توقعات بالتصويت لصالح الانفصال حذرت مؤسسة ريفت فالي الحقوقية الجمعة من أن التنازع حول نتائج استفتاء جنوب السودان على تقرير المصير قد يشعل من جديد واحدة من أطول وأشرس الحروب في افريقيا، والاستفتاء المقرر في يناير/ كانون الثاني 2011 هو ذروة اتفاق السلام الموقع عام 2005 والذي أنهى اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه ويتكهن معظم الخبراء بأن سكان جنوب السودان سيصوتون لصالح الانفصال. لكن مؤسسة ريفت فالي التي لا تهدف للربح قالت ان مصداقية الاستفتاء مهددة بسبب مشاكل لوجيستية فضلا عن مزاعم تعمد ساسة شماليين يرفضون انفصال الجنوب تعطيله. وقال التقرير الذي صدر بعنوان (سباق مع الزمن) انه "في حالة التصويت ضد الوحدة فان استفتاء جنوبيا تشوبه عيوب فنية خطيرة من شأنه أن يضر بشرعية الانفصال، وأضاف "سينطوي التنازع بشأن النتيجة على مخاطر جسيمة من حيث العودة المحتملة الى المواجهة العسكرية بين الشمال والجنوب." وقال التقرير الذي صدر في 65 صفحة ان ضغط الوقت يجعل "من المستبعد بشكل متزايد اجراء (استفتاء) دون أوجه قصور اجرائية" ومن شأن الافتقار الى الوضوح في عملية التصويت او حرمان أعداد كبيرة من الناخبين من الادلاء بأصواتهم أن يثير شكوكا بشأن صحة النتيجة. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم الشمالي قد قال انه سيقبل نتيجة الاستفتاء لكنه يضيف هذا التحذير دائما وهو .. اذا كانت العملية حرة ونزيهة. وقال التقرير ان على مفوضية الاستفتاء بذل جهد "هائل" لضمان النظر الى الاستفتاء على أنه عملية أكثر نزاهة من انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية التي جرت في ابريل /نيسان هذا العام وانتقدتها جماعات المعارضة. وقال رئيس مفوضية استفتاء الجنوب الخميس انه اذا جرى الاستفتاء في موعده في ظل الجدول الزمني الضيق والمشاكل اللوجستية فهذه ستكون "معجزة". وكان بعض أعضاء مجلس الامن الدولي قد قالوا انهم سيقبلون بتأجيل قصير الاجل لاسباب فنية، وذكر التقرير أن هذا ربما يكون مطلوبا للحفاظ على مصداقية الاستفتاء، وأودت الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه بحياة نحو مليوني شخص معظمهم بسبب المجاعة والمرض. وفى سياق متصل دعا عبد الواحد نور زعيم جيش تحرير السودان احد الفصائل المتمردة في دارفور الى اجراء مشاورات مع مسؤولي حركته في فرنسا مع اقتراب موعد الاستفتاء الذي قد يؤدي الى تقسيم السودان. وقال "ادعو الى مشاورات في فرنسا مع قيادة حركة تحرير السودان في شان السلام في دارفور وكل انحاء السودان" وشدد على انه يريد "النضال من اجل سلام حقيقي" وتفادي "تصعيد" للعنف في دارفور لكنه رفض ان يحدد ما اذا كان ينوي الانضمام الى مفاوضات السلام حول دارفور التي تجري في العاصمة القطرية. واسفر النزاع في دارفور بحسب الاممالمتحدة عن 300 الف قتيل في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة الاف قتيل.