الولايات المتحدة تدرس تنفيذ أكبر سحب على الإطلاق من احتياطياتها الاستراتيجية للنفط

قالت أربعة مصادر أمريكية لوكالة رويترز اليوم الأربعاء، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس الإفراج عن ما يصل إلى 180 مليون برميل من النفط على مدى عدة أشهر من الاحتياطي البترول الاستراتيجي ، في الوقت الذي يحاول فيه البيت الأبيض خفض أسعار الوقود.
آخر كمية من النفط الأمريكي قيد النظر ، والتي تعادل حوالي يومين من الطلب العالمي ، ستكون المرة الثالثة التي تستغل فيها الولايات المتحدة احتياطياتها الاستراتيجية في الأشهر الستة الماضية ، وستكون أكبر إصدار في ما يقرب من 50 عام.
وقال متحدث باسم وزير الطاقة النيوزيلندي في رسالة بالبريد الإلكتروني ، إن الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية (IEA) ستجتمع أيضًا غدا الجمعة الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش لاتخاذ قرار بشأن الإفراج الجماعي عن النفط. أعلى مستوياتها هذا الشهر وسط الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة وبريطانيا تتفقان على إزالة الرسوم على منتجات منها الصلب والألومنيوم
الكرملين: حظر النفط الروسي سيضر بأوروبا وليس الولايات المتحدة
وأضافت المتحدثة باسم الوزيرة ميجان وودز أن «حجم الإصدار الجماعي المحتمل لم يتحدد». وقالت إن «هذا الاجتماع سيحدد الحجم الإجمالي ، وسيتبع ذلك المخصصات لكل دولة». بينما لم يتضح ما إذا كان سحب الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة سيكون جزءًا من إصدار عالمي منسق بشكل أوسع ، انتقدت الأخبار أسواق النفط ، مما دفع الأسعار على جانبي المحيط الأطلسي للانخفاض بأكثر من 6 دولارات للبرميل.
لم ترد وكالة الطاقة الدولية على طلب للتعليق خارج ساعات العمل. قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيدلي بتصريحات اليوم الخميس بشأن تصرفات إدارته.
وصعدت أسعار النفط منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي ، واستجابت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات شديدة على روسيا ، ثاني أكبر مصدر للنفط الخام. وتعد روسيا من بين أكبر ثلاثة منتجين للنفط وتمثل حوالي 14% من إجمالي المعروض العالمي.
قالت وكالة الطاقة الدولية إن العقوبات والإحجام عن شراء النفط الروسي قد يزيلان نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الروسي من السوق ابتداء من أبريل. وتصدر روسيا ما بين 4 و 5 ملايين برميل يوميا.
ودفعت مخاوف الإمدادات العقود الآجلة لخام برنت القياسي إلى نحو 139 دولارا للبرميل هذا الشهر ، وهو أعلى مستوى منذ 2008.
وتأتي أنباء الإفراج المحتمل عن النفط قبل اجتماع بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بما في ذلك روسيا ، وهي مجموعة منتجة للنفط تعرف باسم أوبك +. وحثت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى أوبك بلس في السابق على زيادة الإنتاج بسرعة. ومع ذلك ، من غير المتوقع أن تنحرف أوبك + عن خطتها لمواصلة تعزيز الإنتاج تدريجياً عندما تجتمع يوم الخميس.
تمتلك احتياطيات النفط الاحتياطية الأمريكية حاليًا 568.3 مليون برميل ، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2002 ، وفقًا لوزارة الطاقة الأمريكية.
تعتبر الولايات المتحدة من الدول المصدرة الصافية للبترول من قبل وكالة الطاقة الدولية. لكن هذا الوضع يمكن أن يتغير إلى مستورد صاف هذا العام ثم يعود إلى المصدر مرة أخرى حيث كان الإنتاج بطيئًا في التعافي من جائحة كورونا.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان السحب 180 مليون برميل سيتكون من تبادلات من الاحتياطي يجب استبدالها بشركات نفطية في تاريخ لاحق ، أو مبيعات كاملة ، أو مزيج من الاثنين. ولم يعلق البيت الأبيض على خطة الإفراج عن النفط.
قال محللو جولدمان ساكس في مذكرة إن إطلاق النفط سيزيد الإمدادات بمقدار مليون برميل يوميًا لمدة ستة أشهر ويساعد على استعادة توازن السوق هذا العام ، لكنه لا يحل عجز العرض الهيكلي.
المسؤولية السياسية لبايدن
قال البيت الأبيض إن بايدن سيلقي تصريحاته الساعة 1:30 بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:30 بتوقيت جرينتش) بشأن «إجراءات إدارته للحد من تأثير ارتفاع أسعار بوتين على أسعار الطاقة وخفض أسعار الغاز في المضخة للعائلات الأمريكية». ولم تذكر تفاصيل إضافية.
تعتبر أسعار البنزين المرتفعة عبئًا سياسيًا على بايدن وحزبه الديمقراطي في سعيهما للاحتفاظ بالسيطرة على الكونجرس في انتخابات نوفمبر.
قالت RBC Capital في مذكرة للعملاء: «بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تتخذ موقفًا قويًا تجاه موسكو ، ووعد بمزيد من العقوبات إذا استمرت روسيا في شن حرب في أوكرانيا ، فإننا نعتقد أن إصدار SPR يستخدم كأداة لتخفيف تأثير قرارات السياسة الخارجية هذه على المستهلكين الأمريكيين».
قالت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة وحلفاءها في وكالة الطاقة الدولية يناقشون إصدارًا منسقًا إضافيًا من التخزين.
اتفقت الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق في مارس على إطلاق أكثر من 60 مليون برميل من احتياطيات النفط ، منها 30 مليون برميل من احتياطيات النفط الاحتياطية الأمريكية.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن إدارة بايدن تدرس أيضًا إلغاء القيود مؤقتًا على مبيعات الصيف من مزيج البنزين عالي الإيثانول كوسيلة لخفض تكاليف الوقود للمستهلكين الأمريكيين. يمكن أن تؤدي إضافة المزيد من الإيثانول إلى مزيج البنزين إلى خفض الأسعار في مضخات الغاز الأمريكية لأن الإيثانول ، المصنوع من الذرة ، أرخص حاليًا من البنزين المستقيم.