دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلى تضافر الجهود المجتمعية في مواجهة فيروس نقص المناعة الإيدز، مطالبا الأسرة العربية بضرورة الاهتمام بتنشئة أبنائها على التمسك بالأخلاق الحميدة والتوعية بخطورة تعاطي المخدرات بكافة أشكالها وما تسببه الممارسات الخاطئة من الإصابة بهذا المرض الخطير" حتى نبلغ ما نسعى إليه جميعا وهو صفر إصابات جديدة بمرض الإيدز في المنطقة العربية". وأكد العربي ضرورة مواصلة العمل من خلال البرامج الوطنية لمكافحة الإيدز لتحقيق الهدف السادس من الأهداف التنموية للألفية الخاصة بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية . جاء ذلك في كلمة الدكتور نبيل العربي اليوم الأحد أمام الاحتفالية التي شهدتها الجامعة العربية بمناسبة" اليوم العالمي للإيدز" والتي نظمتها بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة المعني ب"الإيدز" وتم خلالها إطلاق التقرير الإقليمي للبرنامج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحضور عدد من السفراء العرب ومسئولي الأممالمتحدة. وقال العربي إن تنفيذ برامج مكافحة الإيدز يجب أن يتم على أساس من الشراكة بين كافة القطاعات المعنية، وخاصة القادة السياسيين، والشخصيات المؤثرة من رجال الدين ومن رجال وسيدات الإعلام وقادة المجتمع وكذلك القطاع غير الحكومي، وإشراك الشباب وذلك حتى تكون لتلك البرامج الفعالية المطلوبة في إطار من التكامل، وتؤتي ثمارها. ولفت إلى أهمية التقرير الإقليمي حول فيروس نقص المناعة الإيدز في إقليم شرق المتوسط، والذي يتزامن إطلاقه مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة هذا الفيروس، ذلك المرض الذي يشكل واحدا من المشاكل الصحية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البشرية في العالم بأسره، حيث أصبح هذا الوباء أحد أهم الأسباب الرئيسية المسببة لوفيات الشباب وربما أيضا الشيوخ. ونوه العربي بحرص جامعة الدول العربية على تنظيم الملتقى الإقليمي للوقاية من الإيدز بين الشباب بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وصندوق الأممالمتحدة للسكان وشرطة دبي، يومي 13و 14 نوفمبر الماضي، في مدينة دبي والذي شاركت في افتتاح أعماله، وبمشاركة منظمات الأممالمتحدة المعنية، ومديري البرامج الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني، ومجموعة من الشباب العربي لإشراكهم في وضع رؤيتهم في الاستراتيجية العربية لمكافحة هذا الفيروس في المنطقة العربية، وقد دعا إلى هذا الاجتماع وزراء الصحة العرب بموجب قراره رقم (2) في دورته العادية (37) مارس 2012 بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز. ونبه العربي إلى الأثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الايدز والتي تعيق تنفيذ البرامج التنموية خاصة في الدول التي انتشرت فيها عدوى فيروس نقص المناعة البشري بنسب كبيرة، حيث تسبب هذا الفيروس في عودة انتشار مرض السل الذي يشكل حاليا مشكلة كبيرة، كانت قد تقلصت معدلاتها بسبب تحسن الظروف المعيشية والخدمات الصحية. وقال العربي إنه رغم الجهود التي تقوم بها دول إقليم شرق المتوسط، إلا أن تزايد معدل انتشار المرض يدعونا جميعا إلى التكاتف وتكثيف الجهود في مجالات الوقاية والعلاج والدعم والرعاية، وذلك بانتهاج أساليب غير تقليدية، خاصة في ظل ما تمر به المنطقة العربية من أزمات وصراعات وكوارث، وما تفضي إليه من انتشار الهجرة، بما يفرض علينا تحديات تستوجب مواجهتها بالتخطيط والعمل الجاد. وتابع "لاشك أن هناك العديد من النجاحات التى تحققت بالفعل في بعض الدول نتيجة لتطبيقها البرامج الوقائية الفعالة، فانخفضت فيها معدلات الإصابة بالعدوى، ولا تزال هذه الدول تسعى لمواصلة انخفاضها. ولفت العربي إلى أن الجهود الوطنية التي تقتصر على التوعية العامة عن طريق الوسائل والمواد الإعلامية لا تكفي، إذ يجب أن تكون هناك رؤية شاملة أكثر واقعية، بحيث يتم التركيز كذلك على الفئات الأكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بعدوى الفيروس، والعمل على حماية الأجيال الناشئة من الإصابة بالعدوى، من خلال إعداد وتطبيق مناهج مدرسية حول الوقاية من هذا المرض تتلائم مع ثقافتنا وقيمنا الدينية والروحية". ومن جانبه قال المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة" ميشيل سيديبيه "إنه في ظل الجهود المبذولة عالميا بدأنا نسيطر على الوباء بدلا من سيطرته علينا، وقد ظهر التقدم جليا في الاكتشافات العلمية والقيادة الحكيمة والبرمجة الدقيقة، وهذه العوامل القوية تعني أن المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بإمكانهم التمتع بحياة طويلة وصحية وحماية شركائهم من الإصابة بالفيروس والحفاظ على عدم إصابة أطفالهم بفيروس نقص المناعة البشري". وأشار إلى أنه في إطار الجهود الرامية لمكافحة المرض قام برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالايدز ومعه المجلة الطبية لانسيت بإنشاء مفوضية خاصة للمساهمة في هذا الأمر، معتبرا أن الوصمة والإنكار والتهاون لا تزال عوامل تؤدي إلى الفشل في الحد من إصابة الأجيال القادمة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للإيدز إلى تكثيف الجهود الرامية لوقف حدوث حالات عدوى جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" بين الأطفال وأن نكفل حصول جميع الأمهات المصابات بالفيروس على العلاج. وطالب كي مون بإنهاء ما يمارس من تمييز وعنف بحق المرأة وهو ما يلحق بها أضرارا جسيمة ويزيد من احتمالات الإصابة بالفيروس والوفاة من الإيدز. ونبه إلى أنه لاتزال ثمة مؤشرات تبعث على القلق حسب تقرير اليوم العالمي للإيدز لعام 2013 لبرنامج الأممالمتحدة المشترك المعني ب"الإيدز" وهى أن بعض المناطق والبلدان لاتزال متخلفة عن الركب المتقدم. وتابع "إننا نحقق تقدما في مجال الوصول إلى الفئات الضعيفة من السكان بفضل الجهود التي تبذل للقضاء على الوصم بالعار والتمييز ولكن لايزال ثمة الكثير مما يتعين القيام به لإنهاء هذه المشكلة، داعيا إلى تجديد الالتزام بكسر الحواجز المتبقية بما في ذلك القوانين العقابية والاستبعاد الاجتماعي حتى يتسنى لنا الوصول إلى جميع الاشخاص الذين يتعذر عليهم الحصول على الخدمات المتعلقة بفيروس"الإيدز". وعبر كي مون عن تفاؤله بحدوث تقدم في أجزاء كثيرة من العالم وبخطى متسارعة في مواجهة الإيدز والانخفاض الكبير في أعداد الإصابات والوفيات الجديدة وإحراز تقدم كبير في تحقيق كفالة حصول 15 مليون شخص على العلاج بمضادات "الفيروسات العكسية " بحلول عام 2015 ، وقال " إن لهذا الأمر أهمية بالغة في وقف وباء الإيدز وعكس اتجاه مساره إلى غير رجعة