كتب – ايمن صالح واحمد سلامة: هل تعيد الزيارات الإنسانية ما تفسده التوترات الرياضية؟ سؤال طرح نفسه بقوة داخل الشارعين المصري والجزائري عقب إعلان زيارة الرئيس مبارك العاجلة للجزائر لتقديم مراسم العزاء الواجب للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في وفاة شقيق سيادته. الشارع المصري رحب بجميع شرائحه بالزيارة ووصفها بالإنسانية التي تغلفها السياسة،في المقابل اعتبرت وسائل الإعلام الجزائرية زيارة الرئيس مبارك لهم بالسر العسكري حيث قالت الشروق الجزائرية إنها علمت من مصادر مطلعة رغم إعلان خبر الزيارة عبر وكالات الأنباء المختلفة. المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب ورئيس مجلس الأعمال المصري الجزائري أكد أن الموقف المصري من نظيرة الجزائرى دائما ما يعكس اصالة مصر الوطن ومبارك الرئيس،مشيرا الى ان قرار الرئيس مبارك بزيارة الجزائر لتعزية الرئيس بوتفليقة فى وفاة شقيق سيادتة هو قرار لا يحمل فى طياته سوى اداء الواجب الامر الذى يؤكد شفافية الموقف المصري دون النظر إلى اى معايير أخرى. أضاف رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب إن وضاع الشركات داخل الجزائر ألان أصبح مستقرا ولا تشوبه أية مشكلات منذ الأزمة التي خلفتها المهاترات الجماهيرية بسبب مباراة كرة القدم الشهيرة،لافتا إلى إن زيارة مبارك اليوم هي زيارة إنسانية بالدرجة الأولى لذلك لابد من عدم خلط الأوراق ببعضها. في السياق ذاته يؤكد المهندس علاء أبو الخير العضو المنتدب لمجموعة عز الدخيلة ثالث اكبر استثمار مصري بالجزائر إن زيارة الرئيس مبارك اليوم وان كانت إنسانية بالدرجة الأولى فان لها ثقلها السياسي الذي لا يستطيع أن ينكره وبالتالي سيكون لها تأثير مباشر على المستثمرين المصريين داخل الجزائر وكذلك الشركاء الجزائريين،نافيا أن تكون أزمة كرة القدم الأخيرة ممتدة لليوم وإنما ما يحدث مع الاستثمار الاجنبى بالجزائر بشكل عام هو نتيجة مرحلية لحالة الانفتاح الاقتصادي الجزائري وهى مرحلة حرجة مرت بها جميع الاقتصاديات الناشئة ومنها مصر في منتصف السبعينات. من جانبه أكد السفير عبد الرءوف الريدى الرئيس الشرفي للمجلس المصري للشئون الخارجية أن زيارة الرئيس مبارك اليوم وان كانت إنسانية إنما تغلفها الملفات السياسية في ن المقام الأول وهى واحدة من سلسلة زيارات يقوم بها الرئيس مبارك في مختلف المجالات والاتجاهات للحفاظ على علاقة الشقيقين مصر والجزائر اللذان دائما ما حاربا جنبا إلى جنب من اجل القيم والمبادئ العربية المشتركة،مشيرا إلى أن زيارة الرئيس مبارك اليوم سيكون لها مردود سريع من الجانب الجزائري بلاشك تتضح ملامحه خلال المرحلة المقبلة. أضاف الريدى أن ما حدث على هامش مباراة كرة القدم الأخيرة هو فاتورة لممارسات بعض المزايدين على الوطنية من الجانبين المصري والجزائري دفع ثمنه قلة لا ناقة لها ولا جمل في معارك الملاعب وهم عمال ومهندسين وأطباء يعملون بالجزائر. وكان الرئيس مبارك قد غادر القاهرة صباح اليوم الأحد، متوجها إلى الجزائر لتقديم واجب العزاء ، للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه الدكتور مصطفى بوتفليقة. ويرافق سيادته وفد يضم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية.