قرر حزب الله اللبناني المشاركة في مؤتمر سان كلو في فرنسا والمخصص للحوار بين الأطراف اللبنانية. وقالت مصادر لبنانية – بحسب الجزيرة - إن الحزب اعتبر توضيح الرئاسة الفرنسية الذي أشار إلى أن الحزب ليس مدرجاً على قائمة المنظمات الإرهابية ولا تنوي فرنسا إدراجه عليها توضيحاً مقبولاً لديه. وكان الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون قد نسب إلى الرئيس نيكولا ساركوزي قوله إن حزب الله منظمة إرهابية. وكانت مقاطعة الحزب للمؤتمر ستترافق مع عدم مشاركة كتلة نبيه بري والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه ميشال عون وكانت تعني مقاطعة المعارضة لمؤتمر باريس وبالتالي فشله أو إلغاءه بالكامل. وقال ساركوزي الاثنين الماضي في لقاء مع أسرتي جنديين صهاينة أسرهما حزب الله إنه يريد استغلال لقاء الفرقاء اللبنانيين أيام 14 و15 و16 من الشهر الحالي كي يوقف حزب الله أعماله التي وصفها بالإرهابية ويصبح حزبا سياسيا مثله مثل أي حزب آخر. وجاء تصريح ساركوزي مفاجأة خاصة أن فرنسا وجهت الدعوة إلى الحزب للمشاركة في اللقاء في سان كلو غير البعيدة عن باريس. وأضاف الناطق باسم الرئاسة الفرنسية أن حزب الله لاعب سياسي مهم في لبنان, وهو مكون من مكونات الحوار الوطني ومدعو بصفته هذه إلى اللقاء, لكنه قال أيضا إن ساركوزي لن يلتقي وفده. وهاجم محمد فنيش –الوزير المستقيل وأحد ممثليْن عن حزب الله في المؤتمر- تصريحات ساركوزي, لكن دون أن يعلن مراجعة قرار المشاركة. وقال فنيش إن التصريحات إرضاء للوبي الصهيوني متسائلا إذا كان حزب الله منظمة إرهابية لماذا دعي للمشاركة في المؤتمر؟ مضيفا أن الفرنسيين يعرفون جيدا عبر اتصالاتهم معنا أننا حركة مقاومة. ويعيش لبنان أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الأهلية بعد استقالة ستة وزراء من حكومة فؤاد السنيورة التي باتت المعارضة -ممثلة بحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني- تعتبرها غير شرعية, ووسط موجة اغتيالات أودت بسياسيين وبدأت بعد خروج القوات السورية في فبراير2005 ولم تفك خيوطها بعد لجنة التحقيق الدولية. من ناحية أخرى قتل جندي لبناني برصاص قناصة من مسلحي جماعة فتح الإسلام المتحصنين بمخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي البلاد. وبمقتل الجندي اللبناني ترتفع خسائر الجيش منذ اندلاع الأزمة في 20 مايو الماضي إلى 86 قتيلا فيما قتل 68 مسلحا وفق إحصاءات غير دقيقة لعددهم إذ لا تزال جثث العديد منهم داخل المخيم في حين لقي ما لا يقل عن عشرين مدنيا مصرعهم منذ بدء المواجهات. وكان الجيش قصف بالمدفعية أمس مواقع مسلحي فتح الإسلام الذين يتزعمهم شاكر العبسي. وبات المسلحون متحصنين داخل جيب صغير في الجزء الجنوبي من المخيم الذي بات مدمرا بنسبة 80%. وأعلن أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين أن 400 فلسطيني لا يزالون يقيمون داخل مخيم نهر البارد من أصل 31 ألف لاجئ قبل بداية المعارك، مشيرا إلى أن هؤلاء المدنيين يعيشون على مخزونات قديمة، ويعانون من نقص المياه والمواد الغذائية. وفي سياق متصل حددت السلطات اللبنانية هوية عشرة -قالت إنهم سعوديون- من عناصر فتح الإسلام كانوا قتلوا في معارك مع الجيش في مدينة طرابلس وجوارها إبان انفجار أزمة نهر البارد وفق ما أعلنه ضابط لبناني كبير رفض الكشف عن هويته.