احتفل معمل مايكروسوفت للتكنولوجيا المتطورة ATLC باكتمال التعاون البحثى بين جامعات النيل وبورسعيد والاسكندرية لتنفيذ أكبر مشروع لترجمة محتوى متميز إلى اللغة العربية واتاحته على شبكة الإنترنت، وجاء الاحتفال بحضور مجموعة من الشركاء الأكاديميين وشركاء الصناعة، وبعد التعريف بالمشروع وكلمة المتبرعين قام ممثلوا التحالف بعرض النتائج التى قاموا بانجازها فى قطاعات المشروع المختلفة، وقام فرق معمل مايكروسوفت للتكنولوجيا المتطورة باستعراض نسخة تجريبية أولى من منصة الترجمة التعاونية CTP أمام جمهور الحاضرين، وهى منصة تضم مجموعة من الخدمات التى تسهل تجميع وإدارة المحتوى وتعمل وفق مجموعة من السيناريوهات المختلفة والتى تدعمها تقنية Windows Azure. وستعمل هذه المنصة على خدمة طلبات الترجمة العامة أو الخاصة فى المستقبل. جاءت فكرة مبادرة الترجمة التعاونية انطلاقا من النقص الواضح فى المحتوى المتميز المتاح عبر الإنترنت لعدد من اللغات ومنها اللغة العربية. وتهدف هذه المبادرة إلى تسهيل ترجمة المحتوى الرقمى (الويب أو الأرشيفات الأخرى) من خلال العمل المجتمعى التعاونى. وجاء تمويل هذه المبادرة من خلال إدارة العلاقات الخارجية لمراكز أبحاث مايكروسوفت، حيث قام معمل مايكروسوفت للتكنولوجيا المتطورة ATL بتوجيه ثلاث منح بحثية لجامعة النيل، وجامعة بورسعيد وجامعة الاسكندرية لتكوين أول تحالف يخدم المشروع تحت مظلة واحدة. ويقول الدكتور "حسين سلامة" مدير مركز ابحاث مايكروسوفت بالقاهرة: "إن نجاح مجموعة البحث المشتركة التى نفذتها فرق بحثية من الجامعات الثلاث ومانتج عنها من أبحاث منشورة وتطبيقات عملية لتمكين وتسهيل ترجمة المحتوى إلى اللغة العربية ولغات أخرى يشجعنا على تكرار التجربة والتعاون مع مراكز أكاديمية وجامعات أخرى لخدمة تطبيقات اللغة العربية ونشر المحتوى المتميز لتعويض النقص الحالى". ومن خلال بوابة الترجمة سوف يتمكن مديرو المجتمع، والمترجمون، والمراجعون من إدارة مجموعات المستخدمين الخاصة بهم، وجمع المحتوى، وضبط الترجمات بمساعدة المترجمين المحترفين، ومراجعة وقبول الترجمات، كما سيمكنهم التعامل مع مركز ترجمة مايكروسوفت Microsoft Translator Hub وفق الحاجة لبناء خدمات خاصة للترجمة يتم تخصيصها وفق احتياجات المجتمع الخاص بهم. وضمن تفاصيل المشروع الكبير قامت جامعة النيل بالعمل على بناء نظام لتأسيس وإدارة مستودع يضم المحتوى المتميز المرشح للترجمة والذى يتكامل مع إطار عمل "مترجم المجتمع عبر الويب" من مايكروسوفت، وضمن الأبحاث تم استخدام موقع Wikipedia لاستلهام الأفكار حول النطاقات التى يمكن أن تخدم كنقط ارتكاز أساسيةتناسببناء المستودع، ولإنتاج الاستعلامات Query حول أى الصفحات التى يمكن استعادتها لاحتمال تضمينها فى المستودع. ويعتمد اختيار الصفحات على مجموعة من المرشحات التى تختبر الجودة والدقة وهى المرشحات التى يفترض الانتهاء منها مع نهاية هذا العام. وتقول الدكتورة "سمحاء البلتاجى" بجامعة النيل: "يمكن القول أن هذا المشروع من أهم المشروعات البحثية التى تخدم المستخدم العربي، والحقيقة أن التعاون مع مركز مايكروسوفت للأبحاث المتقدمة فى هذا المشروع حقق نتائج مبهرة، ليس فقط من خلال الأفكار والملاحظات البناءة خلال جلسات العمل المختلفة، ولكن أيضا من خلال النصائح والخبرات التى حصل عليها فريقنا كلما احتاج إليها". أما فريق العمل فى جامعة بورسعيد فقد كان مسئولا عن تطوير نظام مبتكر يمكنه التعرف على بروفايل المستخدم ضمن بوابة الترجمة المعتمدة على مساهمة المجتمع، حيث يتم استخدام هذه البروفايلات للربط بين المستخدم واعمال الترجمة المطلوبة القريبة من اهتماماته وخبراته. هذا الأمر من شأنه أن يرفع مستوى الترجمة ومن مستوى تفاعل المستخدم مع النظام، ويقوم النظام الذى تم ابتكاره باستخدام تاريخ التصفح لدى المستخدم، وأداء المستخدم فى مهام الترجمة السابقة للتعلم وتحديث بروفايل المستخدم، ونظام التفضيلات الذى تم التوصل إليه لا يفيد فقط فى أعمال بوابة الترجمة ولكنه يمكن أن يستخدم فى العديد من التطبيقات الأخرى. ويقول الدكتور محمد عبدالقادر بجامعة بورسعيد: "يعانى المستخدم العربى من نقص المحتوى المتميز باللغة العربية على شبكة الانترنت مقارنة باللغات الأخرى، ومن هنا تبرز أهمية هذا المشروع الذى سيمثل إضافة حقيقية لكل الناطقين بلغةالضاد خلال فترة قصيرة من استخدامه، ونحن فخورون بالتعاون فى مثل هذه المبادرة العظيمة، وسعداء للغاية بالعمل مع فريق مركز مايكروسوفت للأبحاث المتطورة الذين أمدونا بالدعم والمساهمات التقنية خلال العمل فى هذا المشروع، وأيضا بتلك الفرصة الفريدة للتعاون مع فرق بحثية أخرى من الجامعات الشقيقة". وقام الفريق البحثى بجامعة الاسكندرية بالعمل على ابتكار طريقة مبتكرة لتقييم الترجمات البشرية من خلال نظام لتجميع النقاط أتوماتيكا اعتمادا على مجموعة من الدرجات التى يتم منحها بعد المقارنات النصية، وتتم معالجة عملية التقييم وفق مجموعة من المستويات: الكلمة، الجملة غير المكتملة، الجملة الكاملة والفقرة بأكملها، ويستهدف النظام أيضا دمج التقييم البشرى من خلال إجراء تقييمات بشرية موثوق بها لعملية الترجمة، بحيث يقوم النظام بتقييم مستوى المترجم فى عمله الأمر الذى يضمن جودة المنتج النهائى باللغة العربية. وأكدت نتائج التجارب أن هذا النظام يتجاوز فى كفاءته أنظمة التقييم والقياس التقليدية. وتقول الدكتورة نجوى المكَى بجامعة الاسكندرية: "يختلف مستوى الترجمة من شخص لآخر، ومن نظام لآخر، وقد عملنا على إنجاز نظام يدمج التقييم الآلى بالتقييم البشرى بحيث يكون الهدف فى النهاية منح درجات دقيقة لمستوى ترجمة المحتوى، الأمر الذى يضمن الجودة النهائية، ونحن سعداء للغاية بالمشاركة فى هذا العمل الضخم حيث كان التعاون مع فريق ATL تجربة مثمرة وفريدة، من خلال الدعم المتواصل والمتابعة الدائمة لمراحل الإنجاز، بالإضافة إلى تقديم الدعم والموارد التى طلبها فريق الباحثين أثناء تنفيذ المشروع".