تعمل شركة اتش بي العالمية على تطبيق خطتها الاستراتيجية بفصل قطاعي الهارد وير ممثلا في منتجات مثل "حلول الشركات الكبرى والحلول التخزينية والخوادم" عن قطاع البرمجيات وحلول المستخدم والطابعات في شركتين منفصلتين، ويظهر التساؤل حول مستقبل الشركة في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا خاصة مع لجوئها خلال العام الماضي لاستراتيجية توسعية بالمنطقة بدأتها بتعيين المهندس ياسر القاضي الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" مديرا لعملياتها بالشرق الأوسط. وتتعرض الشركات الكبرى بعد إعادة الهيكلة في الأغلب لتراجع في حجم أعمالها أو على الأقل في أحد الكيانين مقارنة بالآخر، وتحاول "أموال الغد" استقراء مستقبل واحدة من أكبر الشركات خاصة في قطاع التخزين والطباعة وخدمات الشركات بمنطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع الهيكلة التى تشهدها اتش بي عالميًا. كشف مصدر مسئول بشركة اتش بي مصر أن انفصال الشركة لكيانين منفصلين أحدهما مختص بالبرمجيات والآخر يركز على الأجهزة وحلول الهارد وير سيؤثر بشكل طفيف على عملها بمنطقة الشرق الأوسط. وأوضحت دراسة صادرة عن شركة IDC العالمية للأبحاث أن سوق الشرق الأوسط ومنطقة أوروبا هما الأقل تأثرًا من استراتيجية إعادة الهيكلة التى بدأتها اتش بي منذ عدة أيام مؤكدة أن الشركة على المدى المتوسط ستشهد نوع من المنافسة القوية مع منافسيها مثل لينوفو وديل خاصة في قطاع التخزين. وأشارت IDC أنه في حالة تمكن HP من مواجهة تلك الموجة من المنافسة وإعداد خطة قوية للتركيز على سوق مناطق الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا ستشهد معدلات نمو مرتفعة مقارنة بما تحققه حاليًا من تلك الأسواق. وأضاف المصدر ل"أموال الغد" أن التأثير سينعكس فقط على الإجراءات الإدارية من حيث فصل الشركة في مقرين منفصلين، مشددًا على انه من المستبعد أن يؤثر ذلك على الخطط التوسعية للشركة بمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا والتى بدأتها بتعيين "القاضي" . وتسعى من خلال الانقسام إلى فصل قطاع البرمجيات والحلول في كيان مستقل يقوم بالشراكات والتعاون مع الكيانات الكبرى الأخرى مثل EMC وغيرها بالاضافة إلى تحويل قطاع الهارد وير مثل الخوادم والحاسبات الشخصية والطابعات غيرها إلى قطاع أكثر ربحية بالتركيز على تطويره وتحقيق عائدات أعلى منه. ولفت المصدر إلى أن الأعمال التى تقوم بها الشركة في السوق الإقليمية بالشرق الأوسط والمحلية بمصر تعمل وفق جدولها الطبيعي ولم تشهد أي تأثر بسبب الفصل، مشددًا على أنها تستهدف التوسع في القارة الأفريقية واتخاذ مكتبها بالشرق الأوسط ومقرها بالقاهرة نقطة ارتكاز للتوسع في افريقيا خاصة مع تنامي السوق الأفريقية نحو مزيدًا من الاعتماد على الخدمات التكنولوجية . وتركز الشركة في عملها بالشرق الأوسط ومصر على عدد من القطاعات الرئيسية مثل القطاع الحكومي والبترول والغاز والتعاون مع شركات المحمول وغيرها، وساهمت اتش بي في مشروع الحكومة الالكترونية في مصر منذ بداية الإعلان عنها في وزارة أحمد نظيف تحت عنوان Ict4Egypt. وبلغت عائدات الشركة خلال الربع الثالث من العام الجاري من منطقة الشرق الأوسط حوالي 41 مليار دولار من إجمالي عائدات بلغ 455 مليار دولار وتعد الشركة من أكبر مزودي المنطقة بالخدمات الالكترونية والحلول للقطاعات المختلفة. وأشار المصدر أن اتش بي تحتل المرتبة الأولى في سوق الطابعات بمنطقة الشرق الأوسط وتمثل الطابعات حوالي 18% من عائدات الشركة بالمنطقة ، بينما تمثل الخوادم "سيرفرات" على حوالي 36% ، والحاسبات الشخصية على 22% من الايرادات. وتسعى الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا إلى فصل عملياتها ذات الأداء الأفضل في إنتاج أجهزة الحاسب الآلي والطابعات عن باقي أقسامها التي تقدم خدمات وأجهزة أخرى، ومن خلال اعادة الهيكلة ستقوم الشركة بتوزيع ملكية المساهمين بها على أسهم في كلا الكيانين الجديدين.