"احترامي لنفسي دفعني لاتخاذ القرار".. أحمد مرتضى منصور يعلن انسحابه من سباق انتخابات مجلس النواب    قدرة الردع والانتخابات البرلمانية والجبهة الداخلية    وزير المالية يعلن تفاصيل الحزمة الثانية للتسهيلات الضريبية    وزير الخارجية التركي يحذر: "اتساع الحرب في أوكرانيا أصبح مخيفًا"    العراق يفوز علي البحرين 2-1 في مستهل مشوارهما بكأس العرب 2025    الخارجية السورية: وفد سفراء مجلس الأمن يزور دمشق    بعد وفاة لاعب السباحة في بطولة القاهرة، أسباب إغماء السباحين داخل الماء    أوسكار رويز يعقد اجتماعا فنيا مع الحكام لمراجعة بعض الحالات    بالصور.. انهيار عقار مكون من 4 طوابق دون وقوع خسائر في الأرواح بأسوان    هيئة البريد تصدر طابعا تذكاريا بمناسبة مرور 130 عامًا على تأسيس دار الإفتاء    رئيس تحرير بوابة الأهرام: جولة الإعادة رسالة قوية بعدم التسامح مع التجاوزات    الصحة تحذر من حقنة هتلر: قد تؤدي للوفاة (فيديو)    القبض على 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية بمحيط لجان انتخابية في جرجا    الأهلي يضع اللمسات الأخيرة استعدادا لقرعة بطولة أفريقيا لكرة السلة للسيدات    إندونيسيا ترسل سفنا حربية لدعم عملية توزيع المساعدات في آتشيه المتضررة جراء الفيضان    العرض العالمي الأول للفيلم الفلسطيني أعلم أنك تسمعني في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    تصريح صادم من الكاتب أحمد مراد عن فيلم الست    ضبط سائق نقل لوضعه كشاف عالى الإضاءة خلفى بالسيارة    الجيزة تنفّذ حملة مكبرة بعثمان محرم لإزالة الإشغالات وإعادة الانضباط إلى الشارع    مياه الشرب بالجيزة: كسر مفاجئ بخط مياه قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    محافظ الجيزة يتفقد الموقف التنفيذي لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان    مباحثات مباشرة لأول مرة بين إسرائيل ولبنان.. ما الهدف؟    «الري» تتعاقد على تنفيذ التغذية الكهربائية لمحطتي البستان ووادي الصعايدة    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. غزة تواجه أعلى معدلات الإعاقة في العالم بسبب حرب الإبادة الجماعية.. 12 ألف طفل فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لعاهات مستديمة.. و60% من السكان صاروا معاقين    مدرب تونس: طوينا صفحة الخسارة أمام سوريا ونستعد بقوة لمواجهة فلسطين    فيدريكو جاتي يغيب عن يوفنتوس بسبب إصابة الركبة    يروي قصة أرض الإمارات وشعبها.. افتتاح متحف زايد الوطني بأبوظبي.. صور    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    3 سنوات سجن للمتورطين في تزوير شيكات باسم الفنانة بوسي    سكرتير عام المنوفية يشهد افتتاح معرض «ابتكار مستدام»    رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بالزراعة: لا توجد دواجن مريضة في الأسواق.. واتهامات السردة إشاعات    المفوضية الأوروبية تتقدم باقتراح بشأن قرض لتمويل تعويضات لكييف    عاجل- الحكومة: 6.3 مليون مواطن استفادوا من خدمات هيئة الرعاية الصحية خلال 6 أشهر    ضبط 7 من سماسرة المال السياسي فى انتخابات النواب بسوهاج    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    6 قرارات جديدة للحكومة.. تعرف عليها    زينة: "ماشوفتش رجالة في حياتي وبقرف منهم"    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    7 ديسمبر.. الإدارية العليا تنظر الطعون على نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    السيدة انتصار السيسي تحتفي بيوم أصحاب الهمم: قلوب مليئة بالحب    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    بداية شهر رجب 1447 هجريًا... الحسابات الفلكية تكشف موعد ظهور الهلال    التشكيل المتوقع لمباراة بايرن ميونخ ويونيون برلين في كأس ألمانيا    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    ستوري بوت | لماذا احتفى الشعب المصري والعربي ب «دولة التلاوة»؟    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    طلاب ثانية إعدادي يؤدون اختبار مادة العلوم لشهر نوفمبر بالقاهرة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي: نقول للأطراف العابثة.. قفوا عند حدكم.. ولا داعي لصب الزيت على النار
نشر في أموال الغد يوم 29 - 10 - 2014

واصل الرئيس عبدالفتاح السيسي في حواره مع صحيفة "عكاظ" السعودية التركيز على ثلاثة أمور بالغة الأهمية هي: دور المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تعزيز قدرة مصر والمصريين على الصمود بمواجهة الأخطار والتحديات وتوفير مناخات إقليمية ودولية مكنت بلاده من العودة بقوة إلى المنظومة الدولية وتسجيل حضور لافت تمثل في تحرك فخامته المدروس.. وفي حيوية الدبلوماسية المصرية على كل صعيد..
أما الموضوع الثاني الذي أولاه اهتماماً شديداً في هذا الجزء من الحديث فهو وجود إمكانية كبيرة للعودة بالمنطقة إلى الاستقرار الكامل بالتضامن القوي بين المملكة ومصر بالتعاون مع الأشقاء المخلصين في المنطقة وكذلك مع الأصدقاء الحقيقيين في خارجها لكنه حذر - في هذا الصدد - من التأخر في العمل المشترك وبقوة.
وجاء تركيزه على الأخطاء في التعامل مع قضايا المنطقة بمثابة تحذير من مغبة انفجار أكبر للوضع في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا وفي غيرها.. ودعوته الجميع إلى العمل المؤسس على الثقة المتبادلة والبناء على المشتركات وعدم الاعتماد كثيراً على الأطراف الخارجية..
فإلى تفاصيل هذا الحوار الصريح والواضح والشفاف لرسم وتشكيل صورة المستقبل العربي والمصري على وجه الخصوص:
العلاقات السعودية المصرية لتأمين المنطقة
خلال زيارتكم الأخيرة للمملكة ولقائكم بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.. بعد لقائكما التاريخي في مطار القاهرة قبل ذلك.. ما الذي ينتظره البلدان والشعبان والأمة من وراء هذا المستوى الرفيع من الفهم المشترك والتعاون المخلص والبناء.. ثم كيف يمكن لهذه العلاقات المثالية أن تقود إلى إصلاح الوضع العربي برمته وتفعيل دور الجامعة العربية المعطل في الوقت الراهن؟
دعني أؤكد لك أن الوقفة الشجاعة والحاسمة والقوية لخادم الحرمين الشريفين، وحكومة المملكة، والعديد من قادة وشعوب المنطقة، إلى جانب الشعب المصري، في توقيت حساس للغاية أراد فيه الشعب أن يستعيد هويته وهوية مصرنا العزيزة .. إنما كانت دعما ومناصرة قوية يقدرها المصريون جميعا.
كذلك جاء ترحاب المصريين بدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر دعم الاقتصاد المصري، استكمالا للمواقف الجادة والحكيمة الداعمة لمصر العروبة وهي تمر بمنحنى تطلب معاونة كافة الأشقاء لها وهي تعبر نحو الاستقرار والتنمية.
من هذا المنطلق نؤمن في مصر بأهمية تفعيل العلاقات مع المملكة في مختلف المجالات، لما فيه صالح الشعبين، ويصب نحو تقوية وضع البلدين إقليمياً ودولياً، نعمل سوياً في هذا الاتجاه، ونأمل أن يتسع ليشمل المحيط العربي بأكمله، وأن يشهد تفعيلا حقيقياً لدور جامعة الدول العربية.
- هناك من أزعجهم حضور مصر الدولي القوي.
أعرف - فخامة الرئيس - مدى تقديركم للإعلام .. وتركيزكم الشديد على أهمية التزامه بالموضوعية في التعاطي مع قضايا المنطقة .. لكن ما أريد أن أسمعه الآن منكم هو .. كيف هي نظرتكم إلى التحليلات والقراءات التي يعرضها الإعلام الغربي تجاه الوضع الراهن في مصر بعد حضور بلادكم القوي على المستويين الإقليمي والدولي؟
لقد شهدت وسائل الإعلام والاتصالات في الآونة الأخيرة طفرة تكنولوجية هائلة وثورة معلوماتية كبيرة ساهمت في تعدد وانتشار تلك الوسائل، ومن ثم تضاعف تأثيرها بشكل ملحوظ على المواطن العربي، وأصبحت مصدراً رئيسيا لاستقاء المعلومات السياسية والاقتصادية بل وحتى الدينية، ومن ثم فقد أضحت تساهم في تشكيل وعي المواطنين في مرحلة تعد الأخطر في تاريخ المنطقة العربية ، ومن ثم فإن المسؤولية المهنية والضميرية التي تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية قد تضاعفت بدورها.
أما فيما يتعلق بتناول الأوضاع في مصر في الإعلام الغربي ، فللمرة الثانية ينطوي سؤالك على الإجابة فلقد قلت «بعد حضور مصر القوي على المستويين الإقليمي والدولي».. إن البعض لا يروقهم هذا الحضور.. أولئك الذين كانوا يأملون أن تواجه مصر مصير أطراف أخرى في المنطقة وتنجرف إلى هوة الصراع والتناحر فتفشل وتذهب قوتها.. وهو ما لم يحدث بإرادة من الله .. ومن ثم انطلقت بعض هذه الأطراف تحاول بث سمومها في بعض وسائل الإعلام.
ولقد سمعنا مؤخرا عن تمويل بعض الأطراف لبعض الصحف ومراكز الأبحاث لاستخدامها لأغراض أخرى غير الأهداف التي يتعين أن تحققها من عرض للرأي والرأي الأخر وتناول كافة القضايا بحيادية وموضوعية .. وأعود هنا مرة أخرى إلى قضية «الضمير» سواء كان إنسانياً أو مهنياً أو فكرياً.
- رصيدنا الدولي كفيل بحصولنا على مقعد في مجلس الأمن.
هل أنتم متفائلون فخامة الرئيس بحصول مصر على مقعد في مجلس الأمن.. ممثلة للقارة الأفريقية؟
تولي مصر اهتماما خاصا لهذا الأمر وتسعى إلى الحصول على دعم جميع الدول لترشحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن عن الفترة 2016 - 2017 وقد سبق انتخاب مصر كعضو غير دائم في المجلس أربع مرات، كما أنها تشارك بفاعلية في أنشطة جميع الوكالات المتخصصة وتستضيف العديد من المكاتب الإقليمية التابعة لهيئات الأمم المتحدة، وتعد مصر مساهماً رئيسياً بالقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حيث تساهم حاليا ب 2569 من عناصر الشرطة والقوات المسلحة الذين يعملون تحت لواء الأمم المتحدة في تسع بعثات لحفظ السلام. هذا فضلا عن دور مصر الفاعل إقليمياً ودوليا وعلى صعيد القارة الأفريقية، والذي يتسع ليشمل المجالات التنموية ونقل الخبرات الفنية من خلال تأسيس الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والتي تباشر نشاطها منذ الأول من يوليو 2014 .
استكمالاً لدور الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا والذي تأسس منذ عام 1983. أعتقد أن كل هذا الرصيد المصري كفيل بانجاح المساعي المصرية للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن.
- لا نقبل تعرض مواردنا الحيوية للضرر.
هناك قلق عند بعض الأوساط من استمرار مشكلة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان تحديداً.. هل من جديد في هذا الملف؟
نحن لا نسعى أبداً للإضرار بأية دولة أو بمصالحها، كما أننا لا نقبل أن نتعرض لضرر يؤثر على مواردنا الحيوية ومن حق إثيوبيا أن تحقق التنمية لشعبها، ومن حقنا كدولة مصب أن نحصل على حصتنا من المياه دون نقصان، لا سيما أننا نعاني من شح مائي، وعجز في مواردنا المائية، الأمور تحل بالتفاهم وإيجاد الحلول على أرضية من الثقة المتبادلة، وهذا ما نفعله نحن والسودان وإثيوبيا في هذه المرحلة، بعيدا عن أخطاء سابقة أدت إلى زعزعة الثقة بين الجانبين نتدارك تلك التوجهات حاليا وأثق أن هناك حلا يمكن بلورته على أرض الواقع، ولدينا كفاءات تبحث الأمر، وتجتهد في إيجاد الحلول.
- تجاهل الأبواق المغرضة للإيقاع بين مصر والسودان.
على ذكر السودان.. هناك من يروجون للحديث عن وجود توتر جديد في العلاقة بين القاهرة والخرطوم.. حول منطقة حلايب .. فما هي حقيقة ذلك؟
الرئيس البشير كان منذ أيام بالقاهرة، تفاهمنا حول موضوعات كثيرة، على كافة الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، وما بين مصر والسودان الكثير من الود والروابط الاجتماعية والتاريخية الوثيقة، ولقد اتفقنا سوياً على البدء بالعمل المشترك في الموضوعات التي تحظى بالتوافق بين الجانبين وأن نطرح الموضوعات الخلافية جانباً، كما أننا أكدنا سوياً على تجاهل محاولات الإثارة الإعلامية التي تستهدف الوقيعة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
- مشاكلنا قابلة للحل بوعي الشعب وعزيمته.
فخامة الرئيس .. هل تشعر الآن بأن تركة الحكم الثقيلة وتراكماتها في مصر.. قابلة للمعالجة والحل خلال الفترة الأولى من توليكم مقاليد السلطة.. وما الذي تعدون شعبكم بتحقيقه بعد ذلك؟
لقد تجاوزنا أصعب تحدٍ، وتمكن الشعب من تصحيح مساره خلال عام واحد فقط، بإرادته الحرة وبسرعة أذهلت الجميع إقليمياً ودولياً.. هذا الشعب غني بالقامات الوطنية الشريفة القادرة على تحويل مساره نحو الأفضل.. التركة ثقيلة ، نعم.. ولكن أليس علينا أن نخوض التحدي ونتجاوز العثرة ؟ فهل على من يتعرض لمثل ما تعرضنا له أن يتوقف ويستسلم؟ أبداً، لقد بدأنا ها هي قناة سويس جديدة تحفر بهمة ونشاط .. وها هم المصريون يتسابقون في ثمانية أيام ليقدموا تمويلا سريعا لتدشين هذه القناة.
أليس هذا عاملا إيجابي يجعلنا نتفاءل؟ كل المشاكل قابلة للحل، طالما أن هناك شعبا واعيا يدرك أنه بات له دور في عملية الاستقرار والتنمية.. كل المشاكل قابلة للحل طالما أن هناك شعبا عازما كل العزم على تجاوز الصعاب والتقدم نحو مستقبل أفضل سنمضي من مشروع كبير لآخر، لن نتوقف ولن يهدأ لنا بال قبل تعويض ما فات، واللحاق بركب التقدم في كافة المجالات.
فخامة الرئيس.. أستأذنكم في التوسع قليلا بالتركيز الشديد على بعض القضايا الأساسية التي تحدثتم عنها بصورة مجملة لكن الشارع العربي والرأي العام العالمي ينتظر المزيد من الإضاءة حولها؟
ليس لدينا في مصر ما نخفيه أو نتردد في الإفصاح عنه.. وإن كان الوقت وقت عمل.. ووقت دراسة متعمقة للأحداث والتطورات وإعداد العدة لمواجهة كافة التحديات..
- الوضع اليمني نتاج أخطاء في الحسابات.
حسناً.. كيف ترون الوضع في اليمن الآن؟
ما حدث في اليمن هو نتاج سلسلة من الأخطاء.. سواء في الحسابات أو التقدير لطبيعة الأحداث والتطورات التي تقع في المنطقة ومنها ما حدث في سوريا على وجه التحديد.. وقد كنا نتمنى أن يتم التنبه لذلك منذ وقت مبكر.. تفادياً لما وصلت إليه الأمور أخيراً.
الشعب اليمني لن يقبل بتغيير هويته الثقافية
ألا ترون – فخامة الرئيس – أن بسط الحوثيين نفوذهم على اليمن شماله وجنوبه وشرقه ووسطه وغربه يهدد مصالح دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة ومصر.. وكذلك مصالح كافة دول العالم الحيوية إذا وصلوا إلى باب المندب أخيراً؟
هناك أمران لا بد من التأكيد عليهما في معرض الإجابة على سؤالك هذا.. أول هذين الأمرين هو أن معظم أبناء الشعب اليمني لم ولن يقبل بتغيير هويته الثقافية مهما كان الضغط شديداً والتدخلات الخارجية قوية لدعم الجماعة التي تتحرك الآن لتفرض واقعاً جديداً على اليمن لا يناسبه.
وثاني هذين الأمرين هو.. أنه لا مصر ولا المملكة ولا غيرهما من دول العالم المحبة للسلام والحريصة على عدم تعريض الملاحة الدولية للخطر مستعدون للقبول بأي تهديد لمصالح الجميع من أي نوع كان ومن أي طرف يجيء..
وما الذي يمكن عمله لمنع اتساع دائرة الخطر وإدخال المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص في كارثة جديدة؟
نحن في مصر ويشاركنا الإخوة في السعودية وفي الإمارات العربية المتحدة وغيرها.. مع إرادة الشعب اليمني الرافض للفوضى أو الذهاب باليمن نحو التشرذم والتقسيم.. وسوف لن يكون مقبولاً أبداً أن يتحول اليمن إلى أرضية خصبة تشتعل فيها حروب أهلية.. وتهيمن عليها شرور الإرهاب.. ومن باب أولى أن نقف بكل قوة بوجه تصدير هذا الوضع إلى دول الجوار.. أو ضرب مصالح دول المنطقة والعالم تحت أي مبرر أياً كان مصدره.
- هناك فئة تدفع الأمور في مصر نحو الأصعب.
لكن إيران وأطرافاً إقليمية أخرى – فخامة الرئيس – تدفع الأمور باليمن نحو هذا الاتجاه.. فهل نحن بصدد الدخول في مواجهة معها في أكثر من موقع وآخرها اليمن؟
إيران أو غير إيران تدرك تماماً أنه ليس في مصلحتها أن تقود المنطقة إلى مزيد من الدمار لأن لذلك مردوداً سلبياً ضخماً ليس علينا وعلى المنطقة فحسب وإنما على أي أطراف تحاول أن تصب الزيت على النار بدل أن تعمل على التهدئة وترك دول المنطقة وشعوبها لحالهم يقررون مصيرهم بأنفسهم.
لكن.. كيف ستتصرفون إذا تطورت الأمور إلى ما هو أكثر وأخطر؟
قلت قبل قليل.. إن على كافة دول المنطقة وشعوبها أن تبتعد عن دفع الأمور نحو الهاوية.. وأؤكد الآن أن التعاون والتنسيق والاتصالات الجارية كفيلة باتخاذ كافة التدابير التي لن تسمح – إن شاء الله تعالى – بانفجار الموقف.. ولدينا الثقة في اليمن بشعبه وقيادته ونحن قادرون جميعاً على وضع حد لما يحدث ويجري في مختلف أرجاء البلاد.
نعود فخامة الرئيس إلى الوضع العام داخل بلادكم.. وأسأل عن سر عدم شعورك بالقلق مما قد يرافق الانتخابات القادمة لأعضاء مجلس الشعب من تجاوزات واختيارات قد تدفع في المستقبل إلى ارتفاع حدة الصدام مع الجمهورية والسلطة التنفيذية الممثلة في مجلس الوزراء؟
أعود لأؤكد مرة أخرى.. أنني أثق في الشعب المصري وفي قدرته على اختيار من يمثلون ويخافون على بلده.. صحيح أن هناك فئة لا تفكر في مصلحة مصر.. بقدر ما تعمل لخدمة توجهات رفضها الشعب المصري وحسمها بثورتيه التاريخيتين في 25 يناير 2011م وفي 30 يونيو 2013م، وأنا أقول لهؤلاء وهم والحمد لله قلة قليلة.. إن مصر الشعب.. ومصر الدولة.. ومصر المستقبل لن تفرط في مكتسباتها ولا في طموحها للسير نحو مزيد من العمل المؤسساتي تحقيقاً للديمقراطية وترسيخاً لمبادئ العدالة وبث روح الأمل والتفاؤل في قلوب الناس وبناء مصر على أسس جديدة قوية ومتينة.
- الشعب يحدد طبيعة مجلس الشعب الجديد.
وهل تقوم الدولة الآن بدور في هذا الاتجاه لضمان قيام برلمان يرسخ المبادئ التي تحدثتم عنها؟
الأمر متروك لاختيارات الشعب.. والعمل الوطني المنظم التي تقوم به النخب الواعية كفيل بتحقيق تطلعات المصريين إلى تأسيس أول برلمان قوي ومتجانس وفعال وأمين على مصالح مصر ومستقبل شعبها.. ونحن كدولة لا نتدخل في هذه التفاصيل بعد أن وضع الدستور كل شيء في نصابه.
- نحن مع بقاء الدولة المصرية ومع التغيير.
أشعر بحاجة – فخامة الرئيس – إلى توضيح أكبر لمواقف بلادكم من النظام السوري بصورة أكثر تحديداً؟
مصر مع بقاء الدولة السورية القوية .. ومع تغليب إرادة الشعب السوري والوقوف إلى جانبه لضمان مستقبل أفضل لبلاده.
أقصد.. هل أنتم مع بقاء الرئيس الأسد على رأس السلطة؟
مثل هذا السؤال يُوجه إلى الشعب السوري، وإذا أراد الشعب التغيير فالأفضل أن يتحقق عبر الحل السياسي المتوازن.. بتوصل المعارضة السورية إلى تفاهمات مع النظام تؤدي إلى هذا التغيير وفقاً لإرادة مجموع الشعب ومتطلبات الاستقرار، ليس فقط في سوريا وحدها وإنما في المنطقة بأسرها.
لكن الوجود الأجنبي في سوريا.. قد لا يقبل بخيار الشعب إذا كان هذا الخيار هو التغيير وترك السوريين يقررون ما يرونه مجسداً لإرادتهم المستقلة؟
المشكلة الآن لم تعد وقفاً على الوضع في سوريا.. وإنما في العراق أيضاً.. وتشابك الأمور بمثل هذه الحدة قد يأخذ المنطقة إلى ما هو أبعد.
- لا طريق لتسوية المشكلات بغير تفاهمات بين المصارعين.
وما هو هذا الأبعد فخامة الرئيس.. ألا ترون أن العمل الذي يقوم به التحالف الدولي الذي تشاركون فيه – كما قلتم بنصيب – كفيل بمنع تفشي ظاهرة الإرهاب وتمددها ومنع فرض واقع جديد في سوريا والعراق؟
نرجو ذلك.. وإن كان علينا أن نعمل بصورة أفضل داخل منظومتنا العربية لكي نحتوي تلك الأوضاع ونحد من خطورتها وذلك بالتعامل مع الوضع بواقعية أكبر وبالحرص على البحث عن حلول قابلة للتحقيق بشيء من التفاهمات بين جميع الأطراف المهتمة بهذا الوضع سواء من داخل المنطقة أو خارجها. إن الأمر خطير ولا يجب أن نتركه لظروف المعالجات الخارجية.. أو نرهنه للممارسات الخاطئة.. أو للأطماع من أي نوع كان ومن أي جهة تأتي.
- تدمير العراق .. تجاوز حدود التخلص من صدام.
و ماذا عن العراق وما يحدث فيه وما تتوقعونه – فخامة الرئيس؟
ما حدث ويحدث في العراق هو نتيجة طبيعية لانهيار الدولة بعد أن كانت قوية.. ليس فقط في الداخل العراقي وإنما على مستوى المنطقة.. وأنا شخصياً لم أكن أرغب في أن تؤول الأمور إلى ما انتهت إليه، حيث اتجهت الأمور إلى تدمير بنية النظام العراقي إلى أن وصلت إلى درجة الهشاشة وبدأ معها تفريخ هذه البؤر الإرهابية التي تستهدف تدمير المنطقة بأسرها.
هل تقصدون فخامة الرئيس.. أن داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات كيانات صنعتها أطراف وقوى خارجية وبثتها هنا وهناك لنشر الفوضى وإثارة الفتن بين الشعوب.. تحقيقاً لمخطط تقسيم المنطقة المتعارف عليه؟
هناك العديد من الأسباب التى أدت إلى ذلك.. وكان على دول المنطقة أن تتداركه بشيء من التعاون والتنسيق الوثيقين.. إلا أن ما حدث هو العكس.. لأن آفة الخلافات انتشرت وطالت المنطقة.. بأسرها.. وما يحدث الآن يتحمل مسؤوليته الجميع وإن كان علينا ألا نلتفت الآن إلى الماضي.. وأن نعمل بإخلاص ومسؤولية على إعادة الثقة فيما بيننا.. ونهتم بشؤون أوطاننا ومصالح شعوبنا.. ونحافظ على مكتسباتنا منعاً لأي انهيارات جديدة لا مصلحة لأحد فيها بمن فيهم الأطراف التي أشعلت الوضع هنا أو هناك وفقاً لحسابات خاطئة بكل تأكيد.. لأنها أغفلت إرادة الشعوب.. ومضت تعمل بعيداً عنها.. وهو ما تجاوزناه في مصر والحمد لله لإيماننا بالله أولاً وأخيراً.. ثم بالشعب المصري الذي عزز ثقة الأمة في قياداتها المخلصة والحمد لله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.