قال فايز جبريل السياسى وعضو جبهة الانقاذ الوطنى الليبية والمرشح لتولية منصب السفير الليبى فى مصر ، ان الكتاب الاخضر للقذافى كان هو الكتاب الوحيد والذى قضى على امكانية التفكير داخل ليبيا ليحرم الشعب الليبى من التطوير والتقدم ، ولكن برغم كل ذلك لم تظل ليبيا صحراء وتحتاج الى بعض الوقت لكى تصل الى ما تصبو اليه . واضاف فى حواره لبرنامج الشعب يريد المذاع على قناة التحرير ، إنه رغم التحفظات على اعضاء المجلس الوطنى الا ان الجميع كان يريد انجاح الثورة ، مضيفا ان اخر انتخابات شهدتها ليبيا كانت منذ 1969 منذ العصر الملكى وكان النظام السابق يعتبر الحزبية خيانة ، كانت تعقد الكثير من المؤتمرات لمناقشة كتاب القائد وفكر القائد الذى كان يظن صاحبه ان الانسانية بأجمعها تنتظر كتابه لكى تنقذ من الضلال . واكد ان الفترة التى حكم فيها القذافى ليبيا اخرجها عن تاريخ الانسانية عندما حول الفناء الدراسى ساحة لاعدام للمدرس بعد انتماءه لاحد الاحزاب السياسية ، ورمى المثقفون فى السجون واتهام اصحاب الدين بالمتذندقين . اضاف ان الحديث عن الوحدة الوطنية بعد حكم طويل من عهد فساد القذافى امر صعب لانه حاول ان يحرض الشعب على الانقسام لكى يبقى هو فوقهم جميعا ، وهناك ارشيف ضخم شاهد على فساد القذافى ، مشيرا ان قضية الفكر فى مجتمع كان يحكمه الرأى الواحد ستجد صعوبة كبيرة النجاح . وعن التيارات السياسية بليبيا ، اكد انه لاتوجد حتى الان سيطرة ليتيار سياسى بعينه وان السباق مازال مفتوحا بين كافة التيارات السياسية ، وقال اقصاء القوى العربية الاسلامية منذ فترات بعيدة هى التى ادت الى ذهاب الشعوب الى تبنى الافكار الاسلامية بعد ثورات الربيع العربى ، بينما فى الحالة الليبة اكد انهم لم يكونو يعانون من قضية الهوية الليبية بداية من مشروع السنوسية الذى كان يبحث عن الهوية الدينية الاسلامية لليبيا والتى قضى عليها القذافى ، مشيرا ان القذافى هو الذى ضرب حركة التناغم بين كافة الاصول العربية بليبيا . ووصف العلاقات المصرية الليبيية الحالية بانها مبنية فى الاساس على النواية الطيبة ومصر تعتبر الحليف العربى الاول مع ليبيا ، مؤكدا ان ادارة ليبيا ستكون من ابناءها متوجهة نحو تدعيم القومية العربية ، وعن العلاقات المتوترة بين مصر وليبيا فى عصر القذائفى اكد ان السبب الرئيسى وراءها هو القذافى وخاصة مقولته الشهيرة التى قال فيها ان ليبيا زعيم بلا شعب ومصر شعب بلا زعيم . أكد ان العلاقات بين مصر وليبيا لا تنحصر فى العمالة فقط كما انه يجب الحرص على حفظ حقوق العمالة المصرية بليبيا ، كما ان المعرقل الاول للمشرعات العملاقة المشتركة بين البلدين كان سببها القذافى ايضا تتحول ليبيا فى عصره منطقة عازلة بين المشرق العربى والمغرب العربى ، وعودة الامور الى طبيعتها والى الافضل لا يحتاج سوى اجراءات وقرارات سياسية بسيطة . ويرى ان حجم الاخبار فى الصحافة المصرية عن ليبيا قليل جدا ويجب ان تهتم مصر بالشأن الليبى اكثر من ذلك ، كما ان كمية ما ينقل من اخبار عن ليبيا ضئيل جدا ، ويجب ان يتم تطوير العلاقات المصرية الليبية خاصة بعد ثورات الربيع العربى . وعن الملف الامنى ، أكد ان قيمة التسليح فى ليبيا وصلت الى 50 مليار دولار تنتشر بين ايدى كافة الليبيين ، وقال انه يجب ان تبحث الاجهزة الامنية عن سبب انتشار تلك الاسلحة والتسائل لماذا الطلب على السلاح ومصر كانت لها النصيب الاكبر من تلك السلاح والى اين ستتجه مصر بعد استقبال كل تلك الاسلحة ، مؤكدا ان الترسانة الليبية كانت تحتوى على اسلحة متطورة كثيرة لن يستخدمها الجيش الليبى نتيجة هوس القذافى . وعن الاستثمارات الليبية بمصر ، قال ان الاستثمارات الليبية فى مصر فى التفرة السابقة كانت موجهة من القذافى للسيطرة على امور معينة ولافساد مواقع بعينها لان القذافى لم يكن يهتم بالاستثمار ، لذلك يجب ان ينظر الاستثمار بجدية لخدمة البلدين بمشروعات حيوية رئيسية مثل ربط العالمين بتبرق بالاضافة الى المشروعات السياحية المشتركة . واشار انه بعد 18 شهر وبعد وضع الدستور ورسم اساسيات الدولة ، سيأتى التخطيط الاقتصادى وبحث المستقبل الليبى مع التركيز على إعادة الامن فى الفترة الراهنة . وعن القيادات السياسية الهاربة من ليبيا الى مصر ، اكد انه لا يمكن لمصر ان تتحول الى ملاذ لمجموعة من القتلة والمجرمين المطلوبين من المدعى العام الليبى منهم أحمد قذاف الدم وغيره ، وقامت ليبيا فى اتخاذ الاجراءات القانونية تجاه تسلم الهاربين من ليبيا . وفيما يخص اموال القذافى فى الخارج قال انها مثل الاموال المنهوبة ويهرول الشعب الليبى لاستردادها وتصل الى 200 بليون بالخارج . واختتم حواره بقوله ان سقوط القذافى لم يكن مصلحة لدول بعينها وانما جاء مصلحة لانسانية جمعاء .