ننشر أسماء مصابي حريق جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    محافظ البحيرة تعتمد تنسيق القبول للمرحلة الثالثة والأخيرة بالصف الأول الثانوي بحد أدنى 215 درجة ولفصول الخدمات 170 درجة    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه بداية تعاملات اليوم 25 أغسطس 2025    ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 25 أغسطس 2025    وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا    2228 منفذًا ومعرضًا لخدمة المواطنين ضمن مبادرة "كلنا واحد"    بينهم 5 من عائلة واحدة| شهداء في قصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة    أيمن الرقب: الإجرام الإسرائيلىي متواصل ضد الفلسطينيين يقابله عجز دولي    إعلام فلسطيني: الاحتلال يستهدف منزلا بغارة جوية في منطقة الغباري شمال غزة    الرئيس الكوري الجنوبي: من الصعب الموافقة على طلب واشنطن بشأن المرونة الاستراتيجية للقوات الأمريكية في كوريا    شباب الطائرة يتأهل للدور الثاني بعد الفوز على تركيا في بطولة العالم    الليلة .. ليفربول ضيفاً ثقيلاً على نيوكاسل وصلاح على موعد مع رقم تاريخي جديد    بالأسماء | إصابة 17 شخصا في حريق المستشفى الجامعي بالإسماعيلية    "خرجوا بناء على طلبهم".. مصدر بمستشفى الشيخ زايد يكشف حالة وزير الكهرباء وأفراد الحراسة    ننشر أسماء مصابي حريق مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    تشييع جثمان شاب توفى على يد نسيبه داخل مغسلة سيارات بكفر الشيخ    حسام حبيب يرد على شائعة القبض عليه    فيلم «الرجل المتروك» يقتحم قائمة الأفضل عالميًا بعد 24 ساعة    الرقابة الصحية تستعد لإطلاق معايير المنشآت الصحية الصديقة للأم والطفل    إسرائيل تشن غارات جوية علي صنعاء والحوثيون: الدفاعات الجوية تصدت لأغلب الطائرات    سفارة مصر بلبنان تفتح أبوابها للتصويت بجولة الإعادة فى انتخابات الشيوخ    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: انخفاض «مفاجئ» ونشاط للرياح    عامل ينهي حياة ابنه لإدمانه المخدرات فى بولاق الدكرور    ب 4.650 مليون جنيه، BMW تطلق أسعار ومواصفات سيارتها M Sport    بالأسماء.. قرار جمهوري بتعيين 397 رئيسا للنيابة الإدارية    زاد العزة من مصر إلى غزة.. قافلة المساعدات الإنسانية ال22 تدخل للفلسطينيين    «المحطات النووية» تعلن حاجتها لوظائف جديدة.. اعرف الشروط وموعد التقديم    بكم الأرز النهارده.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025    زملاء وطلاب عمرو سامي ينعون المخرج المسرحي بكلمات مؤثرة    حظك اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025.. توقعات الأبراج    فوز شباب الطائرة أمام تركيا فى بطولة العالم تحت 21 عاما    الوداد ليلا كورة: المترجي وقع على عقود انضمامه إلى الفريق لمدة موسمين    شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي متواصل على جنوبي قطاع غزة    في شهر عيد مولد الرسول.. تعرف على أفضل الأدعية    وفاة المخرج عمرو سامي    رسميا تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. الكليات والمعاهد المتاحة أدبي والحد الأدنى المتوقع «قائمة كاملة»    حبس المتهمين ببيع المواد المخدرة في المطرية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 25 أغسطس    عقاقير السمنة.. دور فعال في الوقاية من السرطان    محمود سعد عن أنغام: لم تُجري 3 عمليات جراحية وتحسنت حالتها الصحية    محاكمة 11 متهمًا في قضية خلية داعش الهرم الثانية اليوم    وليد خليل: غزل المحلة يسير بخطى ثابتة ونثق في قدرات لاعبينا أمام الأهلي    إثيوبيا تفتح بوابات سد النهضة.. و"شراقي": البحيرة امتلأت والتخزين فى بحيرة ناصر مُطمئن- صور    بثنائية فلاهوفيتش وديفيد.. يوفنتوس يبدأ الموسم بثنائية ضد بارما    وزير الرياضة يكشف كيفية تطبيق قانون الرياضة الجديد وموقف الوزارة من أزمة أرض الزمالك    «مستشهدًا ب الخطيب».. نجم الإسماعيلي السابق يطالب بحل مجلس نصر أبو الحسن    الاَن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2025 من 50% (رابط التسجيل والكليات والمعاهد المتاحة لطلاب الثانوية العامة)    الريحان والنعناع.. طرق طبيعية للتخلص من الناموس ولدغاته المزعجة    يفسد المظهر ويؤثر على تدفق المياه.. 3 مكونات لتنظيف الحنفيات من الجير والرواسب    الأمم المتحدة تطالب بعمل دولي عاجل لمنع المزيد من الوفيات في غزة    محافظ بني سويف يستقبل السكرتير المساعد الجديد ويؤكد: المرحلة القادمة تتطلب تكثيف العمل الميداني    وكيل الصحة ببني سويف يتفقد وحدة الإسكان الاجتماعي الصحية بمنطقة ال 77 فدانًا شرق النيل    حدث بالفن | وفاة ممثل والتطورات الصحية ل أنغام وأزمة شيرين وياسر قنطوش    حفل هيفاء وهبي في بيروت.. نجاح جماهيري وإبهار استثنائي    هل يحرم استخدام ملابس المتوفى أو الاحتفاظ بها للذكرى؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    وكيل وزارة الأوقاف: المولد النبوي فرصة للاقتداء بأخلاق وتعاليم النبي    هل يجوز نقل الموتى من مدفن لاخر؟.. أمين الفتوى يجيب    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فصل فى همنا الكاذب
نشر في أموال الغد يوم 11 - 09 - 2012

تروج فى مصر هذه الأيام مجموعة من الأساطير والشائعات التى استدعت إلى فضائها ما يمكن أن نسميه بالهم الكاذب، الذى بات يخيف بعضنا من أشباح وعفاريت لا وجود لها.
(1)
بعض تلك الأساطير وثيق الصلة بمستقبل الدولة وهويتها. فى ظل الصعود الراهن للتيارات الإسلامية بعد الثورة. ذلك أننا مازلنا نقرأ تعليقات وتحليلات تتحدث عن إقامة الخلافة الإسلامية والدولة الدينية فى مصر. وهى ذات التهمة التى ما برحت تلاحق حتى الآن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان من قبل معارضيه السياسيين، خصوصا حزب الشعب الجمهورى الذى أسسه كمال أتاتورك فى عشرينيات القرن الماضى، ولا يزال يعتبر نفسه الحارس الأول للجمهورية والعلمانية فى تركيا. ذلك أن قادة الحزب ومن لف لفهم من خصوم أردوغان ومنافسيه اعتبروا أن خلفية أردوغان الإسلامية هى نقطة الضعف الأساسية فى سجله. ورغم أن الرجل انفصل عن حزب الرفاه الذى نشأ فى رحابه ثم طور أفكاره التى انطلق منها، ليؤسس مع الرئيس الحالى عبدالله جول «فى عام 2002» حزب العدالة والتنمية بحسبانه حزبا ليبراليا محافظا، إلا أن خصومه ومنافسيه لا يزالون يتهمونه بأنه يخفى بين جنبيه مشروعا خفيا لإقامة الخلافة وتأسيس الدولة الدينية. وكانت تلك هى «التهمة» التى حاولوا إلصاقها به فى الانتخابات التشريعية الأخيرة «يونيو 2011»، إلا أن الجماهير صوتت لصالحه لأنهم رأوا إنجازاته على الأرض، ولم يكترثوا بما يدعيه الآخرون عن أجندته الخفية.
أدرى أن بعض المتدينين مهوسون بمسألة الخلافة التى تشكل ركنا أساسيا فى مشروع حزب التحرير الإسلامى الذى نشأ فى الأردن «عام 1953»، لكن أعضاءه لا يكادون يتجاوز عددهم أصابع اليدين فى مصر على الأقل. أما مسألة الدولة الدينية فإن أحدا لا يستطيع أن يأخذها على محمل الجد فى هذا الزمان. لأن أحدا لم يعد يقبل فكرة القيادة التى تستند إلى الوحى أو الغيب فى إدارة الدول. مع ذلك فإن النموذج القريب من تلك الفكرة المطبق فى إيران (انطلاقات فكرة ولاية الفقيه) لا يستطيع أن يدعى ذلك، لأن المعارضة موجودة والولى الفقيه لم يدع عصمة ولا هو منزه عن النقد. ذلك إلى جانب أن الفكرة فى خصوصية المذهب الشيعى الجعفرى، بل إنها تعبر عن إحدى مدارس المذهب، وليس لدى مراجع الشيعة إجماع عليها فى داخل إيران وخارجها. من ثم فغاية ما يمكن أن يُقال بحق المسألتين «الخلافة والدولة الدينية» إنهما من قبيل الأحلام التى ترواد قلة استثنائية من الناس، إلى جانب أنه يتعذر تنزيلها على الأرض، هذا إذا أحسنا الظن، أما إذا فتحنا باب إساءة الظن فسنقول إن التلويح بهما هو من قبيل الفرقعات والقنابل الصوتية التى يراد لها أن تحدث الضجيج والفزع لا أكثر.
(2)
ثمة فرقعة أخرى أطلقت فى الأسبوع الماضى محذرة من غزو قطرى لمصر أطلقت عليه وصف «القطرنة» أسوة بالأمركة والفرنسة والأوروبة. وتستند المقولة إلى ما اعتبرته اختراقا لقناة الجزيرة للوجدان المصرى واختراقا اقتصاديا تمثل فى إقدام قطر على الدخول بقوة فى السوق المصرية. عن طريق شراء أحد البنوك وتأسيس بعض المشروعات الكبرى. إضافة إلى وديعة المليارى دولار التى قيل إن قطر قررت وضعها فى البنوك المصرية، ثم الإعلان عن استثمارات بقيمة 18 مليار دولار لتمويل مشروعات ستنفذ فى مصر خلال السنوات الخمس القادمة.
تدهشنا المقولة من جوانب عدة. إذ من الناحية النظرية لا أعرف كيف لعاقل أن يستوعب فرضية قيام دولة مثل قطر لا يزيد تعداد مواطنيها على 600 ألف نسمة باستيعاب و«قطرنة» مصر التى يزيد سكانها على 90 مليون نسمة. الأمر الذى يوحى لنا بأن ثمة نحلة مفترسة ومفترية قررت أن تصرع فيلا وتبتلعه. والقائلون بذلك لا يدركون أن حجم الاقتصاد المصرى أكبر بكثير من تستوعب قطر، علما بأن حجم الدين الخارجى والداخلى لمصر بحدود 200 مليار دولار، ومن يريد قطرنة مصر عليه أن يتحمل ذلك العبء ابتداء، ولا أظن أن قطر مستعدة لذلك.
من ناحية ثانية، فإن ما يتردد عن دعم مالى خليجى لمصر خصوصا من قطر فيه من الضجيج والمبالغة الإعلامية أكثر مما فيه من الحقائق الماثلة على الأرض. فالمليارا دولار اللذان أعلن عنهما أخيرا تسلمت مصر منهما نصف مليار فقط سيولة نقدية، أما المبلغ المتبقى فيفترض أن يقدم كوديعة تجدد كل ثلاثة أشهر. وتلك مدة تخرج المبلغ من الاحتياط المصرى، لأنه يشترط لذلك أن تستمر الوديعة لسنة واحدة على الأقل، وهى لا تحتسب حتى إذا نقصت عن السنة بيوم واحد. أما مبلغ ال18 مليارا التى تستثمر خلال السنوات الخمس المقبلة، فهو أمر مرحب به لا شك، لكن المبلغ لايزال من قبيل السمك فى الماء كما يقال، بمعنى أن حقائقه بشروطه ومجالاته لم تتضح بعد.
الجانب الذى لا يراه الذين يروجون لفكرة القطرنة أن الدول النفطية الخليجية تحققت لها فى السنوات الأخيرة فوائض مالية هائلة تجاوزت بكثير توقعاتها. ولأن حجمها أكبر من أن يستوعبه الاقتصاد المحلى، فإنها تصبح أمام أحد خيارين، إما أن تودع تلك الفوائض فى المصارف العالمية بفائدة نصف فى المائة، أو تودع لدى أى وعاء استثمارى آخر بضعف تلك الفائدة. بالتالى فنحن لسنا بإزاء قطرنة مصر، وإنما أمام حالة ترشيد لاستخدام الفوائض لجأت إليها قطر، وبوسعها أن تودع تلك الفوائض فى أى بلد آخر.
بالمناسبة فإن أسطورة الاختراق القطرى لمصر لها أصل، منذ كانت قناة الجزيرة ضمن المنابر التى علت فيها أصوات المعارضين للرئيس السابق، ولم تذهب فى ذلك إلى أبعد مما ذهبت إليه المعارضة المصرية فى الداخل. علما بأن أغلب المسئولين عن تلك الأنشطة فى داخل القناة كانوا من الإعلاميين المصريين. ولأنها اعتبرت آنذاك «مصر مبارك»، فإن الرئيس السابق وأبواقه اعتبروا أن معارضة الرئيس بمثابة مخاصمة لمصر. وشاع ذلك الانطباع لدى كثيرين حتى صدقوا أن النحلة قررت أن تتحدى الفيل وتقارعه.
جدير بالذكر أن ما يمكن أن يسمى نفوذا إعلاميا قطريا فى مصر، ليس أكثر وربما أقل من النفوذ السعودى أو الأمريكى، وفى ظل النظام السابق كان النفوذ الإسرائيلى حاضرا بقوة. لكن ما حدث أن قطر تحدثت بصوت عال سمعه الجميع، فى حين أن الآخرين كانوا أكثر حنكة وخبرة، ومارسوا نفوذهم واختراقاتهم دون أن يسمع لهم صوت.
(3)
التخوف من «العفريت» الإيرانى فرقعة من مواريث العهد السابق، وبمقتضاها أصبح بيننا من بات يعتبر أن إيران هى العدو الحقيقى وليس إسرائيل. وهو نجاح حققه أبالسة السياسة وعمموه على أكثر من قطر عربى خصوصا فى منطقة الخليج. وهناك أسطورتان فى هذا الصدد. واحدة تتحدث عن تهديد إيران لأمن مصر ومساندتها للإهاب، فيها والثانية تتحدث عن تشييع مصر أو نشر المذهب الجعفرى فيها.
الأسطورة الأولى تبنتها أجهزة الأمن وغذتها سياسة الولايات المتحدة منذ أعلنت حربها العبثية ضد الإرهاب، ومن ورائها إسرائيل التى لاتزال تعتبر إيران عدوا استراتيجيا لها. حقيقة الأمر فى هذا الجانب أنه ليست هناك مشاكل أمنية حقيقية بين مصر وإيران. لكن هناك بعض الأمور العالقة (قضية شارع الإسلامبولى مثلا) التى ما كان لها أن تؤدى إلى القطيعة بين البلدين لأكثر من ثلاثين عاما، علما بأن القطيعة بدأت قبل اغتيال السادات وفى عهده. ولست أعنى أنه لا توجد اختلافات بين البلدين، وأن هناك اتفاقا بينهما فى كل وجهات النظر. لكن أقر بأن لمصر حساباتها وتحفظاتها على بعض السياسات الإيرانية، لكن ذلك لا يمنع ولا ينبغى له أن يمنع تبادل المصالح بين البلدين فى أمور أخرى. ولست بحاجة لأن أذكر بأن دول الخليج الأكثر تخوفا من إيران وحساسية إزاءها تحتفظ بعلاقاتها شبه كاملة معها، على الصعيدين الدبلوماسى والاقتصادى. ولأن الأمر كذلك فإننى أزعم أن مخاصمة مصر لإيران تعد من توابع «اعتدالها» الذى ألحقها بالسياسة الأمريكية والإسرائيلية، إذ حين أصبح رئيس مصر كنزا استراتيجيا لإسرائيل فمن الطبيعى أن يصبح تلقائيا خصما لإيران. وهذا ما حدث.
أسطورة تشييع مصر يبالغ فيها بعض المتدينين ويهول منها أغلب السلفيين. ولست أخفى شعورا بالدهشة إزاء طرح ذلك الاحتمال فحصانة مصر المذهبية أقوى من تخترق بهذه السهولة، ووجود بضع مئات من الشيعة وسط 90 مليون مصرى لا يقدم ولا يؤخر. مع ذلك فالأمر يمكن التعامل معه برصانة وحكمة بحيث تغلق أبواب الفتنة التى تترتب على محاولة نشر المذهب الجعفرى بين أهل السنة، علما بأن تلك المحاولة يقوم بها بعض المراجع وليس الدولة الإيرانية بالضرورة، ومن هؤلاء المراجع من يعيشون خارج إيران ويمارسون دعوتهم من العراق أو لبنان.
(4)
لابد أن يثير انتباهنا فى هذا السياق أن الفلسطينيين لهم الحصة الأكبر من الأساطير التى تروج لما أسميته بالهم الكاذب. فثمة أسطورة تعتبر حركة حماس خصما لمصر وتهديدا لها. وأخرى تتحدث عن تطلع الغزاوين للتمدد فى سيناء وثالثة تتهم حماس بالهجوم على أقسام الشرطة وفتح بعض السجون إبان الثورة، والمشاركة فى قتل بعض المتظاهرين.
لقد فهمت أن تكون حماس خصما لإسرائيل وعلى خلاف أو عراك مع فتح أبومازن، لكن أى عاقل لا يستطيع أن يستوعب فكرة خصومتها لمصر، إلا إذا كانت مصر قد ناصبتها العداء فى عهد الرئيس السابق، واعتبرت ذلك جزءا من معركة النظام مع الإخوان. وفى هذه الحالة لا نكون بصدد خصومة لحماس مع مصر، ولكن بإزاء اشتباك مصرى مع حماس، جعلها تغض الطرف عن اجتياح الإسرائيليين لغزة وتشارك فى حصارها. وما سربته وثائق ويكيليكس فى هذا الصدد منسوبا إلى رئيس المخابرات السابق اللواء عمر سليمان يؤيد ذلك الادعاء.
مما هو مستغرب أيضا أن الادعاء بتطلع الغزاويين إلى التمدد فى سيناء يتجاهل تماما أن الطريق إلى ذلك ظل مفتوحا طوال 15 عاما تقريبا كانت إسرائيل خلالها محتلة لسيناء بالكامل، وكان بوسع الغزاويين أن يأخذوا راحتهم فى التمدد فى ربوعها، ولكنهم لم يفعلوها. ولكن أبالسة الدس بين الشعبين اختلقوا تلك الشائعة، وروجوا لها للإيحاء بأن الفلسطينيين يهددون أمن مصر القومى.
أسطورة فتح السجون المصرية وقتل المتظاهرين تحتاج إلى تدقيق وتحقيق. ومعلوماتى أن مجموعة من عناصر حزب الله هم الذين انتهزوا الاضطراب الحاصل فى مصر إبان الثورة، وقاموا بتخليص زملاء لهم لفقت لهم قضية فى عهد النظام السباق. وهو عمل غير مشروع لا ريب، لكن تعميم الادعاء واتهام الفلسطينيين وجماعة حزب الله بفتح بقية السجون وقتل المتظاهرين، أمر يتعذر الاقتناع به، حيث لا مصلحة لهم فى ذلك، وقد فهمت أن ذلك الادعاء ردده بعض قادة الشرطة والأجهزة الأمنية فى مصر لتبرئة ساحتهم من التواطؤ فى المسألتين.
إننى أخشى أن تصرفنا مناقشة الهموم الكاذبة عن همومنا الحقيقية، ولا أخفى شعورا بالحزن، والأسف حين أجد أن بعض إعلاميينا مشغولون بالهموم الأولى دون الثانية.
المصدر:جريدة الشروق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.