تسعى باريس لإنشاء مجموعة حوار هدفها إيجاد حلول للازمة اللبنانية الحالية في إطار المؤسسات الدستورية واحترام الديموقراطية. وأعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي أنه "في حال الأزمة التي يعيشها لبنان، تدعم فرنسا السلطات اللبنانية وما زالت مستمرة في تعلقها باحترام المؤسسات والإطار الدستوري الذي حدده اتفاق الطائف، واحترام القيم الديموقراطية، في سبيل استقرار لبنان واستقلاله وسيادته" . وجدد تأكيد تعلق بلاده بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، وقال: "تذكر فرنسا تعلقها بالمحكمة الخاصة بلبنان وباستقلاله. وعلى المحكمة ان تتمكن من الاستمرار بعملها من دون قيود" . ودعا "اللبنانيين وممثلي المؤسسات اللبنانية الى تشكيل حكومة جديدة والعثور من خلال الحوار على حل للازمة". وأشار الى أهمية مساهمة المجموعة الدولية في التوصل الى الحل ضمن الاطر الدستورية. فمن المهم ان تساهم الأسرة الدولية واللاعبين الإقليميين وجميع شركاء لبنان عبر عملهم في الاستقرار داخل لبنان واحترامهم القيم التي تم التذكير بها" . وأوضح فاليرو "ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يقوم بمشاورات دولية مع حلفائه الأوروبيين والعرب والدوليين من اجل تحديد أفضل السبل للخروج من الأزمة" التي تعصف بلبنان. وفي هذا السياق استقبل ساركوزي مساء الخميس الماضي رئيس الوزراء سعد الحريري، وسيستقبل عدد من المسؤولين اللبنانيين خلال الشهر الحالي وبداية الشهر المقبل، منهم رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في 24 ينايرورئيس حزب الكتائب امين الجميل في 28 منه والرئيس نجيب ميقاتي في 29 منه، ولم يحدد حتى الآن موعد لزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وطالب فاليرو ببعض الوقت للتوصل إلى الهدف المنشود، وأشار الى "ان هذه المشاورات تحتاج الى بعض الوقت، ومتابعة تطوير أفضل الصيغ للحل، وهو ما يتطلب حوارا مستمرا مع المسؤولين في لبنان وتحاول فرنسا بصفتها الرئيسة الدورية ل "مجموعة الثماني " »" ، تشكيل "مجموعة اتصال" تجمع عدد من الدول منها الولاياتالمتحدة وسوريا والسعودية وتركيا وقطر ومصر للتفاوض على حل للازمة السياسية في لبنان، على ان تعقد هذه المجموعة قمة في باريس للبحث في حلول بعيدة الأمد للازمة اللبنانية وكان ساركوزي عرض مع الحريري خلال لقائهما الخميس الماضي ومع الرئيس السوري خلال مكالمة هاتفية مساء الأربعاء بعد استقالة الحكومة فكرة إنشاء هذه المجموعة. فالوضع الداخلي المتأزم بعد التطورات الجديدة يثير مخاوف باريس وقلقا دوليا من تجدد العنف في لبنان. في بيروت أفاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان الرئيس ميشال سليمان تلقى رسالة من الرئيس ساركوزي أكد فيها دعمه الشخصي ودعم بلاده لرئيس الجمهورية، خصوصا في هذه الفترة الدقيقة التي يمر فيها لبنان. وشدد الرئيس ساركوزي في الرسالة على الأسس الرفيعة التي يتحلى بها الرئيس سليمان التي تقود عمله على رأس الجمهورية وتعلقه بدولة الحق ووطنيته، وعلى المسؤوليات الدستورية الملقاة على عاتقه لاتخاذ قرارات حاسمة في سبيل الحفاظ على حسن سير عمل المؤسسات وروح الحوار والسلم الاهلي.