تبحث الأكاديميتان في جامعة البحرين الدكتورة سلوى الذوادي من قسم علوم الحياة بكلية العلوم، و الدكتورة جفله العماري من قسم نظم المعلومات بكلية تقنية المعلومات حاليا في دراسة بعنوان مدى تقبل المجتمع الخليجي لتناول الطحالب البحرية كمصدر غذائي، والعوامل التي قد تؤثر على تقبل هذا الغذاء في المجتمع الخليجي. ومن المقرر أن تشارك به الجامعة في معرض الحدائق المقبل 2012م . وأهمية هذه الدراسة تكمن بحسب ما شرحته د.الذوادي ود.العماري في أن الطحالب البحرية بأنواعها البنية، والخضراء، والحمراء كانت ولا تزال تمثل الغذاء الأساسي والعلاجي لشعوب الدول الآسيوية، بينما يغفل الكثير من شعوب الدول العربية هذه الثروة. وفي دول الخليج العربي ليس من طباعنا ولا تراثنا الغذائي الالتفات إلى طحالب البحر كمصدر غذائي أو طبي، لذلك تركت هذه الثروة لتستخدم كغذاء للأسماك عوضاً عن استخدامها كمصدر غذائي، أو دوائي. وتوضح الدراسة الفوائد الصحية والغذائية التي تحويها الطحالب البحرية، مؤكدة "أنها تعمل على إمداد الجسم بعناصر غذائية قلما تتوفر في الطبيعة ضمن منتج غذائي واحد، وتمنع نشوء وتطور أنواع من السرطانات في الجسم، وتعمل على زيادة مناعة الجسم، وإبطال مفعول السموم والمواد المشعة، و تسهم في علاج أمراض القلب، وضبط كل من السكر والكولسترول في الدم. بالإضافة إلى فوائدها في صفاء الذهن ونضارة البشرة لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية من أملاح معدنية وصبغات، وفيتامينات وكربوهيدرات متعددة، وبروتين، ومضادات الأكسدة. وقد قامت الباحثتان باعتماد نظرية TAM التي تستخدم لدراسة مدى تقبل الأشخاص لأي تقنية جديدة سواء في الصناعة، أو الغذاء. حيث تمَّ إعداد تجربه لمراقبة سلوك الأشخاص عندما تقدم لهم الطحالب كغذاء. وعند اختبار التجربة، تمَّ تقديم سبعة أنواع من الطحالب إلى ثلاثين شخصاً، وقد شملت: طحالب خاصَّة، و طحالب في شكل بسكويت، و طحالب في شكل شرائح البطاطس، و طحالب بنية، وطحالب تستخدم لعمل السوشي، و عصير برتقال، ومانجو بنكهة الطحالب الطبيعية. وتشير النتائج المحصلة، إلى قبول معظم المشاركين في التجربة تذوق الأنواع التي قدمت لهم، عدا الطحالب النقية الخضراء والبنية التي كانت تمتاز بنكهة السمك الحادة. و من النتائج التي أظهرتها أيضاً، أن شكل الطعام و طريقة تقديمه يكون لهما تأثير كبير في قبول تذوق الطعام. كما أنَّ و جود عدد من المشاركين في الاستطعام سواء من الأصحاب أو الزملاء يعد عاملاً مشجعاً على تجربة الأكل، و يمكن أن يؤدي إلى تقبله بجانب خبرة الشخص في أكل هذا النوع من الطعام و جرأته في تجربة الأنواع الغريبة و الجديدة. وتأمل الباحثتان أن يكون لنتائج البحث أثر في تشجيع أفراد المجتمع الخليجي على تقبل الطحالب كغذاء بديل، بالإضافة إلى تشجيع الباحثين و المختصين في مجال التغذية للقيام بدراسات علمية معملية مكثفة على الطحالب الموجودة في الخليج العربي لتحديد الأنواع التي يمكن أن تستخدم كغذاء و مدى وفرتها. والأثر في لفت انتباه تجار المواد الغذائية في الخليج العربي إلى وجود مجال جديد للتجارة والتأمين الغذائي وهو تجارة الطحالب البحرية المستخرجة من مياهنا الإقليمية ذات الجودة والقيمة العالية.