صحيفة الفاينشال تايمز:العسكرى يفتعل المشاكل مع أمريكا

أبدت صحيفة "الفاينشال تايمز" البريطانية استغرابها من حالة العداء للخارج المنتشرة في مصر منذ الثورة، مشيرة إلى أنها ليست الطريقة المثلى لاستعادة الدور الإقليمي الذي فقدته القاهرة خلال عقود الرئيس السابق مبارك التي تميزت بالتبعية للغرب.
وقالت الصحيفة :" من غير المعقول أن نفترض أن الثورة في مصر ستكون فاتحة جديدة للسياسة الخارجية واستعادة الدور الإقليمي الذي تآكل خلال عقود حسني مبارك، فقد كانت التبعية للقوى الغربية واحدة من مصادر الإحباط من نظام مبارك".
وأضافت:" بدلا من أن تسعى السلطات المصرية لتقوية وضعها الداخلي، اختارت السلطات "افتعال" اشتباك مع الولايات المتحدة، مما يهدد المعونة البالغة مليار ونصف دولار سنويا"، مشيرة إلى أن الهدف من الحملة على المنظمات الأجنبية هو جعل الأموال التي تتدفق إلى تلك المنظمات تخضع لسيطرة الحكومة، واقتبست قول المدعي العام خلال قراءة التهم الموجهة ضد العاملين في المنظمات الأجنبية وبينهم 16 أمريكيا إن تلقي أموال "غير المشروعة" "ينتقص" من سيادة الدولة.
وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي جعل الحملة على المنظمات تتحول إلى أزمة دبلوماسية؟ وتجيب قائلة إن السلطات سعت لإثارة المشاعر المناهضة للولايات حتى تحسن صورة المجلس العسكري الذي تشوهت صورته جراء الأفعال التي ارتكبت خلال فترة حكمه.
وتابعت:" الذي يجعل هذه القضية مثيرة للقلق هو أنها تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري من أزمة، فالاحتياطي النقدي الأجنبى يستنزف بسرعة، وهو ما يعني أن مصر بحاجة ماسة إلى الدعم المالي من صندوق النقد الدولي ومانحين أجانب آخرين، وبلغت الاحتياطيات وفقا لبيانات البنك المركزي صدر في وقت سابق من هذا الشهر 16.4مليار دولار، من 36 مليار دولار في ديسمبر 2010 قبل الثورة".