كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يعتزم إصدار أمرٍ بالانسحاب الاسرائيلي من القسم الشمالي لقرية الغجر الواقعة ضمن الأراضي اللبنانية، وفق خطة يطرحها على الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. وسيعرض نتانياهو على بان كي مون خطته، والتي تنص على انسحاب القوات الاسرائيلية من القسم الشمالي لقرية الغجر الواقع ضمن الأراضي اللبنانية بالتنسيق مع قوة الأم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفل". وبحسب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية فإن نتانياهو من المتوقع أن يفوض بان كي مون بشأن الاقتراح الذي تمت مناقشته بنوده الأساسية مؤخرا مع كبار المسؤولين في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل). ويذكر أن المستوى السياسي الإسرائيلي قد ناقش في السنوات الأخيرة مستقبل قرية الغجر التي باتت بأكملها تحت الاحتلال، وقدمت خلال المناقشات توصيات من الأجهزة الأمنية الاسرائيلية بدراسة نقل السيطرة على القسم الشمالي من القرية إلى الأممالمتحدة. وكانت اليونيفيل قد طلبت من إسرائيل مرات عديدة الانسحاب من الشطر الشمالي من القرية، احتراما لبنود القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي وضع حدا للحرب الاسرائيلية على لبنان في يوليو 2006. وقال ميلوس شتروغر، مدير الشؤون السياسية والمدنية في اليونيفيل: "لقد عرضت اليونيفيل مؤخرا أفكارا ووسائل جديدة على الطرفين في إطار جهودنا لدفع الانسحاب الاسرائيلي من القرية"، مبينا أنها " قضية قديمة جدا"، وأن الأممالمتحدة ملتزمة تجاه الطرفين. هذا وكان الجيش الاسرائيلي خلال الحرب على لبنان في يوليو 2006قد احتل الشطر الشمالي من قرية الغجر، والواقع ضمن الأراضي اللبنانية، ويقيم في هذا الشطر حوالى 1500 شخص، كما نصب الاسرائيليون سياجا لمنع تسلل مقاتلي حزب الله إلى القسم الجنوبي، حيث يقيم ما بين 500 و800 شخص، الأمر الذي أدى إلى منع السكان من الوصول إلى أراضيهم. وكانت إسرائيل قد أعلنت ضم هذه القرية عام 1981، في إطار ضمها هضبة الجولان السورية، والتي احتلتها في 1967. وبعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، جعل الخط الأزرق الذي قامت الأممالمتحدة بترسيمه، ويعتبر بمثابة الحدود بين لبنان وإسرائيل، ثلث القرية في لبنان، وثلثيها الآخرين في المنطقة التي ضمتها اسرائيل. وقد حصل سكان الغجر، وهم من أصول سورية، ومن المسلمين العلويين، على الجنسية الاسرائيلية. وتجدر الإشارة إلى أن الخطة الاسرائيلية لتقسيم القرية قد لاقت احتجاجا شديدا من سكان القرية، وذلك لكونها تفصل بين أبناء العائلة الواحدة، كما أنها تمنع الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم ويؤكد سكان القرية في الوقت نفسه على ربط مصير قرية الغجر بمصير الجولان العربي السوري المحتل خاصة أن كواشين الطابو وأوراق الملكية وتعاقدات السكان كلها تابعة لمحافظة القنيطرة، وقبل ذلك لمحافظة حوران. وقد أعلن المتحدث باسم سكان الغجر، نجيب الخطيب، لإذاعة الجيش الاسرائيلي أن "السكان سيناضلون ضد شطر قريتهم إلى شطرين"، وأوضح أن "كل القرية احتلتها (إسرائيل) من سوريا في 1967، وأن كل منازلها مبنية على أراض تعود لها بحسب سجلات المساحة، بما فيها الشطر الشمالي الذي لا يعود للبنان". وتابع قائلا:"إن الأممالمتحدة منحت لبنان بصورة غير عادلة الشطر الشمالي من الغجر، مستندة بذلك إلى خرائط جغرافية تعود للعام 1923". ويذكر أن نحو 500 شخص من سكان القرية، التي تم احتلالها مع احتلال الجولان السوري عام 1967، قد نزحوا عنها ويعيشون حاليا في دمشق. ورفض مسؤول عسكري لبناني التعليق على خطة الانسحاب الاسرائيلي قبل عرضها على الأممالمتحدة، وإعلام الحكومة اللبنانية بمضمونها. كما قال البرلماني في كتلة الوفاء للمقاومة، نوار الساحلي، إنه إذا تم الانسحاب فهو لن يتم مجانا، بل جراء خشية إسرائيل من المقاومة ومن قوة لبنان المعتمدة على المقاومة. وفي مؤتمر صحفي عقده ليبرمان مع نظيره الألماني، جيدو فيسترفيله، في القدسالمحتلة، قال إن انسحاب إسرائيل من القسم الشمالي من قرية الغجر على الحدود السورية اللبنانية سيكون من طرف واحد، ومن دون اتفاق مع الحكومة اللبنانية، وإن التنسيق سيكون فقط مع الأممالمتحدة، موضحا أن الاتفاق سيبحث في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية يعقد بعد عودة رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من رحلته إلى الولاياتالمتحدة، واتهم حزب الله بإحباط محاولات سابقة للانسحاب بالاتفاق مع السلطات اللبنانية.