن الاختناقات المرورية والحوادث وتدهور مستوى الخدمة والملوثات البيئية وصعوبات حركة المشاة وكبار السن وذوى الاعاقة وتأخير حركة سيارات خدمات الطوارئ مثل سيارات الأسعاف والمطافئ والشرطة. واوضحت الدراسة أن الحلول الجذرية للمشاكل تشمل وقف نزيف استخدامات الأراضى بالمدن والتوجه لتجميد إقامة مشروعات مبانى جديدة على الاراضى غير المشغولة وتحويلها الى حدائق ومتنزهات ودفع التعويضات المادية المناسبة لأصحابها او بالاستبدال بأراضى فى المدن الجديدة. واشارت الى أهمية نقل العديد من التجمعات الإدارية والتجارية والتعليمية والمبانى الحكومية الحالية إلى المدن الجديدة مع ضمان توافر وسائل نقل جماعى حضارية بمستوى خدمة مرتفع لضمان سهولة الوصول الى المواقع الجديدة لتلك التجمعات وايضا مع توفير اماكن مناسبة لانتظار السيارات. كما اكدت على أهمية التوسع في إنشاء وتطوير مجتمعات عمرانية متكاملة بعيده عن القاهرة بحيث لا تكون تابعة لها مع مراعاه منظومة التخطيط الحضري وإلزام المستثمرين بتقديم دراسات جدوى مرورية على ان يتم مراجعتها بواسطة جهات علمية محايدة كشرط لإجازة الترخيص بأقامة تجمعات سكنية، تجارية، ترفيهية أو إدارية جديدة. وأوضحت الدراسة أهمية تكوين إطار مؤسسي لصياغة الأهداف والسياسات والاستراتيجيات والتخطيط والحوكمة لمنظومة النقل الحضرى لتقديم خدمات على أعلى مستوى مع الحد من المشاكل المرورية ، بالاضافة الى إستحداث جهاز يعرف بجهاز تنظيم النقل الحضرى بالقاهرة الكبرى والمتوقع لتحديث المخطط الشامل للنقل بصورة منهجية ومتكاملة. وتطرق الدكتور خالد الى أهمية تدعيم وتطوير المراكز البحثية في مجالات تخطيط واقتصاديات النقل وهندسة الطرق والمرور مع تدريب الكوادر الفنية اللازمة للتعامل مع المشاكل المرورية ، بجانب إستخدام نظام برمجيات تخطيط النقل لمحاكاة التغيرات في حجم رحلات الافراد والبضائع ومدى استيعاب شبكات وخدمات النقل لهذه الرحلات وأثر السياسات والإجراءات المرورية على التدفقات المرورية. وأكد الدكتور خالد فى دراسته الى أهمية توفير وتحديث خدمات النقل الجماعى والأهتمام بمعايير مستوى الخدمة في كافة وسائل النقل العامة وإتاحة تقديم مستويات خدمة متميزة من شأنها أن تجتذب وتحفز وتشجع مالكي السيارات الخاصة لترك سيارتهم واستخدام وسائل النقل الجماعي كمترو الأنفاق .