20 مليار دولاراستثمارات الشركة عالميًا في قطاع الحوسبة السحابية.. و 6 مليارات جنيه استثماراتنا في البحث والتطوير سنويًا 9 مليارات جنيه استثمارات مطلوبة لاستيعاب الخريجين الجدد سنويًا أكد المهندس عمرو طلعت المدير التنفيذي لشركة IBM مصر أن التوجه نحو البيانات العملاقة Big Data اصبح توجهًا عالميًا معتبرًا أن دخول مصر في تلك الاستثمارات باعتبارها واحدة من المشروعات المستقبلية يتوافق مع الحالة العالمية في الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات موضحًا أن IBM لديها مفاوضات مع وزارة الاتصالات لتنفيذ عدد من المشروعات المشتركة بنظام الPPP "الشراكة بين القطاعين العام والخاص وأوضح في حواره مع "أموال الغد" أن شركته بصدد إطلاق مبادرة بالتعاون مع وزارة الاتصالات لمنح الشركات المتوسطة والصغيرة حق استغلال الحوسبة السحابية بالاعتماد على منصة IBM وتحصيل المستحقات منها بعد تحقيقها هامشَا مرضيًا من الأرباح مؤكدًا على أن IBM العالمية استثمرت ما يقرب من 20 مليار دولار على خدمات الحوسبة السحابية وأجرت عددًا من الاستحواذات على شركات عاملة بالقطاع عالميًا بقيمة 14 مليار دولار منذ 2005. ونوه على أن IBM تعتزم افتتاح عدد من المراكز الجديدة لخدمة فروعها العالمية من داخل مصر ضمن خطة زيادة الاستثمارات الخاصة بها في المنطقة مشددًا على أن IBM العالمية قررت زيادة حصة استثماراتها في المنطقة واختارت مصر باعتبارها المرشح الأكبر لزيادة الاستثمارات المستقبلية خلال 2014. وشدد طلعت على ضرورة "تعديل المنظومة الكاملة للاستثمار بمصر" بما يحفز الشركات الجديدة على الاستثمار من ناحية وجذب عدد من الشركات الأجنبية من ناحية أخرى مؤكدًا على أن شركات تكنولوجيا المعلومات الشركات الأجنبية تدرس في بداية دخولها الأسواق قوانين سرية البيانات وتداول المعلومات مطالبًا بضرورة الانتهاء من التعديلات التشريعية المطلوبة لجذب أكبر نسبة ممكنة من الاستثمارات المستقبلية. وأشار الى أن عدم دراسة القرارات بدقة وتهميش الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات يصعّب عملية توصيل الدعم لمستحقيه ويزيد من شريحة المستفيدين دون التوجه لإجراءات غير مدروسة مثل قرار غلق المحال التجارية مبكرًا أو رفع الدعم عن بعض المستفيدين من البنزين وغيرها من القرارات الاستراتيجية المؤثرة على الاقتصاد والنواحي الاجتماعية في الوقت نفسه. واستطرد أن توظيف الأدوات التكنولوجية يساعد الحكومة في القضاء على السوق الموازية وضم شرائح جديدة من الممولين إلى الهيكل الضريبي. أضاف أن الشركات الكبرى بصفة عامة تمتلك من أدوات التحليل التكنولوجي ما يؤهلها لتوفير المعلومات الكافية للحكومة والتى تساعدها في اتخاذ القرارات المطلوبة لتوفير حجم النفقات منوهًا على أنها تمكن الجهات الحكومية والشركات المستهدفة تخفيض نفقاتها من استخدام البيانات المتاحة بطريقة تسمح بخفض النفقات وزيادة نسبة توظيف الأدوات المتاحة لدى الجهات المختلفة. وأشار إلى أن 90% من المؤسسات الحكومية في مصر تعتمد على حلول IBM للتخزين وتحليل البيانات مما يمكن المؤسسات من ربطها سويًا وتحليلها للخروج بحلول أقرب للمواطن وأكثر توفيرًا للامكانيات الاقتصادية لافتًا إلى أن ربط قواعد بيانات الرقم القومي مع الإدارة العامة للمرور وقواعد بيانات وزارة المالية يساهم في توصيل الدعم لمستحقيه ويحل أزمة "كوبونات البوتاجاز" بالتعرف على الشريحة المستحقة للدعم بالتحديد. واكد أن التكنولوجيا توفر معلومات أفضل عن الشريحة المطالبة بدفع الضرائب دون زيادة نسبة الضرائب على العاملين أو فرض نوعيات جديدة من الضرائب لافتًا إلى أن توسعة شريحة القاعدة المستحق عليها الدفع يتم عن طريق ربط قواعد البيانات المختلفة ببعضها وتوسيع قاعدة دافعي الضرائب دون رفع نسبة الضريبة على الدخل. ونوه إلى أن شركات تكنولوجيا المعلومات بصفة عامة وIBM خاصة تمتلك عددًا من الحلول تتعلق بالحوسبة السحابية وتحليل البيانات تفيد القطاع الحكومي في تنفيذ برامجه للدعم وتنفيذ قرارات المستقبل بناءً على ما يعرف بمبادرة "الكوكب الذكي" والتى توفر حزم من البيانات لمواجهة المشكلات التي تواجه الحكومات عن طريق تكنولوجيا المعلومات فيما يتعلق بخدمات الصحة والتعليم والخدمات وغيرها. واوضح أنIBM تعمل في السوق المحلية منذ ما يقرب من ستين عامًا ولم تخرج من السوق المصرية خاصة رغم ما شهدته من اختلافات في الأداء الاقتصادي المصري بين الرخاء والانكماش ومنوهًا إلى أن الشركات التى قررت الخروج من السوق العاملة بقطاع تكنولوجيا المعلومات دخلت السوق في ظل ارتفاع موجة الميكنة وخرجت لتخوفها من حالة التراجع الحالية، وتأثيرها على حجم الانفاق على تكنولوجيا المعلومات وأضاف أن استراتيجية شركته تقوم على دعم الأسواق النامية المتمثلة في أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية والصين ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مرتكزة على دعم عملية التطور التكنولوجي في الأسواق التى تتواجد بها خاصة السوق المحلية بمصر، مضيفًا أن السوق المصرية من أهم المناطق الاستراتيجية التى تسعى شركته للتوسع بها خلال العام المقبل. ووصف طلعت السوق المصرية "بالواعدة والمستمرة في النمو" خلال الفترة الحالية والمقبلة، خاصة في ظل تراجع الانفاق الحكومي الذي يمثل النسة الأكبر من الخدمات التكنولوجية والميكنة لدى شركات قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر، لافتًا إلى أن عدم تحصيل المستحقات الحكومية ساهم في زيادة حجم مشكلة الشركات العاملة بالقطاع. وطالب طلعت بزيادة الاعتماد على خدمات تكنولوجيا المعلومات من القطاع الحكومي خلال المرحلة الحالية والتي توفر إمكانيات لحسن استخدام الموارد المتاحة قائلاً "دور تكنولوجيا المعلومات يتعاظم في ظل الأزمات الاقتصادية"، بتوفيرها أقصى استفادة من أقل موارد. من ناحية أخرى أشار إلى أن IBM لديها استراتيجية عالمية تطبقها محليًا تنقسم إلى عدد من المحاور الرئيسية، أولها الاستثمار في قطاع الخوادم والتخزين والذي يعتمد على توفير حيزات تخزين للشركات الكبرى تتوافق مع حجم البيانات المتزايد عالميًا خلال الفترة الحالية. وأضاف أن المحور الثاني للعمل في IBM عالميَا قائم على توفير خدمات الحوسبة السحابية باعاتبارها التوجه العالمي خلال الفترة الحالية والتى تشهد نموًا مطردًا في حجم الإقبال عليها من ناحية والخدمات التي تقدمها موفرة لنسبة كبيرة من حجم الأنفاق على الخدمات، موضحًا أن الشركة تمتلك سحابة في ألمانيا تسوقها في السوق المحلية مما يساعد الشركات على خفض النفقات خاصة الشركات المتوسطة والصغيرة. استطرد أن المحور الثالث للتركيز من خلال الاستراتيجية الخاصة بالشركة يتعلق بالتركيز على الأسواق النامية بالإضافة إلى الاستفادة من حلول الكوكب الذكي لتوفير حلول لكافة المشكلات التى قد تواجه البشر باستخدام تكنولوجيا المعلومات سواء متعلقة بالصحة،التعليم، أو غيرها من المشكلات. وعن التوجه الاستراتيجي لوزراة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاستخدام تقنيات الحوسبة السحابية أوضح أنه اتجاه جيد يساهم في خفض النفقات لدى المؤسسات وترفع الأعباء المالية والإدارية عن الشركات المتوسطة والصغيرة مشيرًا إلى أن الحوسبة السحابية تحتاج تعديل التشريعات الخاصة بسرية البيانات. وأضاف أن التشريعات الحاكمة لتكنولوجيا المعلومات بصفة عامة تحتاج إلى إعادة هيكلة مستخدمة المعايير العالمية الموضوعة من الاتحاد الأوروبي لجذب عدد أكبر من المستثمرين سواء لتدشين سحابة في مصر وتسويقها بالخارج أو الاستثمار في الطاقات البشرية الموجودة بمصر موضحًا أن الشركات العالمية لا تقبل الاستثمار في دول لا تضع قوانين محددة لطرق التعامل مع الاستثمار من ناحية وقوانين واضحة لحماية سرية البيانات الخاصة بها ضد الاختراقات. وأوضح أن شركته تركز على الاعتماد على الموارد البشرية المصرية لتصدير البرمجيات والخدمات لفروع الشركة في الخارج أو للتعاون مع شركاء آخرين مشيرًا إلى أن الشركة تمتلك في الوقت الحالي أربعة مراكز تصديرية تعمل من داخل مقرها بمصر. وأضاف أن المراكز تقدم خدمات الصيانة والدعم الفني والذي تم افتتاحه عقب الثورة مباشرة موضحًا أنه يقدم خدمات الدعم الفني لمنطقة كنجا وأمريكا الشمالية بشكل مركز بالاعتماد على خدمات تعهيد من داخل مقر الشركة بمصر ،مشيرًا إلى أن المركز يجد ردود فعل إيجابية من الشركة الأم بالولايات المتحدة. وشدد على أن مصر تصدر خدمات برمجيات لكافة فروع الشركة بالعالم بالإضافة إلى مركز البحث والتطوير في مصر الذي يعمل على تطوير البرمجيات والمنتجات الجديدة المطروحة من الشركة قبل طرحها في الأسواق العالمية كواحد من ضمن ثمانية مراكز على مستوى العالم. وأوضح ان IBM تستهدف زيادة عدد مراكزها الاقليمية في مصر خلال المرحلة المقبلة ضمن استراتيجية عالمية تعتمد على زيادة تركيز IBM العالمية على الاسواق النامية في خدمات التعهيد للشركة عالميًا مشددًا على أنها بصدد التوسع في عدد المراكز الخاصة بها في مصر. أشار إلى أن المركز الذي يعمل بمصر لخدمة قطاع الشركات في منطقة أمريكا الشمالية حصل على المركز الأول من ضمن سبعة مراكز عالمية تخدم نفس القطاع خلال الربع الثالث من 2013 والذي شهد أحداث عنف سياسية وحظر التجوال وحالة الطوارئ وغيرها. وعن توجه الدولة نحو دعم ريادة الأعمال أكد طلعت على أن المفهوم الخاطئ عن ريادة الأعمال المتعلق بأن الفكرة يجب أن تكون "مخترعة وفريدة" غير صحيح مشددًا على أن نجاح الأفكار يتعلق بسد حاجة اجتماعية باستخدام ادوات تتميز بالاستمرارية والقابلية للتنفيذ. أوضح أن مصر تحتاج زيادة حصتها من الاعتماد على ريادة الأعمال لحل أزمة البطالة خاصة وأن مصر تشهد كل عام 900 ألف خريج جديد يحتاج كل منهم إلى 100 ألف جنيه لخلق فرصة عمل منوهًا على أن السوق المصرية تحتاج سنويًا 9 مليارات جنيه لاستيعاب الخريجين الجدد وهو ما يصعب تنفيذه وبالتالي يمكنها توفير المناخ المناسب للاستثمار في الافكار الشابة بما يجعلها قادرة على توفير فرص عمل مناسبة لهؤلاء الشباب. ولفت إلى أن إجمالي الانفاق على البحث والتطوير في IBM على مستوى العالم حوالي 6 مليارات دولار سنويًا يتم تخصيص جزء منها للانفاق على المركز المقام بمصر للبحوث والتطوير لإنتاج برمجيات وخدمات لعملاء الشركة على مستوى العالم