بعد أشهر من المفاوضات وعرض أصول الشركة الكندية RIM المنتجة لبلاك بيري قررت الشركة التراجع عن قرارها بالبيع واستمرار اعمالها حول العالم، ويعتقد البعض أن قرار بلاك بيري بالتراجع عن البيع يرجع للانتشار "السريع" لخدمات برنامج المراسلة الخاص بها BBM على الهواتف العاملة بأنظمة تشغيل أندرويد "سامسونج واتش تي سي وهواوي وغيرها" وعلى الآيفون بنظام تشغيل iOS. وفي الوقت الذي تلقت فيه بلاك بيري عددًا من العروض على رأسها عرض فايرفوكس للاستحواذ عليها بقيمة 4.7 مليار دولار حقق التطبيق الجديد على الهواتف الذكية المنافسة 20 مليون تحميل خلال الأسبوع الأول من طرحه في أكتوبر الماضي مما دفع الشركة الكندية لإعادة التفكير في الاستمرار بالعمل ومنح هواتفها وتطبيقاتها "فرصة ثانية" للاستمرار بالسوق. وخلال 24 ساعة من إطلاق تطبيق الدردشة الخاص ببلاك بيري حقق معدل تحميل 10 مليون مرة ليصبح الأسرع عالميًا في معدلات التحميل ويحتل المرتبة الأولى على المتجر الافتراضي لآبل App Store في 75 دولة من ضمنها الشرق الأوسط والولايات المتحدة وانجلترا، كما حصل التطبيق على تصنيف خمس نجوم من المستخدمين على كل من App Store بحسب رأي 60 ألف مستخدم وGoogle Play بمشاركة حوالي 87 ألف مستخدم. وبعد عرض الشركة أجزاءً منها للبيع على شركات عالمية مثل سامسونج وانتل وسوني وجوجل وسيسكو وSAP وLG أبدت عدد من تلك الشركات ومنها مايكرو سوفت التى تركز على التوسع في خدمات الهواتف المحمولة اهتمامًا بشراء بعضًا من ممتلكات وبراءات أختراع بلاك بيري العالمية. و تراجعت مؤخراً عن فكرة بيع بعض أصول الشركة التي طرحتها منذ شهر تقريباً، وقامت بمقابل ذلك الحصول على تمويل يقدر بنحو مليار دولار قابل للتحويل إلى أسهم من عدة مستثمرين وشركات من بينها قطر القابضة وكذلك قامت بتعيين مدير تنفيذي جديد لعله يعيد الشركة إلى مسارها. وتملك بلاك بيري طيف واسع من الأصول المتنوعة التي يمكنها أن تبيع بعضها بشكل منفصل مثل قطاع الأجهزة والشبكات و براءات الإختراع و البرمجيات والتطبيقات مثل خدمة المسنجر التي أكدت أنها ليست للبيع. غير أن مجلس إدارة الشركة الكندية أكد على أنه في حالة بيعها لن يتم تقسيم أصولها وبيعها على هيئة براءات اختراع منفصلة عن الكيان الأساسي ووحدات التطبيقات والشبكات وغيرها كما هو متبع مع الشركات المفلسة وعلى رأسها كوداك التى تم بيعها مقسمة بعد إعلان إفلاسها منذ عدة أشهر. ونشرت مؤسسة IDC للأبحاث مؤخرًا دراسة عن معدلات انتشار الهاتف الذكي من بلاك بيري ليستحوذ على حصة عالمية قدرها 2.7% فقط متوقعة أن تنخفض تلك النسبة إلى 1.7% بحلول عام 2017 مشددة على أن المستخدمين العالميين يميلون إلى هواتف ذكية أقل سعرًا من المطروحة من قبل بلاك بيري ليمثل السعر 199 دولار هوم الرقم المناسب للمستخدم خلال الفترة المقبلة. وعلى مستوى الشرق الأوسط أوضحت IDC أن حصة بلاك بيري من السوق بلغت 13.3% خلال العام الجاري غير أنها بدأت في التراجع مع طرح النسخة الجديدة من هاتفها الذكي z10 الذي آثر سلبًا على مبيعات الشركة بشكل عام وعلى مبيعاتها في المنطقة بشكل خاص مع استحواذ سامسونج بإصدراتها المختلفة على صدارة السوق بحصة 18.3%. وقد حققت الشركة فى العام الماضى مبيعات تقدر بحوالى 6.4 مليار دولار على مستوى العالم، حسب قول محمد المفلح مدير تطوير منتجات الشركة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشددًا على استمرار بلاك بيري بشكلها الحالي في المنطقة وتوسعها في الخدمات المستقبلية مع اتجاه الشرق الأوسط للاعتماد على الهواتف الذكية بشكل أكبر من الحالي وزيادة حجم الاعتماد على الجيل الجديد من خدمات الهواتف الذكية وهو ما دفع بلاك بيري للتمسك بشكلها الحالي ورفض عروض الاستحواذ على أجزاء من الشركة دون الأخرى.