وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية سقوط نظام الرئيس مبارك بأنه " كابوس " للمخابرات الاسرائيلية ، و أنه أمرًا لم يكن متوقعًا من قبل الساسة و الخبراء في المنطقة كلها . هاآرتس الإسرائيلية قالت أن المجتمع المصري مفتوح دائما للعالم ، ولكنه يعاني من أزمة هوية عميقة ويجد صعوبة في هضم التغييرات التي وقعت في نصف القرن الماضي ، و أن حالة " السكر مع الحرية " التي عاشها شباب مصر عبر الانترنت عندما رأوا ذويهم من دول ديمقراطية ، أثملتهم بشكل تام ، وجعلتهم يقومون باسقاط نظام الرئيس مبارك. ووصفت هاآرتس سقوط نظام مبارك بال " الكابوس" بالنسبة لجهاز المخابرات الاسرائيلية ، و أن له تأثيرات سلبية عظيمة على دولة اسرائيل . و أكدت الجريدة أن لا أحد كان يتوقع مدى التغيير في مصر ، و أنه على الجيش الإسرائيلي أن يعيد ترتيب أوراقه مرة أخرى وفقًا لتلك المتغيرات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن . ومن ناحيته قال مسئول في الحكومة الإسرائيلية أن بلاده تأمل في أن تكون الفترة الانتقالية التي بدأت في مصر هادئة ، متمنيًا أن تتم العملية الانتقالية نحو الديموقراطية بهدوء من اجل مصر وجميع جيرانها ايضا . كما أعرب عن تخوفه الشديد على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل التي وقعت عام 1979 ، و آمال حكومة إسرائيل بألآ تتأثر تلك الاتفاقية بعد التغييرات السياسية التي طرأت على النظام . وقال المسئول أن هذه المعاهدة تخدم مصالح البلدين وتشكل ضمانا للاستقرار في المنطقة كلها ، كما شدد على أن اللحظة لا تزال مبكرة للقيام بأية تحليلات، مؤكدًا أن إسرائيل تعلم أن المسؤولين المصريين يشعرون بقلق معين في مواجهة الغموض الذي خلفه تنحي مبارك . وفي السياق نفسه لم يقم مكتب ، بنيامين نتانياهو ، رئيس الوزراء الاسرائيلي ، بإعلان أية ردود فعل من قبل الحكومة الاسرائيلية على الأحداث في مصر . ومازال ينتاب الجانب الإسرائيلي حالة من الهلع ، بشأن تطورات الأوضاع في مصر ، لدرجة أن صحفها تتابع الموقف عن كسب وبصورة لحظية . ومازال ملف " الغاز المصري " مسيطرًا على معظم الصحف الإسرائيلية ، نظرًا لأن أي تغيير في النظام من شأنه أن يؤثر سلبيًا على معدلات و أسعار الغاز المصدر لدولتهم .